عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-04-2008, 08:47 AM   #6
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

"إن الإسلام هو الدين الوحيد ، الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية، وإن النظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً ،وسياسياً، إنه حركة دينية معادية للنصرانية، مخططة تخطيطاً يفوق قدرة البشر، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز تؤسس حول العالم بواسطة النصارى، للتركيز على الإسلام ليس فقط لخلق فهم أفضل للإسلام وللتعامل النصراني مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام في صدق ودهاء!!"

ولقد سلك هذا المخطط ـ في سبيل تحقيق الاختراق للإسلام، وتنصير المسلمين ـ كل السبل اللا أخلاقية- التي لاتليق بأهل أي دين من الأديان- فتحدثت مقررات هذا المؤتمر عن العمل على اجتذاب الكنائس الشرقية الوطنية إلى خيانة شعوبها، والضلوع في مخطط اختراق الإسلام والثقافة الإسلامية للشعوب التي هي جزء وطني أصيل فيها، فقالت وثائق هذه المقررات:

"لقد وطّدنا العزم على العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصارى ، والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي، إنّ النصارى البروتستانت في الشرق الأوسط ، وإفريقياوآسيا، منهمكون بصورة عميقة ، ومؤثرة في عملية تنصير المسلمين. ، ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات ، ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلىتنصيرهم، وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبيةالعمل معاً، بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصيرالمسلمين."

فهم يريدون تحويل الأقليات الدينية في بلادنا إلى شركاء في هذاالنشاط التنصيري، المعادي لشعوبهم ، وأمتهم!

كذلك قررت "بروتوكولات" هذاالمؤتمر تدريب وتوظيف العمالة المدنية الأجنبية التي تعمل في البلاد الإسلامية لمحاربة الإسلام وتنصير المسلمين، وفي ذلك قالوا:

"إنه على الرغم من وجود منصرين بروتستانت من أمريكا الشمالية ، في الخارج أكثر من أي وقت مضى، فإن عدد الأمريكيين الفنيين الذين يعيشون فيما وراء البحار يفوق عدد المنصرين بأكثر من 100إلى 1، وهؤلاء يمكنهم أيضاً أن يعملوا مع المنصرين جنباً إلى جنب لتنصير العالم الإسلامي، وخاصة في البلاد التي تمنع حكوماتها التنصير العلني !"

كذلك دعت قرارات مؤتمر كولورادو إلى التركيز على أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملون في البلاد الغربية، مستغلين عزلتهم عن المناخ الإسلامي لتحويلهم إلى "مزارع ومشاتل للنصرانية"، وذلك لإعادة غرسهم وغرس النصرانية في بلادهم عندما يعودون إليها، وعن ذلك قالوا:

"يتزايد باطراد عدد المسلمين الذين يسافرون إلى الغرب؛ ولأنهم يفتقرون إلى الدعم التقليدي الذي توفره المجتمعات الإسلامية، ويعيشون نمطاً من الحياة مختلفاً –في ظل الثقافة العلمانية والمادية- فإن عقيدة الغالبية العظمى منهم تتعرض للتأثر.

وإذا كانت "تربة" المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير" أرض صلبة، ووعرة" فإن بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم، حيث يتم الزرع والسقي لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصّريـن!"

بل إنّ بروتوكولات هذا المؤتمر التنصيري لتبلغ قمة اللا أخلاقية عندما تقرر أن صناعة الكوارث في العالم الإسلامي هي السبيل لإفقاد المسلمين توازنهم الذي يسهل عملية تحولهم عن الإسلام إلى النصرانية! فتقول هذه البروتوكولات:

" لكي يكون هناك تحول إلى النصرانية، فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس، أفراداً وجماعات، خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذهالأمور على شكل عوامل طبيعية، كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية،كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعي المتدني. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة،فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية..

إن تقديم العون لذوي الحاجة قد أصبح عملاً مهماً في عملية التنصير! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلامية قد بدلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري ؛فأصبحت أكثر تقبلا للنصاري !!"

فهم –رغم مسوح رجال الدين- يسعون إلى صنع الكوارث في بلادنا، ليختل توازن المسلمين، وذلك حتى يبيعوا إسلامهم لقاء مأوى أوكسرة خبز أو جرعة دواء! وفيما حدث ويحدث لضحايا المجاعات والحروب الأهلية والتطهيرالعرقي –في البلاد الإسلامية- التطبيق العملي لهذا الذي قررته البروتوكولات، فهل يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي ومثمر مع هؤلاء؟!

تلك بعض من الأسباب التي جعلتني متحفظاً على دعوات ، ومؤتمرات ، وندوات الحوار بين الإسلام ، والنصرانية الغربية،وهي أسباب دعمتها وأكدتها "تجارب حوارية" مارستها في لقاء تـم في "قبرص" أواخر سبعينيات القرن العشرين، ووجدت يومها أن الكنيسة الأمريكية –التي ترعى هذا الحواروتنفق عليه- قد اتخذت من إحدى القلاع التي بناها الصليبيون إبان حروبهم ضدالمسلمين، "قاعدة" ومقراً لإدارة هذا الحوار ؟!

