عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-05-2008, 05:28 PM   #17
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

لله ضرك يا أختي إيناس، لكم أثلجت صدري بردك، وأتمنى
أن تكون كل نساء العالم تحذو حذوك لأنك شامخة النفس
كريمة المنبت...
أما ردي فسيكون موجها إليك سيدي، التأديب البدني أمر
مرفوض تماما، وهو دليل على الهمجية وعدم قدرة المرء
على كتم جام غضبه والسيطرة على انفعالاته،أنا معك في
تأديب الطفل الصغير عند الضرورة بما يفيده ومكافئته فور
العقوبة بالتنويه المعنوي للرفع من معناوياته، وإن كنت لا
أحب نهج هذا السلوك إلا عند الضرورة..وبحكم تجربتي
المتواضعة في التعليم، فاعلم أنني ما رفعت يدي على فتى
أو فتاة أو عنفته بالضرب وأنت تعلم كم هي متعبة مشاكل
المراهقين، غير أنني أحكم عقلي ساعة الغضب وألجأ دائما
إلى الحوار، وأعلم مدرسين ينهجون سياسة الضرب، فتحول
التلاميذ إلى وحوش كاسرة، ينتقمون من مدرسهم ليعلموه
أصول التأديب، هكذا يحدث للنساء اللواتي يتعرضن للضرب
يتعمدن إثارة غضب الزوج قصد تعذيبه فيتحول الضرب
إلى عادة يتحول إثرها الزوج إلى جلاد. .
أنا أتقبل تلامذتي بأخطائهم و حماقاتهم لأنني أحبهم، تارة
أحاورهم وتارة أخرى أصرخ في وجههم إن كان الأمر يستدعي
ذلك، وأشعر بحبهم واحترامهم لي، بل عندما تحدث لهم مشكلة
مع مدرس آخر قصدوني...
هل تعلم مشكلتنا نحن الشعوب العربية؟ نحن نحب السلطة
وإشعار الغير بأنه أقل منا حسب الموقع الذي نشغله، وتبدأ
ممارسة السلطة بدأ من البيت بين الأم وأولادها، إذ كثير
من الأمهات تجمعها ببناتها علاقة الإستعباد وااتذليل تجد
الأم تنهر و تضرب وتدعو على فلذات كبدها إن لم ينجزن
عملا سخطت عليهن كيفلا فهي في موضع السلطة التي خولها
لها الدين، وكم سمعت فتيات صغيرات يشعرن بأنهن مجرد
خادمات لأمهاتهن وهن تقمن بالخدمة إتقاء لشرهن لا برا
بالوالدين..كذا علاقة المدرس بتلامذته، فهو يحب دائما
ممارسة السلطة عليهم وإشعارهم بأن رقابهم ومستقبلهم بين
يديه، فلا ينفك عن استفزازهم، وشباب اليوم عنيد ثائر لا
يطيق من يدوس له على طرف..كذا علاقة المدير بموظفيه
وهلم جرا...
أنا يا سيدي لن أتجنب الوقوع في الأخطاء كي لا يضربني
زوجي، وإلا فإن ما ذكرته إثبات صريح لحدوث الضرب
في حالة وقوع الخطأ، أنا أحب أن أعمل داخل مملكتي لأنني
مسئولة عنها، وإذا أخطأت مرات متكررة لا أنتظر الضرب
بل بالإشارة فقط يفهم اللبيب، بالود والتفاهم والتحايل يمكن
حل كل المشكلات، ومن كان لا يفهم لغة السلم بالنسبة لكلا
الطرفين فالحياة أفضل عقاب لمن لا يستحق العيش فيها
والندم على ما فات خير معلم.
ياسمين غير متصل