عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-04-2008, 02:06 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أختنا الفاضلة

انتبهت لطريقة توارد الأفكار لديكم، فشدتني نمطية الفطنة في محاكمة ظاهرة قد تكون حديثة كحداثة التواصل عبر الإنترنت، ولن أتكلم عن وقائع بعينها، لكن سأتكلم عن مسألة المطابقة بين الشكل والفكر ..

بدءا، إن انجذاب الأرواح نحو بعضها البعض يتم بأشكال مختلفة، ففي السوق مثلا، لا يعجبنا الشراء من بائع لمسألة لا نفهمها على وجه السرعة، ونشتري نفس العينة من البضاعة وبنفس السعر من بائع غيره، شدنا نحوه قوة خفية .. وهذا يحدث في الإعجاب بمفكر مات منذ زمن أو روائي في بلد آخر أو زمن آخر، فيرضى من يقرأ لذاك المفكر أو الكاتب بأن يكون تابعا له أو تلميذا أو مريدا، علما بأنه قد يكون لم يتعرف، حتى على صورته أو يسمع صوته.

أنماط الشخصيات كالبصمات لا تتطابق عند اثنين، وهي تتأثر بالمحيط والوسط الثقافي والحالة البيولوجية والوراثية وآلاف العوامل البينة والخفية. لكن يحصي الشخص النقاط التي أحبها بمحاوره أو بمن أراد القيام بعلاقة ما معه، بسرعة خارقة لا يستطيع هو وصفها، ولو أعجب أحدنا بشخص ذات يوم، وأراد أن يدفع آخر للإعجاب بنفس الشخص فلن يفلح، كما هي الحال عندما ترغب أنفسنا صنفا من الطعام ونحاول جعل الآخرين يرغبونه في نفس الدرجة فإننا لن نفلح في أحيان كثيرة.

نعود لحالات التعارف على الإنترنت، بقراءة عينات من النتاج الذهني لأي شخص، سيحدث إعجاب ما، أو يحدث أن توضع القاعدة الأولى للإعجاب، ولنفرض أن موضوعا لمن أعجبنا به، مس بعض ما نحب، كأن يغمز بجانب شخصية أو رمز نحترمه ونوقره، في حين أن من أعجبنا به قد تطاول (صراحة أو تلميحا) لهذا الرمز. إن قاعدة الإعجاب إن كانت قوية بما فيه الكفاية ستتجاوز هذا الغمز، وتدرب المعجب أن لا يقرأ لصاحبه مثل تلك النماذج حفاظا على متانة قاعدة الإعجاب.

في حالة الماسنجر والتكلم مع من نُعجب به أو يُعجب بنا، سيضاف حقل معرفة جديد وهو الصوت وطريقة الرد وسرعة الخاطرة، وهذه ستدعم قاعدة الإعجاب الأولى التي نوهنا إليها، وإن حدث أن كان السلوك على الماسنجر يشوبه بعض الابتذال، فإن قاعدة الإعجاب ستتزلزل أو ربما تتوقف فكرة بناء العلاقة.

قد تتطور حالة التعارف، ويحدث لقاء، طبعا أن تكون الأظافر طويلة أو رائحة القدمين أو (الأباط) تعلن عن نفسها! هذه صورة (كاريكاتورية) لا يمكن أن تحدث بشكل يجعل منها قاعدة. إنما ستدخل الى حقل المعرفة خاصية جديدة تتعلق ببث إشعاع الشخصية أو انعدامه، وهي لا يمكن رؤيتها عبر الماسنجر أو بالرسائل.

أخيرا ستحصي النفس نقاط فائدة توطيد العلاقة أو قطعها من خلال استعراض النفس لمسار العلاقة بأشكالها المختلفة. ولا أظن أن القضية هذه تقل بمفاضلتها عن الطرق التي كانت الخطابات تقوم بها لخطبة فتاة لشاب دون أن يريا بعضهما. ففي الإنترنت تكون نقاط الفحص أكثر من نقاط الفحص عند الخطابات.. هذا إذا كانت الغاية غير المرئية من موضوعكم هو الانتهاء بفكرة العلاقة الزوجية من خلال الإنترنت.

احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس