عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-04-2008, 10:34 AM   #1
hamza nasir
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 133
إفتراضي ستون عاما على مذبحة دير ياسين .. القتلة والمتآمرون.

ستون عاما على مذبحة دير ياسين .. القتلة والمتآمرون.

محمد الوليدي.

في مثل هذا اليوم، التاسع من أبريل عام 1948 ، جرت أبشع مذبحة عرفتها البشرية في العصر الحديث ، وهي مذبحة دير ياسين ، قرية وادعة قرب القدس ، اقتحمها الصهاينة الجبناء وهي نائمة الساعة الثالثة فجرا ، وارتكبوا فيها مجزرة ؛ لم يتركوا فنا من فنون الإجرام السادي، الا وطبقوه على سكانها ، والذين كانوا يقدرون ما بين سبعمائة وخمسين الى ألف نسمة، ولم يكن فيها سوى حامية قليلة العدد ، قليلة التسليح ، إلا إنها قاومت الموت حتى آخر رصاصة ، فقد كان اغلب رجالها ؛ إما في معركة "القسطل " ؛ وإما في القدس لتشييع جنازة القائد الشهيد عبد القادر الحسيني ، وهكذا أستغل السفاحون الظرف.

كانت دير ياسين وحدها في تلك الجمعة الدامية بأطفالها ونسائها وشيوخها أمام الصهيونية بتلمودها و بأسفارها الدموية وببربريتها و بوحشيتها وبساديتها .. و بخدمها وعبيدها من الغرب والعرب بالتأكيد .

ورغم إستغلال الظرف الا أن المذبحة لم تكن عفوية ؛ بل كان مخططا لها على أعلى المستويات ومنذ زمن ، لبث الرعب بين أبناء الشعب الفلسطيني وإجباره على الرحيل من أرضه ، وقد وضعت عدة قرى لتكن مسرحا لتنفيذ هذا المخطط الرهيب منها قرية عين كارم .

رغم كل ما قيل عن مذبحة دير ياسين ، الا إنه حتى الآن لم يعرف ما الذي جرى تماما فيها ، لم يعرف حجم الجريمة رغم كل ما ظهر فيها من بشاعة ، لم يعرف كم أريق من دماء رغم عطش السفاحين للدم ، لم يعرف حجم الخيانة والمؤامرة رغم الفضائح التي زكمت الأنوف ، الا أن ما عرف هو أن دير ياسين هي أول من فضحت موت الضمير العربي..

حتى الآن لا زالت أرشيفات الصهاينة القتلة ، وأرشيفات بريطانيا المسؤولة عن ما حدث ، ترفض الكشف عن الوثائق الحساسة الخاصة بالمذبحة ، حتى ان رئيس مخابرات الهاجناة في القدس آنذاك "ايتسحاق ليفي" والذي استلم أول تقرير عن المذبحة مع فيلم مصور لها ، حاول ان يعود اليه بعد ثلاثين عاما ، فلم يُسمح له بذلك.

اما تحديد عدد الضحايا فيعد ذلك من المستحيلات على ضوء ما جرى في ساحة الجريمة ، فالقتلة حاولوا منذ الساعات الأولى إخفاء ما استطاعوا إخفاءه من أجساد و أشلاء الشهداء ؛ فرموا بهم في الأودية و في الآبار وأغلقوا عليها بالأسمنت ، وبعضها تم نسفها، ومنها ما صبوا عليها النفط وأحرقوها في محاولة منهم لإخفائها "إبتعدوا عن وضع الجثث في الكهوف لأنها أول ما تتعرض للتفتيش " هكذا يأمر احد السفاحين ، جرحى القسطل والذين قتلوا في المذبحة ولا يعرف سكان دير ياسين عنهم شيئا ، وبعض الشهداء أخرجوا خارج حدود القرية ،غير الذين أخرجوهم أحياء ومن ثم قتلوهم أو أحرقوهم ، لذا يصعب تحديد العدد رغم إجتهاد البعض بتحديده بحسن نية او غيرها ، شهادات القتلة لا يؤخذ بها ، الأرشيف الصهيوني أظهر معلومات مضللة فيما يخص المذبحة ، وسمح للباحثين بالأطلاع عليها لتضليلهم ، اما شهادات "الناجين" من المذبحة فهي الأوثق لكنها محدودة و مسرحها محدود.

تظل شهادة مندوب الصليب الأحمر د.جاك دو رينيه والتي خمن فيها العدد الى ثلاثمائة وستين شهيدا وهو الأقرب للعقل على ضوء ما عرف حتى الآن عن المجزرة ، مع أن الصليب الأحمر الدولي اعترف فيما بعد بإخفاء حقائق حفاظا على ارواح موظفيه ، و جاك دو رينيه نفسه تعرض للتهديد بالقتل من قبل الهاجناه؛ فيما اذا فاه بأمور ما تتعلق بتلك المذبحة .

فماذا عرف حتى الآن؟
بدأ الصهاينة بحرق صبي حيا في بيت النار في مخبز والده ، ثم قتلوا والده ، بعدها بدأوا بنسف بيوت القرية بيتا بيتا ، وما كانوا يعجزون عن نسفه ، يحرقونه على من فيه ، ثم وجه الصهاينة نداء للأهالي بالهروب او الموت ، وصدّق الأهالي وخرجوا يطلبون النجاة ، ولكن السفاحين سارعوا بحصدهم ، ومنهم قاموا بصفهم على حيطان المنازل وقتلوهم ، كما دمروا مسجد القرية ومدرسة الأطفال وقتلوا معلمتهم ، كما عثر على أيادي وآذان وأصابع نساء مقطوعة لتسهيل الأستيلاء على أساورهن وأقراطهن وخواتمهن ، كما بقرت بطون النساء الحوامل ، وكانوا يخرجون الأجنة ثم يقتلونها أمام أعين الأمهات ثم يذبحوهن بعد ذلك ، وكانوا يتراهنون على جنس الجنين قبل بقر بطن أمه ، فما لا يقل عن خمس وعشرين امرأة حامل قتلن في المذبحة ، واكثر من اثنين وخمسين طفلا لم تتجاوز اعمارهم العاشرة قتلوا وقطعت اياديهم وارجلهم ،وكانوا يتعمدون قتل الطفل أمام عيني أمهاتهم و تقطيع أوصاله حيا ومن ثم قتله كما عثر على فتاة مقطوعة الى نصفين ، واخذ احد السفاحين يسمى "روبنسكي" سبعة شباب خارج القرية واجبرهم على حفر حفرة واجبرهم على النزول فيها ثم صب النفط فيها واحرقهم احياء ، ثم امر بدفنهم فيها ، وفي شهادة لأحد سفاحي المذبحة وهو "زفي انكوري"؛ آمر وحدة الهاجناة التي احتلت دير ياسين وردت في صحيفة دافار في 9-4-1982 قال: "دخلت عدة منازل بعد الحادث. و رأيت أشلاء لأعضاء تناسلية وأحشاء نساء مسحوقة. لقد كانت جرائم قتل مدبرة".

كما وتعرضت الفتيات الصغيرات والنساء للأغتصاب ومنهن من قتلن بعد ذلك ، كما تحدث تقرير لجنة تحقيق بريطانية في مذبحة دير ياسين ،عن " ممارسات جنسية مشينة ، قد ارتكبت بحق فتيات فلسطينات صغيرات ، من قبل العصابات الصهيونية ، ومن ثم قاموا بذبحهن " والتقرير يتحدث عن خمس وعشرين طالبة كن متوجهات لمدرستهن الإعدادية ، وقد أعترضهن الصهاينة ؛ حيث تم إغتصابهن ومن ثم ذبحهن ، ثم رموا بجثثهن في أحد الأودية ، وقد أكد هذا السفاحون عام 1989 لأحد المؤرخين الصهاينة ؛ وهو بن فيرد ونشر ذلك في صحيفة هآرتز الصهيونية بتاريخ 7/4/1989.
وذكر نفس التقرير إنه أجريت مقابلات مع نساء وفتيات تعرضن للأغتصاب وأنهن كن في حالة هستيرية ، وكان يغشى على بعضهن أكثر من مرة في المقابلة.
كما وذكرت امرأة تدعى (صفية) لدومنيك لابيري ولاري كولنز ونشراها في كتابهما " آه يا قدس" بأنها تعرضت للأغتصاب ، وإن النساء التي حولها تعرضن للمصير نفسه ، كما وتوجد شهادات للصليب الأحمر تؤيد ذلك.

تقول الحاجة زينب محمد إسماعيل عطية : " حاولت إفتداء أخي بكل ما أملك ، وعرضت 250 ليرة لأحد (الخواجات) استحلفه بالله أن يأخذها ، ولا يقتل أخي الذي كان ما يزال طالبًا في المدرسة، فأخذها مني ثم أطلق عليه خمس رصاصات ، فوقع على الأرض ساجدًا كما لو أنه على هيئة الصلاة".

وتقول : " فقدت والدي وشقيقي موسى وشقيقي محمود وعمي ربحي وجدي الحاج إسماعيل وزوجة والدي سارة وجدتي آمنة وحفيدها، وأما دار زهران فقد قتل محمد زهران وزوجته وبسمة-ابنة عمتي - وأولادها وبناتها ، ورقية وأولادها وبناتها، وعمتي فاطمة وأولادها وبناتها " .

وتقول حليمة عيد " رأيت يهودياً يطلق رصاصة فتصيب عنق زوجة أخي خالدية ، التي كانت موشكة على الوضع ، ثم يشق بطنها بسكين لحام، ولما حاولت إحدى النساء إخراج الطفل من أحشاء الحامل الميتة قتلوها أيضاً ، واسمها عائشة رضوان ".

وفي شهادة اخرى لفتاة تدعى حنة خليل "رأيت يهودياً يستل سكيناً كبيرة ويشق بها من الرأس إلى القدم، جسم جارتنا جميلة حبش ، ثم يقتل بالطريقة ذاتها ، على عتبة المنزل جارا آخر يدعى فتحي".

كما جمعوا مجموعة من النسا، و جردوهن من ملابسهن ، ووضعوهن مع ما تبقى على قيد الحياة من الأطفال ، في ثلاث شاحنات واستعرضوا بهم الأحياء اليهودية في القدس ، وفي موقف آخر جمعوا خمسا وعشرين شابا وأستعرضوا بهم إحدى المستوطنات القريبة ومن ثم قتلوهم جميعا.
hamza nasir غير متصل   الرد مع إقتباس