امرأة الفقيد
عبد الله البردوني
لـم لا تـعود؟ وعـاد كـل iiمجاهد بـحلى (النقيب) أو انتفاخ ii(الرائد)
ورجـعت أنـت، تـوقعاً iiلـملمته من نبض طيفك واخضرار مواعدي
وعـلى الـتصاقك باحتمالي iiأقلقت عـيناي مـضطجع الطريق iiالهامد
وامـتد فـصل في انتظارك iiوابتدا فـصـل، تـلفح بـالدخان iiالـحاقد
وتـمطت الـربوات تبصق iiعمرها دمـها وتـحفر عـن شـتاء iiبـائد
وغـداة يـوم، عـاد آخـر موكب فـشممت خطوك في الزحام iiالراعد
وجـمعت شـخصك بـنية وملامحاً مـن كـل وجـه في اللقاء iiالحاشد
حـتـى اقـتربت وأم كـل iiبـيته فـتشت عـنك بـلا احـتمال واعد
مـن ذا رآك وأين أنت؟ ولا iiصدى أومـي إلـيك، ولا إجـابة iiعـائد
وإلـى انتظار البيت، عدتُ iiكطائر قـلق يـنوء عـلى جـناح iiواحـد
لاتـنطفي يـاشمس: غابات iiالدجى يـأكلن وجـهي يـبتلعن iiمـراقدي
وسـهدت والـجدران تصغي iiمثلما أصـغي، وتـسعل كالجريح iiالساهد
والـسقف يـسأل وجنتي لمن هما؟ ولـمن فمي؟وغرور صدري iiالناهد؟
ومـغازل الأمـطار تـعجن iiشارعاً لـزجاً حـصاه مـن النحيع iiالجامد
وأنـا أصـيخ إلـى خطاك iiأحسها تـدنو، وتـبعد، كـالخيال iiالـشارد
ويـقول لـي شـيء، بأنك لم iiتعد فـأعوذ مـن هـمس الرجيم iiالمارد
أتـعود لـي؟ من لي؟ أتدري iiأنني أدعـوك، أنـك مـقلتاي iiوساعدي
إنـي هـنا أحـكي لـطيفك iiقصتي فـيعي، ويـلهث كـالذبال iiالـنافد
خـلفتني وحـدي، وخـلفني iiأبـي وشـقـيقتي، لـلـمأتم iiالـمـتزايد
وفـقدت أمـي: آه يـا أم iiافـتحي عـينيك، والـتفتي إلـي iiوشاهدي
وقـبرت أهـلي، فـالمقابر iiوحدها أهـلي، ووالـدتي الحنون iiووالدي
وذهـلت أنـت أو ارتميت iiضحية وبـقيت وحـدي، لـلفراغ iiالـبارد
أتـعود لـي؟ فـيعب لـيلي iiظـله ويـصيح فـي الآفاق أين iiفراقدي؟
أكــــتــــوبـــر1964م
|