ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً) النساء (144)
.
خمس سنوات على الاحتلال ماذا بعد؟
راهنت الإدارة الأمريكية المعتدية على غزوها للعراق بأنه سيحقق لها أهدافا إستراتيجية بعيدة المدى منها :
1ـ السيطرة على منابع النفط وبالتالي السيطرة على العالم من خلال التفاوض بإمدادات النفط بالشكل والسعر الذي يضمن لها دوام تفوقها عالميا.
2ـ إزالة كل هواجس الخوف عن الكيان الصهيوني من خلال:
أ ـ إنهاك العراق وتفتيته لدويلات لا حول لها ولا قوة.
ب ـ إن نجح مشروع أمريكا في العراق ـ لا سمح الله ـ فإنها ستكرره في أكثر من دولة عربية ليصبح الكيان الصهيوني أكبر وأقوى كيان في المنطقة، يقود اقتصاد المنطقة ويوجهها حسب ما يتم التخطيط له.
ج ـ تفريغ العراق من كوادره العلمية، بالقتل والتهجير، وبالتالي لترتدع كل دول المنطقة من التفكير بتطوير نفسها علميا وعسكريا، ولتبقى تلك الدول رهن إشارة الولايات المتحدة ووكيلها الكيان الصهيوني.
3ـ إرسال رسالة لكل دول العالم بأن الولايات المتحدة هي السيدة المطلقة على العالم، طالما قلب العالم الإستراتيجي وثرواته في يدها. وبالذات تلك الدول التي لم تنجر وراء المشروع الأمريكي (ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين)
4ـ طمس المعالم الحضارية (دينيا وثقافيا) من المنطقة العربية، من خلال تدمير التراث العراقي و حرق المكتبات والمخطوطات والطلب من بعض الدول تحريف القرآن وشطب المناهج التي تذكر الجهاد وتمس بالأهداف العدوانية ( وخصوصا تلك المتعلقة بما يسمى بالمسيحية الجديدة المطابقة للصهيونية).
الوسائل التي اعتمدها الأعداء
1ـ تصعيد المشاكل القطرية للدول العربية لضمان حيادها إن لم ترض بمساعدة المعتدين (مشاكل في السودان، والصومال ولبنان وسوريا واليمن ومصر الخ)
2ـ الاستعانة بطوابير من العملاء المأجورين والمشكوك بهوياتهم من العراقيين أو من يدعون بعراقيتهم، وتسليمهم زمام الحكم الصوري، من أجل تنفيذ أهداف الأعداء بالإنابة و عقد صفقات معهم تجعل العراق مستعمرة أمريكية بشرعية مزيفة.
3ـ اللعب على وتر الطائفية والعرقية داخل النسيج العراقي من أجل (عرقنة الصراع) على غرار تجربتهم الخائبة في فيتنام وكوريا.
4ـ تضخيم دور القاعدة، بما يُنسب إليها من عمليات لا يقرها العقلاء في كثير من دول العالم، وتكليف منظمات مشبوهة تقوم بأعمال سيئة السمعة من قتل واعتداء على الحرمات وتنسبها بالتالي لتنظيم القاعدة، الذي لم يتبرأ عمليا من تلك الأعمال. وكان يُقصد من هذا التضخيم ما يلي :
أ ـ تجيير أعمال المقاومة العراقية للقاعدة بما فيها من خير وخلطها مع أعمال المنظمات الإجرامية التي تديرها فرق الموساد والأذرع الإيرانية الحاقدة.
ب ـ كسب الرأي العام الأمريكي الذي مُهد له بأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 المثيرة للجدل، والتي ألصقت بالقاعدة وأكدتها القاعدة!
ج ـ كسب الرأي العام العربي لضمان سكوته، من خلال القيام بعمليات تُنسب للقاعدة في أكثر من بلد عربي (المغرب، الأردن، السعودية الخ)
د ـ كسب الرأي العام الغربي لتأجيج مشاعره ودفعه للتساهل في فهم دوافع احتلال العراق، من خلال عمليات مختلفة (إسبانيا، بريطانيا) وخلطها بحيث تأتي وكأنها ردات فعل لاحتلال العراق، خصوصا وأن كثيرين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية ينظرون لتلك العمليات نظرات يختلط فيها الفرح بعدم الفهم.
هـ ـ جعل المقاومة العراقية الشريفة، وكأنها وهم لا وجود لها، خصوصا وأن الحملات الإعلامية التي حُبِكت خيوطها في تصوير النظام الوطني بالعراق وأجهزته بالقاتل المحترف والمبيد لشعبه، فأرادوا أن يستغلوا ضعف قدرة قيادات المقاومة على الكشف عن نفسها تحسبا من ملاحقتها.
5ـ تعطيل دور أجهزة الأمم المتحدة والجامعة العربية من طرح ملف الاحتلال، بل بالعكس، فقد سارعت الجامعة العربية باستقبال ممثلي الحكومة العميلة، ليذهبوا بعد ذلك لتمثيل العراق في الأمم المتحدة!
6ـ السكوت عن جرائم الإيرانيين في العراق، بل والتنسيق معهم، طالما أن الأهداف للطرفين تلتقي عند مسألة واحدة وهي إعاقة نمو العراق و سلخ صفة العروبة عنه، وتقسيمه.
