عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-05-2008, 10:02 AM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي هل تذكرون الدكتور المظلوم سعود بن حسن المختار ؟

بسم الله الرحمن الرحيم



صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ...... وفقه الله وسدد في الخير خطاه.

صاحب السمو الملكي ... لقد حاولت مرارا أن أصل إليك في لقاء خاص ووقفت أمام أبوابك مرارا وتكرارا لكي أتمكن من مقابلتك والشكوى إليك , إلا أنني لم أستطع , وقد أرسلت الخطابات تلو الخطابات أطالب فيها برفع الظلم عن ابني ولم يصلني أي رد .

إنني يا صاحب السمو أمضي الساعات الطوال يوميا أبحث عن ابني الذي يسمح لي أحيانا برؤيته وأمنع مرات كثيرة من رؤيته، وحين يسمح لي فأزوره أتألم لألمه وشوقه إلى رؤية أبنائه , فأنا أم منعت من رؤية ابنها وهو أب منع من رؤية أبنائه , وأتألم عندما أرى زوجته وأطفاله وإخوانه يردون عند أبواب السجن فينصرفون والدموع تملأ أعينهم فأدخل عليه وحيدة وأرى عينيه تبحث عن الأحبة فلا تجدهم .

وأتألم لأنني أحسنت تربيته وتعليمه وسهرت معه الليالي الطوال وصبرت على سفره سبعة سنوات لينال شهادة الدكتوارة في الطب , فلما بلغ أشده وشهد له الكل بالخير والصلاح , ورأيت ثمرة انتظاري وصبري ممثلة فيه , خطفت فرحتي به وألقي به في سجن انفرادي ضيق لا يتجاوز اتساعه المترين في المترين ونصف , وقد حشرت دورة المياه المفتوحة داخل هذه المساحة الضيقة .

أتألم لأنه يقبع في هذه الزنزانة الانفرادية وحيدا لا أنيس له ولا رفيق يمضي عليه أسبوع واثنان لا يرى أحد ولا يحدثه أحد, يأتيني فتفك القيود من يديه قبل دخوله, وترفع العصابة من على عينيه وكأنه من عتاة المجرمين.

وأتألم لأننا في بلد الإسلام الذي أعز الإنسان وأكرمه و أعطاه حقوقه مهما كان ذنبه ومهما أجرم ـ وحاشا ابني أن يكون مجرما أو إرهابيا ـ فلماذا يعامل معاملة أقل مما يعامل به المجرمين والسفلة ويمنع من الصلاة جماعة , أو الاستماع إلى القران من الحرمين في رمضان وغير رمضان ونحن بلد الحرمين الشريفين , بل لقد ظل الخمسة أشهر الأولى لا يعرف مواعيد الصلاة فقد جرد من ساعته , ولا يسمع أي أذان ولا يرى أي ضوء شمس ليحدد المواقيت فإن أراد معرفة الوقت فله أن ينادي السجانين الذين غالبا لا يردون عليه فكم أخطأ في تحديد الوقت وكم أفطر قبل الأذان و أتألم لأنه يمنع من رؤية الشمس واستنشاق الهواء الطلق حتى بهت لونه وهزل جسده .

أجلس معه ساعة من الزمن تمر سريعا فيحدثني عن الله وفضله ورحمته وعن جزاء الصابرين , يحبس شكواه في صدره حتى لا يكدرني ويحزنني رغم كل مظاهر الهزال والتغير عليه , فيسعدني انه لا يزال على حسن ظنه بربه وقدره ولا يزال يكن لبلده كل حب وصفاء وإخلاص , ويكن حتى لسجانيه الصفاء فيقتطع من بعض الطعام الذي يسمح لنا أحيانا بإدخاله فيطعمهم منه ويلح عليهم بذلك .

لقد كتبنا الخطابات لسموك ولسمو الأمير محمد وخاطبناكم بواسطة البرقيات الصوتية , ولم نتقدم خطوة واحدة ولم يحسن وضعه بل لقد زاد الأمر سوءا بعد كل مطالبة بتحسين وضعه , فبعد انقطاع عن رؤيته منذ أول يوم من اعتقاله حتى خمسة أشهر وأسبوع سمح لنا برؤيته , ثم منعنا , ثم سمح لي برؤيته أنا وإحدى شقيقاته ُثم اضطرب الأمر فجعلت الزيارة تقل حتى أصبحت مرة في الشهر , ثم منعت نهائيا منذ ما يزيد عن الشهرين منذ 24 صفر 1429 منذ هذا التاريخ لم نره ولم نسمع صوته ولا ندري عن حاله شيئا فأي تلاعب بأعصابنا هذا !!!.

صاحب السمو الملكي .. إنني أمضي الساعات الطوال أتصل بوزارة الداخلية أطالب وأبكي وأتوسل وأسترحم شباب في عمر أحفادي أدعو لهم وأقبل أياديهم بل بلغ الأمر بامرأة في عمري استعدادها أن تقبل الأقدام حتى يسمح لها برؤية ابنها الذي لم يكن يغيب عن ناظريها يوما إلا إذا كان في سفر وحتى في سفره كان يحادثها يوميا , أي ذل يا صاحب السمو لقيته على أيدي هؤلاء وأي استخفاف ألقاه في سبيل حقي في رؤية ابني أو حتى التحدث إليه وأنا الإنسانة الكريمة الحسيبة وقد قيل إنه لا يكسر المرء إلا أبنائه وقد كُسرت عزتي بابني فحبي لأبنائي أكبر من كل عزة لي وكرامة .

صاحب السمو الملكي ... إنني أقتدي بيعقوب عليه السلام الذي أرسل بنيه قائلا " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه من لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " وها أنا ذا أبحث عنه ولم يبق لي من العمر أكثر مما مضى بل لقد مضى العمر كله بمصيبتي بابني فقد أحدودب ظهري , ورق جلدي , وسقط حاجباي وثقلت قدماي فأصبحت تقريبا مقعدة لا هم لي ولا رغبة لي إلا برؤيته والاجتماع معه وأن أراه في بيته وسط أولاده , لا هم لي سوى أن أرى العدل يعم هذه البلاد وأن يكرم الصالحين من أمثال ولدي بدل أن يزج بهم في أتون السجون والسراديب !!

فمثل هؤلاء الناصحون إن قدموا النصيحة فهم أولا وأخيرا يريدون رفعة هذا البلد وعزته ولكم أن تأخذوها ولكم أن تردوها لعدم صلاحيتها, أما أن يكون جزاءهم هو السجن والتنكيل وإلصاق التهم والتشهير فهذا ما لا ترضاه .

ياصاحب السمو الملكي إن ولدي من الشخصيات الصريحة والواضحة وهو يجهر برأيه في كل مكان أو قناة ولكم أن تراجعوا مقابلاته وحواراته ومقالاته فأي شطط فيها, وأي إرهاب بها , وأي تحريض !! لقد ربيته على حب وطنه بلد الإسلام وشب على الإخلاص له والرفعة من شأنه والنصح له ولولاة الأمر, فهل يؤخذ المرء هكذا بلمح البصر ويخفى بلا برهان ولا قرينة ؟!

ولقد سررت أيما سرور عندما شاهدت القرار الحكيم في فتح سجون تليق بكرامة الإنسان , وسررت ببداية الوعي باحتياجات السجين , فهذا تقدم تشكرون عليه وأتمنى أن يعامل ولدي وأمثاله هذه المعاملة الحسنة لحين البت في أمرهم بالعدل الذي أمر الله به.

هل سيصلك صوتي الآن يا صاحب السمو الملكي ؟ وهل سأتمكن من مقابلتك وشرح قضية ابني بين يديك ؟! وهل سترفع هذا الظلم عن ابني والكثير من أبناء هذا البلد الذين يؤخذون بلا جريرة ولا ذنب ؟؟! إنكم يا صاحب السمو الملكي مسئولون عنا يوم القيامة يوم توضع موازين العدل ويقضى بين الناس بالقسط . وأغفر لي جرأتي عليك فأنا أم مكلومة مقهورة وإن لصاحب الحق سلطان.

وفقك الله لتحقيق العدل ورفع الظلم وفك أسر المأسورين وإعادة البسمة على وجوه أهاليهم وذويهم .

والدة الدكتور سعود بن حسن مختار / خيرية ياسين سقا
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس