بلاد في المنفى
عبد الله البردوني
لأن بــلادي iiالـحبيبه فـي مـرتباها iiغـريبه
لأنـهـا وهـي مـلأى بالخصب... غير خصيبه
لأنـهـا وهـي حـبلى بـالري عـطشى iiجديبه
جـاعت ومـدت iiيـديها إلـى الأكـف الـمريبه
ثـم ارتـمت iiكـعجوز مـن قـبل بـدء الشبيبه
تـنسى الـمصير iiويأتي مـصيرها فـي iiحـقيبه
لأن دار iiأبــيــهــا لـهـا مـناف iiرهـيبه
ذات يوم
عبد الله البردوني
فــي سـبـتمبر 1962م ii:
أفـقنا على فجر يوم صبي ii فـيا ضحوات المنى iiإطربي
أتدرين يا شمس ماذا iiجرى؟ سـلبنا الدجى فجرنا iiالمختبي
وكـان النعاس على مقلتيك ii يـوسوس كـالطائر الأزغب
ومـاذا سؤال على حاجبيك ii تـزنبق فـي همسك المذهب
وسرنا حشودا تطير الدروب ii بـأفواج مـيلادنا iiالأنـجب
وشعبا يدوي : هي المعجزات مـهودي وسيف المثنى iiأبي
غربت زمانا غروب النهار ii وعدت يقود الضحى iiموكبي
أضأنا المدى قبل أن iiتستشف رؤى الـفجر أخيلة iiالكوكب
فـولى زمان كعرض البغي وأشـرق عـهد كقلب iiالنبي
طلعنا ندلي الضحى ذات iiيوم ونهتف : يا شمس لا iiتغربي
/
من رحلة الطاحونة إلى الميلاد الثاني
عبد الله البردوني
من الفجر حتى الفجر ننجر iiكالرحى إلى أين يا مسرى ومن أين يا iiضحى
أضـعنا بـلا قـصد طريقا iiأضاعنا ولاح لـنـا درب بـدأناه iiفـانمحى
وشـوشـنا تـلويح بـرق iiأهـاجنا وولـى ولا نـدري إلـى أين iiلوحا
وقـلنا كـما قـال المجدون من iiغفا عـن الـفوز لم يظفر ومن جد iiأفلحا
إذا لـم نـجد في أول الشوط iiراحة فـسوف نـلاقي آخر الشوط iiأروحا
ورحـنا نـسقي الرمل أمواه iiعمرنا فـيظمى ويـرويه إلـى أن تـرنحا
سرينا وسرنا نطحن الشوك والحصى ونـحسو ونـقتات الـغبار iiالمجرحا
ومـن حولنا الأطلال تستنفر iiالدجى وترخي على الأشباح غابا من iiاللحى
هـنا أو هـنا يا زحف نرتاح iiساعة تـعـبنا وأتـعبنا الـمدار الـمسلحا
كـطاحونة نـمضي ونأتي كمنحنى ii يـشد إلـى رجـليه تـلا iiمـجنحا
فـيا ذكـريات الـتيه من جر قبلنا ii خـطاه وأمـسى مثلنا حيث iiاصبحا
ركـضنا إلـى الـميلاد قرنا وليلة ولـدنا فـكان الـمهد قـبرا iiتـفتحا
ومـتنا كـما يـبدو رجـعنا أجنة ii لـنـختار مـيلادا أشـق iiوأنـجحا
لص في منزل شاعر
عبد الله البردوني
شـكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُورٍ ، أو غراره
لـما أغـرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضاءَ iiالإغاره
لـم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم ترعْ نومَ iiالحجاره
كالطيفِ جئتَ بلا خُطى ، وبلا صدى ، وبلا إشاره
أرأيـتَ هـذا الـبيتَ قـزماً ، لا يـكلفكَ iiالمهاره
فـأتيته ، تـرجو الـغنائم ، وهو أعرى من مغاره
* * ii*
مـاذا وجـدت سـوى الـفراغ ، وهرّة تَشْتَمُّ iiفاره
ولهاث صعلوك الحروف ، يصوغ من دمه iiالعباره
يُـطفي الـتوقّدَ بـاللظى ، ينسى المرارةَ iiبالمراره
لـم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ، حَسَاهُ إلى iiالقراره
* * ii*
مـاذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنى iiالإماره
يـا لـصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون ربحٍ أو iiخساره
لـم تـلقَ إلاّ خـيبة ، ونـسيت صندوقَ iiالسجاره
شـكراً ، أتـنوي أن تُـشرفنا ، بـتكرارِ الزياره
t/
|