ماذا حققت الولايات المتحدة خلال خمس سنوات؟
الانتصار بأبسط معانيه، هو إجبار المهزوم على الاعتراف بهزيمته وكسر إرادته. إن كان العراقيون قد فقدوا بنية دولتهم، وفقدوا 1500 من علمائهم بالقتل وتم تهجير 4500 عالم آخر، وإن كان العراقيون قد فقدوا أكثر من مليون شهيد، وأكثر من 4 ملايين مهجر، فإنهم لم يستسلموا ولم تُكسر إرادتهم، بل بالعكس إن من انكسرت إرادتهم هم المعتدون، الذين استنزفوا كل وسائلهم للوصول الى أهدافهم المعلنة فقد بدت علامات الإنهاك عليهم واضحة وتجلت بما يلي :
1ـ انفراط حلفهم الغربي، وانسحاب الكثير من الدول.
2ـ تصاعد في نبرات عدم الرضا العالمية، وبوادر لتشكل عدة أقطاب، (روسيا، الصين، مع مراقبة عن كثب من قِبل ألمانيا)
3ـ جرأة عالمية في دول كثيرة، خصوصا دول أمريكا الجنوبية وتمردها على الخنوع المطلق للولايات المتحدة.
4ـ انقسام شديد داخل المجتمع الأمريكي.
5ـ صحوة عربية (حتى على صعيد الأنظمة العربية) وإن كانت على استحياء لكنها تشجعت على محاولة تدريب نفسها لتلمس موضع وقوفها وشكل المستقبل الذي ينتظرها ..
كلمة أخيرة
إن كانت المقاومة العراقية البطلة، قد قامت بكل هذا التغيير المفصلي، وهو أمر عظيم بلا أدنى شك، فإن دورها سيكون أكثر قوة لو توحدت وأصبح لها قيادة واضحة (سياسيا على الأقل) لترسم مستقبل العراق وتعبر عن وجودها محليا وعربيا، وإن كان عذرها في السنوات السابقة يتلخص في تقديم موضوع طرد المحتل، فإن المحتل سيغادر كما سماه البعض ب (الطفح الجلدي) ولا بد من النظر الى ما هو أبعد من ذلك وهو ما ينتظرها من حبك النسيج الوطني وتكليف السياسيين المنتمين لنهج المقاومة بالعمل على رسم ذلك المستقبل الذي إن تم سيقلل خسائر إعادة بناء العراق الذي ينتظره كل الشرفاء.
حصيلة خسائر التحالف الدولي في العراق منذ خمسة اعوام
عن شبكة البصرة
تكبدت قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة مقتل اكثر من 4298 عنصرا في العراق، غالبيتهم العظمي من الجيش الامريكي منذ شن الحرب في 20 اذار (مارس) 2003.
كما دفعت قوات الامن العراقية ثمنا باهظا بحيث قتل 12 الف شرطي وجندي منذ احتلال العراق.
في ما يلي حصيلة القتلي بحسب جنسياتهم:
ـ امريكيون: قتل 3991 عسكريا وعاملا في صفوف الجيش استنادا الي حصيلة يعدها مصدر مستقل بينهم العديد خارج نطاق المعارك.
- بريطانيون: قتل 175 عسكريا منذ الاول من ايار (مايو) 2003 بعضهم في حوادث لا علاقة لها بالاشتباكات.
- ايطاليون: قتل 32 عسكريا بينهم 17 في عملية انتحارية استهدفت قاعدة عسكرية في الناصرية (جنوب) في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003. كما قتل اخرون في حوادث متفرقة.
وقد غادرت اخر وحدة ايطالية العراق في كانون الاول (ديسمبر) 2006.
- اوكرانيون: قتل 18 عسكريا بعضهم في حوادث لا علاقة لها بالمعارك قبل ان تقرر كييف سحب الوحدة في العام 2005 بعد سنتين من انتشارها.
- بولنديون: قتل 22 عسكريا بينهم 11 قضوا في معارك فيما قتل الاخرون في حوادث.
- بلغار: قتل 13 عسكريا من الوحدة البلغارية وكانت صوفيا قررت تمديد وجودها العسكري حتي 31 اذار (مارس) 2008.
- اسبان: قتل 11 عسكريا اسبانيا في العراق بين الاول من ايار (مايو) 2003 وانسحاب القوة الاسبانية في ايار (مايو) 2004، عشرة منهم (بينهم ثمانية من عناصر الاستخبارات) في اعتداءات وآخر في حادث.
- دنماركيون: قتل ثمانية جنود، بعضهم خلال حوادث.
- سلفادوريون: قتل خمسة جنود.
- سلوفاكيون: قتل اربعة جنود قبل ان تغادر الوحدة العسكرية العراق في شباط (فبراير2007).
- ليتوانيون: قتل ثلاثة جنود.
- استونيون: قتل جنديان استونيان خلال معركة العام 2004.
- تايلانديون: قتل جنديان تايلانديان في اعتداء في كانون الاول (ديسمبر) 2003، قبل انسحاب القوة في ايلول (سبتمبر) 2004.
- هولنديون: قتل جنديان العام 2004 قبل انسحاب الوحدة العسكرية في آذار (مارس) 2005.
- رومانيون: قتل جنديان خلال العامين 2006 و2007.
- تشيكيون: قتل جندي في حادث سير العام 2003.
- كازاخستانيون: قتل جندي كازاخستاني في التاسع من كانون الثاني (يناير) 2005.
- لاتفيون: قتل عسكري في الثامن من حزيران (يونيو) 2004 في هجوم بقذائف الهاون جنوب بغداد.
- مجريون: قتل جندي في حزيران (يونيو) 2004 في اعتداء. وانسحبت القوة المجرية في كانون الاول (ديسمبر) 2004.
- استراليون: قتل جندي استرالي في تحطم طائرة بريطانية اواخر كانون الثاني (يناير) 2005 قرب بغداد.
- كوريون جنوبيون: قتل جندي في ايار (مايو) 2007 واتخذت سيول قرارا بخفض عدد الوحدة في العراق من 3200 عسكري الي 1200 فقط.
__________________
ابن حوران
|