عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-04-2008, 01:34 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

بدا العرض العسكري بداية تقليدية 00
طوابير من جنود وضباط الاسلحة المختلفة 00حملة الاعلام 00 طلبة الكليات العسكرية00 بالونات والعاب نارية في السماء 00
ثم00 جاء دور طائرات (الفانتوم)
وراحت تشكيلاتها تقوم ببعض الالعاب البهلوانية ،وتنفث سحابا من الدخان الملون 00
وفي نفس الوقت00
قال المذيع الداخلي : (والان تجئ المدفعية)
فتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وهو محاط بعدد من راكبي (الموتوسيكلات)00وامام الرئيس ونائبة ووزير الدفاع وكبار القادة والضيوف،وكاميرات التلفزيون توقف فجاة احد هذة (الموتوسيكلات)00اصيب بعطل مفاجئ00غير متوقع00واختفى النبض من الموتور تماما00
لم يتوقف قائد الطابور ،حتى لايرتبك من يتبعونة ، وترك قائد الموتوسيكل يتصرف بمفردة 00وكان ان نزل الرجل من فوق الموتوسيكل وراح يدفعة بيدية الا مام 00وكان من حسن حظة ان معدل سير باقي (الموتوسيكلات) كان بطيئا يسمح لة بملاحقتها 00 لكنة سرعان ماهبط فوق كتفية طائر سوء الحظ فزلت قدماة ،وانكفا على الارض ،ووقع الموتوسيكل فوقة 00
فتدخل جندي كان يقف بالقرب من المنصة واسعفة بقليل من الماء 00
مر الحادث بسلام 00
وساهمت في ذلك تشكيلات (الفانتوم)التي كانت لاتزال في السماء،وتسرق انظار ضيوف المنصة 00الذين راحوا يستمتعون ببراعة الطيارين الذين يقودونها
00وفجاة00ارتجت احدى العربات 00وانحرفت الى اليمين قليلا00وتصور الحاضرون ان السيارة اصابتهالعنة الموتوسيكل وتعطلت00وعندما نزل منها ظابط ممتلئ قليلانتصوروا انة سيسعى لاصلاحها 00وانة سيطلب العون لدفعها الى الامام بعيدا عن المنصة ،كما حدث من قبل في عروض عسكرية سابقة اقيمت في عهدي عبد الناصروالسادات00
لم يشك احد في عطل العربه -الجرار00 بل أن قليلين هم الذين انتبهوا لذلك.. وكان اول ما فؤجى به الحاضرون بعد ذلك هو رؤية الظابط قفز من العربة وهو يلقى بقنبلة يدوية،تطير في الهواء ثم ترتطم بسور المنصة منفجرة .. في ذلك الوقت كان المذيع الداخلي يحيي رجال المدفعية ويقول : ( انهم فتية آمنوا بربهم )!! كان ذلك الظابط هو الملازم خالد الاسلامبولي الظابط العامل باللواء 333 - مدفعية ..
جرى خالد الاسلامبولي الى العربة ، وفتح بابها ، وامسك بمدفع رشاش .. عيار 9 مم .. وطراز ( بور سعيد ) .. في نفس اللحظة ، كان هناك فوق صندوق العربة شخص آخر ، يلقي بقنبلة اخرى سقطت بالقرب من المنصة بحوالي 15 مترا .. وسقط من القاها في صندوق العربة ..
وكان ذلك الشخص هو ( عطا طايل ) ..
وقبل ان ينتبه احد ، من الصدمة ، القى خالد الاسلامبولي ، القنبلة اليدوية الدفاعية الثالثة في اتجاه المنصة .. فسقطت بالقرب منها لكنها لم تنفجر هي الاخرى .. واكتفتى باخراج دخان كثيف منها ..وقبل ان ينتهي الدخان ، انفجرت القنبلة الرابعة ، واصابت سور المنصة ايضا ..وتناثرت شظاياها في انحاء متفرقة ..لكن .. هذه الشظايا لم تصب احد ..وكان السبب هو سور المنصة الذي كان بمثابة ( الساتر ) الذي حمى من خلفها من شظاياها ..
وكان رامي هذه القنبلة هو عبد الحميد عبد العال ..
وهب السادات من مقعده واقفا .. وانتصبت قامته ..وغلى الدم في عروقه .. وسيطر عليه الغضب .. وصرخ فى البداية : " قف يا ولد " أكثر من مرة ثم قال : ( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..( مش معقول ) ..
وكانت هذه العبارة المكررة هي آخر ماقاله السادات ..فقد جائته رصاصة من شخص رابع كان يقف فوق ظهر العربه ويصوب بندقيته الآليه ( عيار 7.92) نحوه .. وكان وقوف السادات ، عاملا مساعدا لسرعة اصابته ..فقد اصبح هدفا واضحا ، وكاملا ، ومميزا .. وكان من الصعب عدم اصابته .. وخاصة ان حامل البندقية الالية هو واحد من ابطال الرماية في الجيش المصري وقناص محترف ..
كان ذلك هو الرقيب متطوع (حسين عباس علي ) .. اخترقت الرصاصة الاولى الجانب الايمن من رقبة السادات في الجزء الفاصل بين عظمة الترقوة وعضلات الرقبة .. واستقرت اربع رصاصات أخرى في صدره ، فسقط في مكانه .. على جانبه الايسر ..واندفع الدم غزيرا من فمه ..ومن صدره .. ومن رقبته .. وغطت ملابسه العسكرية المصممة في لندن على الطراز النازي -الالماني ..ووشاح القضاء الاخضر الذي كان يلف به صدره والنجوم والنياشين التي كان يعلقها ويرصع بها ثيابه الرسمية المميزة ..
بعد ان اطلق حسين عباس دفعة النيران الاولى ، قفز من العربة ، ليلحق بخالد وزملائه الذين توجهوا صوب المنصة .. في تشكيل هجومي ، يتقدمهم خالد ، وعبد الحميد على يمينه ، وعطا طايل على شماله .. وبمجرد ان اقتربوا من المنصة اخذوا يطلقون دفعة نيران جديده على السادات ..وهذه الدفعة من النيران اصابت بعض الجالسين في الصف الاول ، ومنهم المهندسين سيد مرعي ، والدكتور صبحي عبد الحكيم الذي سارع بالنبطاح ارضا ليجد نفسه وجها لوجه امام السادات الذي كان يئن ويتألم ويلفظ انفاسه الاخيرة ..ومنهم فوزي عيد الحافظ الذي اصيب اصابات خطرة وبالغة وهو يحاول ان يكوم الكراسي فوق جسد السادات ، الذي ظن انه على قيد الحياة ، وان هذه المقاعد تحمي حياته ، وتبعد الرصاصات المحمومة عنه ..
كان اقرب ظباط الحرس الجمهوري الى السادات عميد اسمه احمد سرحان ..وبمجرد ان سمع طلقات الرصاص تدوي ، سارع اليه وصاح فيه :
(انزل على الارض ياسيادة الرئيس ..انزل على الارض ..تنزل )..ولكن ..
كان الوقت - كما يقول العميد احمد سرحان - متاخرا ..( وكانت الدماء تغطي وجهه وحاولت ان افعل شيئا واخليت الناس من حوله ، وسحبت مسدسي واطلقت خمسة عيارات في اتجاه شخص رايته يوجه نيرانه ضد الرئيس ) .لم يذكر عميد الحرس الجمهوري من هو بالظبط الذي كان يطلق نيرانه على السادات ..فقد كان هناك ثلاثة امام المنصة يطلقون النيران ( خالد ، وعبد الحميد ، وعطا طايل )..كانوا يلتصقون بالمنصة الى حد ان عبد الحميد كان قريبا من نائب الرئيس حسني مبارك وقال له : - انا مش عايزك ..احنا عايزين فرعون ..وكان يقصد بفرعون انور السادات !
واشاح خالد لابو غزاله قائلا : - ابعد
قال ذلك ، ثم راح هو وزملائه يطلقون الرصاص ..فقتل كبير الياوران ،اللواء حسن عبد العظيم علام (51) سنه، وكان الموت الخاطف ايضا من نصيب سبعةآخرين هم مصور السادات الخاص محمد يوسف رشوان ( 50 سنه ) ..وسمير حلمي (63 سنه )وخلفان محمد من سلطنة عمان .. وشانج لوي احد رجال السفارة الصينية ..وسعيد عبد الرؤوف بكر ..
وقبل ان تنفذ رصاصات خالد الاسلامبولي ، اصيب الرشاش الذي في يده بالعطب ..وهذا الطراز من الرشاشات معروف انه سريع الاعطال خاصة اذا امتلاات خزانته ( 30 طلقة بخلاف 5 طلقات احتياطية )،عن آخرها ..وقد تعطل رشاش خالد بعد ان اطلق منه 3 رصاصات فقط .
مد خالد يده بالرشاش الاخرس الى عطا طايل الذي اخذه منه واعطاه بدلا منه بندقيته الالية واستدار عطا طايل ليهرب..
لكنه فوجئ برصاصة تاتي له من داخل المنصة وتخترق جسده ..في تلك اللحظة فوجئ عبد الحميد ايضا بمن يطلق عليه الرصاص من المنصة ..اصيب بطلقتين في امعائه الدقيقةورفع راسةفي اتجاةمن اطلق علية الرصاص ليجدرجلا يرفع طفلا ويحتمي به كساترفرفض اطلاق النار عليه..وقفزخلف المنصه ليتاكدمن ان السادات قتل ..واكتشف لحظتها انه لايرتدى القميص الواقى من الرصاص .. وعاد وقفز خارج المنصة وهو يصرخ : ـ اللــه اكبـر الــله اكبر! في تلك اليله نفدت ذخيرة حسين عباس فأخذمنه خالد سلاحه وقال له : (بارك الله فيك.. اجر.. اجر..) ونجح في مغادرة ارض الحادث تماما .. ولم يقبض علية الابعد يومين . اما الثلاثة الاخرون فقد اسرعوا ـ بعد أن تاكدوا من مصرع السادات ـ يغادرون موقع المنصة.. في اتجاة رابعة اليعدوية..وعلى بعد75مترا وبعدقرابة دقيقة ونصف انتبةرجال الحراس وضباط المخابرات الحربية للجناة فا طلقواالرصاص عليهم..فاصابوهم فعلا..وقبضت عاليهم المجموعة75-مخابرات حربية وهم في حالةغيبويه كاملة.