ومؤتمر آخر للحوار حضرته في عمّان –بإطار المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية- مع الكنيسة الكاثوليكية في الثمانينيات وفيه حاولنا –عبثاً- انتزاع كلمة منهم تناصر قضايانا العادلة في القدس وفلسطين، فذهبت جهودنا أدراج الرياح! على حين كانوا يدعوننا إلى "علمنة" العالم الإسلامي لطي صفحة الإسلام كمنهاج للحياة الدنيا، تمهيداً لطي صفحته –بالتنصير- كمنهاج للحياة الآخرة!

ومنذ ذلك التاريخ عزمت على الإعراض عن حضور "مسارح"هذا "الحوار"! . انتهى ما قالـه الدكتور عمارة .


وبعد هذا كله ، تبين أن الدعوة إلى حوار الأديان ، لو كان الدافع لها نية صالحة ، لجعـلت في إطار دعوتهم إلى الهدى ، وجدالهم بالتي هي أحسن ، لإدخالهم في الإسلام ، فإنَّ هذا هو الحوار الذي دعا إلى القرآن ، وفعله نبينا صلى الله عليه وسلم .

أما أن يُرفع شعارا ، تحت وطأة الضغط السياسي الغربي ، وعلى بلادنا جيوش إحتلالـه ، ليغطي تحتــه مشاريع هدم الإسلام ، وهضم حقوق المسلمين ، وإزالة معالم الدين ، فهذه و الله الطامة الكبرى ، والمصيبة العظمى .

ولاريـب أنَّ من أوجب الواجبات على علماء الإسلام ، فضح هذه المؤامرات ، وكشف هذه المخططات ، والعمل على توعية الأمّـة من خطرها ، واستبدالها بمؤتمرات تحضُّ المسلمين على التمسك بدينهم ، والإعتزاز بهويتهم ، وجهاد عدوهم ، وطرد المحتلين من بلادهم ، ورد هذه الهجمـة الشرسة على مقدسات الإسلام ،
هذه الهجمـة التي دخنهـا من تحت قدمي بابا النصارى الدجّال نفسه ، الذي يدعي الحوار ، وهو لايدع مناسبة إلاّ ويطعن في الإسلام ،
كما تنطلق من حاخامات الصهيونية الذين يفتون بأنَّ الفلسطينيين أفاعي يجب قتلها ، ثم يمدّون أيديهم بالملطّخة بدماءنا ، يطلبون حوارا زائفا ، لـه مقاصد أخبث من خَبَـث ضمائرهم المتعفّنة.

وختاما ننقل هنا كلاما مهما يبين إجماع علماء المسلمين ، على أنَّ من كذب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم الشاملة للثقلين ، الناسخة لكل الأديان السابقة ، فهو كافر ودينه باطل ، ومن يشكّ في كفـره فهو مثله ، هــذا مع أنَّ كفرة بني إسرائيل ، قـد كفروا بربهم ، وحرفوا دينهم ، ثم زادوا على ذلك تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم عندما بعثه الله رحمة للعالمين ، فازدادوا كفرا إلى كفرهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " أن الذي يدين به المسلمون ، من أن محمداً صلى الله عليه وسلم بُعث إلى الثقلين : الإنس والجن, أهل الكتاب وغيرهم, وأن من لم يؤمن به فهو كافر ، مستحق لعذاب الله مستحق للجهاد, وهو مما أجمع عليه أهل الإيمان بالله ورسوله، لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بذلك ، وذكره الله في كتابه وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا في الحكمة المنزلة عليه ، من غير الكتاب ، فإنه تعالى أنزل عليه الكتاب ، والحكمة ، ولم يبتدع المسلمون شيئاً من ذلك من تلقاء أنفسهم ، كما ابتدعت النصارى كثيراً من دينهم , بل أكثر دينهم , وبدلوا دين المسيح وغيّروه, ولهذا كان كفر النصارى لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم مثل كفر اليهود لما بعث المسيح عليه السلام"

فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء حول الدعوة إلى وحدة الأديان

:" إن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم ، فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان؛ وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا ، محرمة قطعًا ، بجميع أدلة التشريع في الإسلام ، من قرآن ، وسنة ، وإجماع" .. "ومما يجب أن يعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام ، واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن ذلك لا يكون إلاّ بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعته بالإسلام ودخولهم فيه ، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، قال الله تعالى : ((قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ))

أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ،ومعاقد الإيمان ، فهذا باطل يأباه الله ،ورسوله ، والمؤمنون ، والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : ((واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )) .. فتاوى وبيانات مهمة للجنة الدائمة للفتوى بالسعودية ـ دار عالم الفوائد الطبعة الأولى 1421هـ

قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "قد يُسمع ما بين حين وآخر كلمة "الأديان الثلاثة"، حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة؛ كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة! ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلاّ كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار". ( خطبة يوم الجمعة، 15/1/1420هـ. نقلاً عن رسالة "دعوة التقريب بين الأديان" 1/32 ) .

والله أعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصيـر .

--------------------------------------------------------------------------------
الكاتب: حامد بن عبدالله العلي

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 08-04-2008 الساعة 08:59 AM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس