وإني أرجو في مقالي هذا الله أن يتقبل هذا العمل لوجهه سبحانه وتعالى احتسابا لهذه الأسباب :
1- دفاعا عن الهدي النبوي والنهج الدعوي وعن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أن تبدل أو تحرف بسبب أفعال طائشة كأفعالك .
2- دفاعا عن سمعة الدعاة من أن تشوه بسبب أسلوبك الغير شرعي والذي لا يوافقك عليه عقلاء الجهلة فضلا عن العلماء .
3- وإني لأحتسب في دفاعي هذا شرف الذب عن عرض أخي المسلم فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله : " من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " حسنه الترمذي وصححه الألباني .
يا محسن هل أنت ناصح أم معير ..؟؟ !! .. وبهذه المناسبة أنصحك بأن تقرأ كتاب الإمام بن رجب الحنبلي رحمه الله ( الفرق بين النصيحة والتعيير ) وأن تطلب العلم وأدب أهل العلم قبل أن تتكلم ..
فقل لي كيف تريد أن يؤخذ بنصيحتك وأنت تنتهج أسلوب السباب والشتم والتعيير والتلويح بالتكفير مجافيا بذلك هدي القرآن والسنة وأخلاق علماء ورحماء وحكماء الأمة، فأين الحكمة والموعظة الحسنة في منطلقاتك وتوجهاتك .. ؟؟!! .. ولا أقول لك إلا كما قال الغزالي رحمه الله مخاطبا بعض أهل الجفاء والغلو حين قال : ( ... الإسلام لا يُخدم بهذا الأسلوب ) ..
وأتوقع أنه لا يخفاك قول الإمام الشافعي رحمه الله :
تعمدني بنصحك في انفراد
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرض استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري
فلا تجزع إن لم تعط طاعة
لا شك أني اختلف مع الأمير الوليد بن طلال رغم احترامي له، أختلف معه في كثير من وجهات النظر التي هو يراها سائغة وأراها غير شرعية، ولا يعني اختلافي معه أن يعامل تلك المعاملة القاسية والفارغة من الأدب والمجافية للنص الشرعي كما فعلت يا محسن .. فمهما بلغ خطأ الإنسان فإننا لا يجوز لنا بحال من الأحوال أن نستبدل الطريقة المشروعة في التعامل مع أخطاء الآخرين، فالغاية لا تبرر الوسيلة عند أهل السنة والجماعة .. بل نبقى متمسكين بالنص الشرعي والخلق النبوي، في التعامل مع أخطاء جميع الناس ..
وهاك هذا الدرس النبوي في التعامل مع خطأ أحد الصحابة رضوان الله عليهم والذي كان اسمه عبد الله حمار وكان كثيرا ما يضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كثيرا ما يؤتى به في الخمر فيأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الحد عليه، وفي ذات مرة أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الحد عليه في الخمر، فقال أحد الصحابة تبا لهذا أو قال لعن الله هذا ما أكثر ما يؤتى به في الخمر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " لا تلعنوه .. لا تعينوا الشيطان على أخيكم إنه يحب الله ورسوله " ..
انظر وتأمل يا محسن ..!! هذا رجل كان يضاحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان كثيرا يؤتى به في الخمر فيجلد فيأمر النبي بإقامة الحد عليه ولكنه نهى عن سبه ولعنه ونهاهم أن يعينوا الشيطان عليه وشهد له بأخوته وشهد له بالإيمان حيث قال انه يحب الله ورسوله ..
فقل لي بربك أين هذا العدل والإنصاف في مقالك .. !!
وكيف غاب عنك قطع الوليد للقاء مع القناة لأداء الصلاة وكيف تجاهلت اعتزازه بكتاب الله ووضعه إياه بين يديه على مكتبه حتى نقله الأمريكان في شاشتهم وعلقوا عليه وهو يصلي ومعتز بكتاب الله عز وجل، بل وذاكراً أن من شروط قبوله للعاملات في شركته أن تكون مسلمة واشترط فيها أن تكون مصلية حيث قال أن غير المصلية لا تلزمني أو كما قال ..
مع أني لا أقر أن تكون المسلمة بالمنظر الذي رايته في الشريط، إلا أن الشريط حوى يا محسن معالم إسلامية نقلت للغرب من داخل برج المملكة حيث أن المتسوقة المصاحبة للكاميرا كانت محجبة وذهبت أمام الكاميرا الأمريكية لتصلي في مسجد السوق النسائي و أوقفت الكاميرا خارج المسجد وصوروا الشعائر التي تقيمها المملكة العربي والتي يعتز ويفخر بها الأمير الوليد في برج المملكة وقد رأينا في الشريط أن جميع المحلات أغلقت بمجرد سماع الأذان أليس هذا يا محسن كفيلا بان يعدل مزاجك المقلوب ويجعل لديك ميزانا للحسنات والسيئات ألا تتقي الله فتقول الحق الذي رايته أم أن ميزانكم أعني ( ميزان الحسنات والسيئات ) خاص بزعمائكم الفكريين ..
أنت تقول في مقالتك أنك لن ترفق الشريط لأن فيه أسماء بنات الحمايل و أنت قد سمعت في الشريط أن أزواج هؤلاء النساء وآباؤهن راضين بأن يعملوا لدى الأمير الوليد، فكيف نصدق أنك لم ترفق الشريط لأن فيه بنات الحمايل أم انك بالفعل لا تريد إرفاق الشريط لأنه كما حوى أموراً منكرة فإنه حوى كذلك أمورا طيبة ومعان سامية في شخصية الأمير الوليد، ومن العدل أن تذكر ويشكر عليها، وليتك قلت انك تعتذر عن إرفاق الشريط نظرا لما يحتويه الشريط من مناظر متبرجة، لكان الأمر أولا أم أنك تريد أن تؤكد (قولا) انك لا ترى وجوب حجاب المرأة كما أنك مارسته (عملا) في المحطات الفضائية التي تلتقي فيها بالنساء ..
إذاً ما الفرق بينك وبين الأمير الوليد في هذه الناحية أيها الغيور المتناقض ..
فقل لي بربك أما تستحي من الله إلى متى تستمر أنت وأرباب فكرك وحزبك تتلاعبون بدين الله عز وجل وتحركون به العواطف كيفما شئتم فتارة يمنة وتارة يسرة والى الله المشتكى
وصدق الله إذ يقول : ( وذر الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا .. )
وللأسف أننا نعيش أياما عصيبات نرى فيها أن بعض من يطلق عليهم دعاة وشيوخا أصبحوا هم بحاجة إلى دعاة وشيوخ ..
معذرة يا الأمير الوليد فإن محسن العواجي لا يمثل الدعوة إلى الله تعالى ولا الدعاة .. إنما يتحدث عن نفسه وإلا فإن لك إخواناً في الدين والعقيدة من العلماء والدعاة والأخيار والصالحين .. من إذا أحسنت دعوا لك بالثبات والمزيد، وإن أخطأت دعوا لك بالمغفرة والهداية وذكروك بأحسن عبارة وألطف إشارة .. فهم دعاة لا جلادون ..!! .. يفرحون لفرحك في طاعة الله .. ويحزنون إن فاتك أو فات أحد من المسلمين ما يقربهم إلى الله .. عن صدق ورسوخ في عقيدة .. وسطاً دون حقد أو تملق ..
فإن أحبوا العبد أحبوه لله .. وإن أبغضوه أبغضوه لله .. يرجون ثواب الله ويخشون عقابه ..
متمثلين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله ووالى في الله وعادى في الله فقد استكمل الإيمان " .
ختاماً يا محسن .. أرجو أن يكون في ما تقدم الكفاية وأسأل الله لك الهداية ..
اللهم إني أسالك أن تحفظ الوليد بن طلال عزا وسندا وذخرا للإسلام ورحمة للمسلمين ..
اللهم أذق قلبه برد عفوك .. وخذ بناصيته لمرضاتك .. واعمر قلبه بمحبتك ..
اللهم حصنه بكلماتك التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ..
اللهم أعنا وإياه وأهلينا وشعبنا الحبيب وجميع المسلمين على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. واختم لنا وله يا رب بخير ..
اللهم أصلح بطانتنا وبطانته .. واكفه شر الأشرار .. وكيد الفجار .. وشر طوارق الليل والنهار ..
اللهم أر بفضلك ورحمتك محسن العواجي ما تغيظ به قلبه ( هداية من عندك على قلب عبدك الوليد تُفرح المحب الناصح وتُغيظ الفاجر الحاقد ) ..
اللهم احفظ على هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين أمنها وعقيدتها ورخائها ..
اللهم احفظ ولاة أمرنا واعنهم على طاعتك واجزهم خير ما تجازي به ولاة عن رعيتهم .. اللهم انصر بهم الدين وأعز بهم الإسلام وأهله .. وهيأ لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه .. اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا ومعينا وظهيرا ..
اللهم وفقهم وعلماءنا لصد كل فتنة ضالة .. وإصلاح اعوجاج كل طريقة مائلة ..
اللهم آمين .. آمين .. آمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
كتبه الفقير إلى عفو ربه الودود
نايف بن ممدوح بن عبد العزيز آل سعود
في الرياض عاصمة دولة التوحيد – حرسها الله
في يوم السبت 28ربيع الأول 1429هـ