وبعد إغتيال السادات بيد أحد أولاده كما كان يحب أن يطلق عليهم وفى يوم مجده وعظمته وفى حادث فريد من نوعه شاهده الملايين على شاشه التلفزيون وعبر الأقمار الصناعية لفظ السادات أنفاسه الأخيرة ليعلن للعالم إنتهاء حقبة غريبه من تاريخ مصر هذه الحقبه يجب أن تدرس حتى لا يتسلم مسؤليات مصر رجلا حاقداً أو مريضاً أو جاسوساً أو قاتلاً أو مخادعاً أو لصاً لأن هذه الصفات تنهى تقدم مصر . وفى الساعة 40 , 12 كانت طائرة الهليكوبتر التى كانت تنتظره ليذهب إلى مدفن أخيه عاطف الذى مات فى حرب أكتوبر بل كانت تنقلة من أرض العرض إلى فناء مستشفى القوات المسلحة بالمعادى , وكان المفروض أن تصل إلى المستشفى بعد 5 دقائق ولكن جيهان السادات أجبرت الطائرة التى تحمل زوجها على التوجه إلى بيتها فى الجيزه , وبقيت الطائرة وفيها السادات ينزف دمائه حوالى نصف ساعة – وكانت جيهان فى خلال هذه الفترة تجرى بعض الإتصالات التليفونية بالبيت الأبيض فى الولايات المتحده , وبإبنها جمال ولكنها لم تجده . وقد نشرت جريدة الميدان (الصورة المقابلة ) صورة للرئيس السادات بعد نقلة إلى المستشفى حيث مات متأثراً بجراحة على أثر إطلاق الرصاص عليه فى حادث المنصة الشهير وقد أصدرت السلطات المصرية بإغلاق جريدة الميدان والتحقيق مع رئيس التحرير

ووصل مبارك إلى مستشفى المعادى فى عربه من عربات القوات المسلحة ووجد السادات قد مات

أما الإعلام المصرى ففى نشرة أخبار الساعة 30 , 2 قال راديو القاهرة : " إن عدة طلقات أطلقت إثناء العرض العسكرى فى إتجاه المنصة , وأن السادات ومبارك وابو غزالة غادروا المكان !!! " ... وبعد ربع ساعة من الخبر الأول , قطع راديو القاهرة إذاعته وأذاع البيان التالى : " اليوم فى حوالى الساعة 40 , 12 وفى أثناء العرض العسكرى , أطلقت جماعة رصاصاتها فى إتجاه المنصة الرئيسية , وفى أعقاب ذلك جرح رئيس الجمهورية وبعض مرافقية , وتم نقل سيادة رئيس الجمهورية إلى حيث يشرف على علاجه الأطباء المتخصصون , فى حين يتابع نائب رئيس الجمهورية جهود الأطباء لعلاجه "

أما التقرير الرسمى لمستشفى المعادى فقد وقع عليه كلا من أحمد سامى كريم مدير المستشفى ود/ سيد الجندى رئيس جراحة المخ والأعصاب , د/ أحمد الشقيرى رئيس قسم جراحة القلب والصدر , ومن أطباء القلب : د/ أحمد مجدى , د/ محمد عرفة – د/ محمد شلقامى رئيس قسم الأوعية الدموية .. وأطباءالتخدير " د/ أحمد عبدالله , د/ محمود عمرو , د/ كمال عامر رئيس قسم نقل الدم .. د/ محمد عطية المستشار الطبى لرئاسةالجمهورية وقد وقع علية 11 طبيباً (16)

غادر حسنى مبارك المستشفى قاصدا بيته فى مصرالجديدة حيث خلع بدلته العسكرية وغيرها ببدلة سفارى صيفى غامقة اللون وفى الساعة الخامسة بعد الظهر إجتمع مع أعضاء الحكومة المصرية إجتماعاً طارئاً وقال مبارك أنه تم القبض على المتآمرين وهم فى مستشفى المعادى تحت الحراسة المشددة – وأن القذافى لم يحرك جيوشة وإنما إكتفى برفع درجة الإستعداد لجيشة الليبى فى طبرق (17) وأن الجيش المصرى جاهز للرد على أى إعتداء , وأعلن مصدر مطلع فى البنتاجون أن الحكومة الأمريكية رفعت درجة إستعداد قواتها والهدف من ذلك هو ردع كل من يحاول إستغلال الموقف فى مصر ! وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية طائرتا تجسس أمريكية من طراز" أو – واكس " لمعرفة أى هجوم خارجى على مصر – كما صدرت الأوامر لقطع الإسطول السادس فى البحر المتوسط ولبعض قوات الإنتشار السريع فى منطقة الشرق ألأوسط بإعلان حاله الطوارئ "جـ" فى إعقاب إغتيال السادات فى المنصة .

وإلتفت الدولة حول حسنى مبارك فرشحته الحكومه رئيساً للجمهورية بعد إجتماع دام ساعة ونصف وإجتمع المكتب السياسى للحزب الوطنى الحاكم وكان

البحث يدور حول إجراءات جنازة السادات وإجراءات نقل السلطة بطريقة شرعية هادئة إلى نائب رئيس الجمهورية حسنى مبارك الذى وافق علية الجميع ولم يعارض الشعب بعد ذلك لأن الجميع حكومة وشعباً كانوا يقدرون تماما أن الظروف التى تتعرض لها البلاد لا تحتمل أى خلاف أو فرقه .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس