عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2008, 10:04 PM   #3
أبواسلام
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 147
إفتراضي


.:. الحلقةالثانية ... الدعاء إلهام من الله .:.



1_ لما عصى آدم ربه جل وعلا وأكل هو وزوجته من الشجرة المحرمة شعر بالندم فألهمه الله صيغة الاعتذار "سبحان الرحيم الغفور يخطىء عبده فى حقه وهو الذى ييسر له ماذا يفعل"يقول ربنا جل وعز
(* فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم*)
وكانت هذه الكلمات هى : (* ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين *).


2_ يقول عمر رضى الله عنه أنا لا أحمل هم الإجابة"لأنه يوقن أن الله يجيب لأنه هو الذى وعد من دعا بذلك فى قوله _ وقال ربكم ادعونى أستجب لكم _
و إنما أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه .
وهذا كلام نفيس فمن ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة ، فإن الله تعالى قال
"ادعونى أستجب لكم"
"وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"
فإذا خرج الدعاء من قلب ناظر إلى الله راغب فيما عنده زاهد عمن سواه لم يكن بينه وبين الإجابة حائل .


آوى عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى كومة من الرمل بعد أن أجهده الطواف والسعى في مصالح المسلمين ، فلما وجد مس الراحة على الرمال قال : اللهم كبرت سنى وووهنت قوتى وفشت رعيتى ، فاقبضنى إليك غير مضيع ولا مفتون واكتب لى الشهادة فى سبيلك والموت فى مدينة رسولك.

هل فى هذا الدعاء طلب من عمر أن يزداد مالا أو تتحقق له شهوة؟
هل فى هذا الدعاء شيء للدنيا؟
وهل دعا بهذا الدعاء لأنه يئس من الحياة؟ أم قاله وهو يسوس الشرق والغرب ويسعى فى مصالح المسلمين؟


والدعاء قدر الله .. وما أرى عمر سأل الله إلا ما قدره الله له .. من منا يحب أن يطعن فى بطنه فتتمزق الأحشاء حتى يندلق منها الطعام والشراب ؟ هذا الحادث القاسى كان قدرا من أقدار الله التى خبأها لعمر فألهم الله عمر هذا الدعاء لتصبح هذه الميتة أمنية من أمنياته .. إنه لم ير الحادثة بهذه الصورة التى أوضحناها و إنما رآها شهادة فى سبيل الله توجب له الجنة ..

:: صورة أخرى توضح الإلهام في الدعاء ::

فى دعاء سعد بن معاذ رضى الله عنه .. تطابق كامل بين صيغة الدعاء وبين خطوات القدر حينما يقول
" اللهم إن كنت قد أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى .. فإنه لا قوم أحب إلى من أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه و أخرجوه ، و إن كنت وضعت الحرب بينه وبينهم فاجعل ما أصابنى اليوم طريقا للشهادة ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة"
وهذا ما حدث لقد انتهت الحرب مع قريش .
وحكّمه الله فى بنى قريظة فحكم بقتل الرجال وسبي الذرارى والنساء وتقسيم الأموال حتى هتف النبى صلى الله عليه وسلم لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات ....


فيا أخى عليك أن تطرق باب الله قالباب مفتوح حتى ولو تأخرت الإجابة فاعلم أن الله قال"وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم" واعلم أن قدر الله لا يأتي بشر بل إن قدر الله كله خير حتى ولو كان ظاهره غير ذلك .

وقديما قالوا: من أدمن قرع الباب أوشك أن يفتح له وهل من باب يدمن العبد قرعه إلا باب الله

لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذى أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنى آدم حين يُسأل يغضب
ومرة أخرى"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ،والله هو الغنى الحميد"


اللهم اجعل عملنا هذا خالصا لك ولا تجعل فيه لأحد من خلقك مثقال ذرة ولا أقل منها يا رب العالمين نسألك ربنا الإخلاص فى القول والعمل ، والسر والعلن ،ونسألك خشيتك فى الغيب والشهادة ، ونسألك الحلم فى الغضب والرضا ، والقصد فى الفقر والغنى
،،،،،،، اللهم آمين .



الحلقة القادمة
:: الدعاء علاج نفسى ::
أرشيف السلسلة
اخوانكم
رابطة الجرافيك الدعوي


أبواسلام غير متصل   الرد مع إقتباس