عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-04-2008, 12:58 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]ساهم الكتاب بلا شك في بداية الثمانينات في هبوط شعبية السادات لفترة وتحقيق احد اهداف هيكل في الانتقام منه , ناهيك عن الاهداف الاخري
ولكن هناك حكمة تقول ..
انك تستطيع ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت
وهذا ما حدث مع هيكل , فقد بدأ يتراجع ويبتعد بعيدا عن الترام الذي كاد ان يدهسه
واقصد بالترام هنا التاريخ الذي يؤكد دائما ان السادات كان الابعد نظرا من الجميع والاوفي والاخلص لهذا البلد ,
في خريف الغضب صور هيكل السادات بالشخص العاشق للكاميرات والتمثيل والمقامر بمصير البلد والذي يضع البلد رهنا للحظة متعة امام الكاميرات وذلك في مشهد اشبه بالفيلم السينيمائي وهو يزور القدس ويخطب في الكنيسيت ولا يشغل باله وتفكيره غير صورته امام العالم

هذا هو رأي هيكل في زيارة القدس التي قام بها السادات والذي ينم عن تصغير ساذج جدا للامور , بل ينم عن غضب هيكل الذي يفهم جيدا ان السادات برحلته الي القدس قد قام بحرق اهم ورقة تلعب بها اسرائيل امام الرأي العام العالمي وهي ان العرب دعاة ابادة ويريدون القاء اسرائيل في البحر
وقد كانت اول ضربة سياسية حقيقية بعد الضربة العسكرية في اكتوبر



قام السادات بوضع اسرائيل وقادتها في موقف حرج امام شعبها وامام الراي العام العالمي
كما وضع الولايات المتحدة بعد ذلك في وضع حرج في مفاوضات كامب ديفيد حينما وضعت ولاول مرة في موقف القوة العظمي التي لا تستطيع ان تتحمل المسئولية مستغلا بذلك كل اوراق اللعبة الكبيرة والصغيرة في التفاوض بداية بنصر اكتوبر والعبور
حتي استقالة محمد ابراهيم كامل في اثناء المفاوضات استغلها وقال لكارتر وللصحفيين ان مساعدي يستقيلون لانهم فقدوا الامل في الاعتماد علي دولة عظمي مثلكم .. وقد كان بيجن قد تعهد امام شعبه بعدم ازالة اي مستوطنة في سيناء , ونظرا للضغوط الامريكية وحنكة المفاوض المصري فقد تم هدم المستوطنات و استعدنا سيناء بالكامل .
كل هذا في نظر هيكل مقامرة ومسرحية وفرصة استغلها السادات للظهور امام كاميرات العالم
ونظرا لعدم موضوعية هيكل فقد تراجع عن رايه واعترف بانه كان مخطئا بمعارضته للسادات في كامب ديفيد بعد كل الذي قاله في خريف الغضب , وذلك ليس صحوة ضمير او احساس بذنب ولكن في اعتقادي انه حفظ لما تبقي من ماء الوجه
ومحاولة لكسب احترام بعض من فقدوا ثقتهم فيما يكتب لعدم اتساقه مع الواقع , شانه شان العرب الذين عارضوا السادات واتهموه بالخيانة ثم هم الان يحاولون السير علي نفس السياسات التي عارضوها بالامس ولكن طبعا مع الفارق الكبير

خريف الغضب مؤلف غير عادى

خريف الغضب منذ اليوم الاول لصدوره لم يكن مؤلف عادي لقراء عاديين , بل اصبح بعد ذلك في اعتقادي مرجعا ثمينا لكل من يريد الهجوم علي السادات . وبالذات لبعض الصحفيين والكتاب , فكثيرا من الصحفييين المهاجمين للسادات يلجأ في مقالاته الي اخذ مواد الهجوم واعادة صياغتها بطريقته , وبعضهم ينسبها لهيكل بقوله ..
يقول الاستاذ هيكل في خريف الغضب كذا وكذا وكذا
وكأن قول هيكل هو تنزيل من العزيز الحكيم
بل ان بعض المؤلفات التي كتيت لتشويه صورة السادات والهجوم عليه تكاد وكأنها تخرج من مؤلف واحد ورأس واحد ,
علي سبيل المثال كتاب حقيقة السادات لعبد الله امام وكتاب سنوات عبد الناصر وايام السادات لضياء الدين داوود , ومذكرات علي صبري التي كتبها عبدالله امام , اقرأ تلك الكتب جميعا واري انها كتاب واحد
اختلفت سيناريوهاته وفصوله لكن ينتهي الي ان هؤلاء جميعا ارادوا شرعنة قتل السادات حين ان الجماعة الاسلامية التي اغتالته اعترفت بخطأها في قتله علي لسان كرم زهدي زعيم الجماعة
مما يعني هدم شرعيتهم ومصداقيتهم
تصوروا .. القاتل يعترف بخطأه بعد قرب انتهاء فترة العقوبة مما يمثل تعبير حقيقي عن صدق الاعتراف
واراد اخرون تضليل الناس بشرعنة قتله واغتياله رغم اعتراف القاتل بخطأه .

اعتذر للقارىء على الإطاله ولكن الموضوع كبير وضخم ولا يكفي للحديث عنه مئات المقالات الا وهو كتاب خريف الغضب , اهم كتاب واخطر كتاب هاجم السادات هجوما عنيفا وحادا , وادعو الجميع لقراءة هذا الكتاب فانا من انصار معرفة الرأي والرأي الاخر بل وفهم وتفنيد دوافع الرأي الاخر للوقوف عي ارض صلبة ولكي اعرف عن يقين اي منا هو الاجدر بالدفاع

قراءه موضوعية فى خريف الغضب


اكد هيكل في مؤخرة الكتاب ان خريف الغضب هو محاولة لشرح الاسباب التي ادت الي اغتيال الرئيس السادات وليس سيرة لحياته ودوره السياسي
ونراه في صفحة 21 يقول
اعترف انني بدأت افكر في كتابة هذا الكتاب منذ اللحظة الاولي لاعتقالي في 3 سبتمبر 1981

اي ان الثأر موجود منذ اللحظة الاولي لاعتقاله في 3 سبتمبر 1981 فليس من المعقول ان هيكل اراد ان يشرح اسباب اغتيال السادات قبل موته باكثر من شهر

وفي مقطع اخر من نفس الصفحة نراه يريد ان يؤهل القارئ سيكولوجيا لتقبل الهجوم الغير موضوعي علي السادات عندما قال
.. اعرف ان هذا الكتاب سوف يغضب الناس في مصر ..

اي ان هيكل كان يعلم جيدا ان غضبه سوف يطغي علي موضوعيته مما سوف يغضب الناس في مصر علي حد قوله

واذا كان الكاتب قد اكد في مؤخرة الكتاب انه .اي الكتاب . محاولة لشرح الاسباب التي ادت الي اغتيال السادات , وفي اول فصول الكتاب يقول انه بدأ يفكر في كتابة هذا الكتاب منذ اللحظة الاولي لاعتقاله اي قبل اغتيال السادات بشهر فأنني اري ان خريف الغضب هو نية مبيتة للانتقام من السادات ولما اغتيل السادات اراد هيكل بكتابه شرعنة قتله
وفي رأيي الشخصي ان هيكل في هذا اكثر تطرفا من قاتل السادات نفسه . وهذا الرأي لمن يتفقون معي ان اغتيال السادات هو تطرف وارهاب ,
اضف الي ذلك اعتراف الجماعة الاسلامية بخطأهم في قتله

ولا اتصور هيكل بجلالة قدره يقف وراء الستار ليصفق لخالد الاسلامبولي الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما حين قتل السادات , ولا يمتلك من الخبرة ولا العمر ان يتفهم دور السادات ولا المناورات السياسية ولا كامب ديفيد ولا الانفتاح ولا غير ذلك
وان كان يعرف فهو يعرف القليل الذي لا يرقي ان يضاهي خبرة ومعرفة هيكل الذي يصفق له من خلف الستار ويحاول اقناعنا بشرعية مافعله

ولا اتصور ايضا ان هيكل تحول بقدرة قادر من مناصرا لليسار ومدافعا عنه وممجدا لستالين ودعاة الماركسية الي اخواني واطلق لحيته ويدافع عن الاسلام والاسلاميين ويتحدث عن مقاومة الفساد بالعنف ويصل الي درجة التطرف الديني ويعلن شرعية اغتيالهم للسادات

كما انني لا اتصور ايضا ان هيكل كان يساند ثورة اسلامية لقلب نظام الحكم في مصر ولو بقلبه وهذا اضعف الايمان .
ولا اتصور ان هيكل كان ضالعا او مؤيدا لمخطط عالمي من قبل دولة مثل اسرائيل او الولايات المتحدة للتخلص من السادات .
وهنا نجد علامة استفهام تواجهنا عند قراء كتاب خريف الغضب ,
فعندما تقرأ خريف الغضب من الجلدة الي الجلدة تجد ان هدف الكاتب هو ان تصل بعد نهاية قراءة الكتاب وتقول عن السادات ....
الله يلعنه في كل كتاب ده كان يستحق اللي جري له
وتصل ولو بقناعتك الشخصية الي ان قتله حلال . بدون اي استنادات دينية ولكن ستصل الي شرعنة قتله بتأثرك بغضب هيكل الذي يحاول ان يعممه ويجعله غضب كل الشعب .
والسؤال هنا ....
اذا كان هيكل بكتابه كما اسلفنا يريد شرعنة قتل السادات كما يبدو لي ويبدو لغيري بالطبع
فما موقفه من القاتل ؟
هل يمكن ان يكون القتل شرعيا والقاتل غير شرعي ؟
اعتقد ان شرعية القتل ستضفي بدورها الشرعية علي القاتل والا فلا معني لفصل الفعل عن الفاعل فهذا انفصام في الشخصية ومنطق معكوس لا يمكن قبوله
فكيف تؤيد قتل السادات وترفض تأييد القاتل وفي مواقف اخري تعتبر ان الاغتيالات والتفجيرات تعتبر ارهاب وتطرف ؟

واجابةالسؤال بسيطة ولا تحتاج منا الي كل هذا التحليل
هو ان غضب هيكل وصل الي انه وقع تحت تأثير دوافعه في الانتقام من السادات , وكمية الغضب والانفعال والغل وصل به الي اقصي حدوده في يوم 3 سبتمبر من عام 1981 , ادي به الي انه لو كان في استطاعته ان يدفع لقاتل محترف لكي يقتل السادات لفعل
خالد الاسلامبولي نفذ رغبة مكبوتة لهيكل وهو معتقل دون ان يتحمل هيكل عناء البحث عن قناص ووضع خطة لتنفيذ رغبته في التخلص من السادات
فانطلق في خريف الغضب يحاول اقناعنا بشرعية القتل التي هي رغبة مكبوتة بداخله نفذها له شخص لا يعرفه
فلم يدافع عنه ولم يعبأ به حتي لا يتهم بالتطرف , ولكن اهتم باضفاء الشرعية علي الحدث نفسه
ولو ان قاتل السادات اسرائيلي متطرف لما اختلف موقف هيكل . فالمعادلة هنا كما وزنها هيكل بميزانه الاعوج تفصل بين الفعل والفاعل

وتصل لا منطقية هيكل علي طول كتابه الملئ بتصفية حساباته مع السادات الي انه لم يحترم السيناريو الذي وضعه هو بنفسه لكتابه خريف الغضب .
فنراه يحدد هدف الكتاب كما اسلفت في شرح الاسباب التي ادت الي اغتيال السادات , ثم نراه ينطلق لتصفية حساباته الي الحديث عن امور لا تمت لذلك الموضوع الذي حدده هو بأي صلة

تجد ان هيكل قد نظر بمنظار اسود علي عائلةالسادات بداء بجدته ووالده ووالدته وكيف انه كان ابن جارية زنجية واخوته ونشأة السادات وظروف معيشته الصعبة الخشنة جدا ولونه الاسمر الذي كان يمثل له عقدة ,, علي حد قوله ,, مما اضطره الي الاقدام علي الزواج من جيهان البيضاء , وعشقه للتمثيل منذ صغره وغير ذلك مما يعتبر خروجا واضحا علي ما حدده هيكل لمضمون الكتاب
ولم يكتفي بتشويه صورته هو وعائلته وفترة ما قبل توليه الحكم وبعد توليه وحتي اغتياله , بل انطلق هيكل الي بعد حادث المنصة لتشويه صورة زوجة السادات فاخترع قصة من تأليف خياله المريض تروي ان السيدة جيهان السادات قد قامت بركوب الطائرة الهليوكوبتر التي كانت تقل السادات بعد اطلاق الرصاص متجهة الي مستشفي المعادي , وقد استغرقت الرحلة كما يروي كاتبنا المحترم 40 دقيقة
لماذا ياتري في رأي كاتبنا المحترم ؟
ادعي هيكل ان السيدة جيهان السادات قد قامت بايقاف الطائرة عند بيتها بالجيزة وقامت بالقاء مكالمتين , الاولي لابنها جمال في امريكا والثانية لشخصية امريكية لم تعرف حتي الان , ثم بعد ان انتهت من المكالمتين عادت الي الطائرة التي بها الرئيس مضروبا بالرصاص وينزف دما لاستئناف الرحلة الي مستشفي المعادي
بالله عليكم اي نوع من الكذب والافتراء هذا ؟
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس