عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-04-2008, 01:11 PM   #2
fadl
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 462
إفتراضي

تابع


الشركات الإسرائيلية

في شهر يونيو 2003 بدأت واشنطن التلويح بجزرة مشاركة إسرائيل في نهب ثروات العراق تحت غطاء إعادة الإعمار وإصلاح البني التحتية وتحسين النتاج الفلاحي والصناعي الي غير ذلك من الشعارات البراقة. وهكذا قال مساعد وزير المالية الأمريكي، البروفيسور جون تايلور في مقابلة خاصة مع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ان العراق مفتوح أمام الشركات الإسرائيلية، وأنا أدعوها للمشاركة في إعادة إعماره !
علي إثر ذلك، وقع وزير المالية الإسرائيلية نتنياهو علي ترخيص يسمح بإقامة علاقات تجارية مع العراق، الذي كان مدرجاً ضمن لائحة الدول المعادية لإسرائيل حتي ذلك الحين. ومنذ ذلك الحين أصبح بمقدور الإسرائيليين إقامة علاقات تجارية مع العراق بصورة رسمية، وسمح هذا الأمر بالمتاجرة مع العراق، حيث أتاح إقامة أنواع العلاقات التجارية معه سواء المالية منها أو أية علاقات أخري، بما في ذلك تزويده بالبضائع الإسرائيلية، ونقل البضائع، ودفع أموال ونقلها أي تحويلها.
وفورا بدأ الصهاينة في جني الأموال من بلاد الرافدين، وبتاريخ 24 اب (أغسطس) 2003 ذكرت صحيفة الرياض السعودية، نقلا عن مصدر موثوق في وزارة التجارة العراقية قوله: إن إسرائيل صدرت في تموز (يوليو) للعراق بضائع بقيمة 50 مليون دولار أمريكي. وكانت الصادرات الإسرائيلية منتجات زراعية وأغذية معلبة ومشروبات غازية ومشروبات كحولية. وذكر المصدر نفسه أنه تم تصدير هذه البضائع عبر الأردن، وقام بتصديرها تجار أردنيون يعملون كوكلاء لدي الشركات الإسرائيلية.
في الثاني من ايلول (سبتمبر) 2007 ذكرت صحيفة هآرتس ان نحو 250 اسرائيليا يقومون كل سنة بزيارة العراق، غالبيتهم رجال اعمال يعملون خصوصا لحساب شركات اسلحة. واضافت الصحيفة استنادا الي ارقام سرية حصلت عليها الصحيفة من الخطوط الملكية الاردنية، ان معظم هؤلاء يمرون عبر عمان ويستخدمون الخطوط الاردنية.
ويحمل بعضهم جنسيتين ويدخلون العراق بجوازات غير اسرائيلية. وهؤلاء الزوار ليسوا سياحا كما لا توجد اي رحلة منظمة لمجموعات من الاسرائيليين من اصل عراقي ممن يرغبون في زيارة بلدهم الاصلي، حسب الصحيفة.
وفي عداد الاسرائيليين الاخرين الذين يتوجهون الي العراق صحافيون وموظفون في وكالات الامم المتحدة ومنظمات دولية اخري.
ومن المفارقات الدالة علي تكريس نهب العراق من طرف المحتلين منذ سنة 2003 تعاون وزارة الزراعة الإسرائيلية مع الإدارة الأمريكية لتصدير الفواكه والخضراوات لأسواق العراق، البلد الزراعي الذي يمكن أن يطعم بأرضه الخصبة نصف الأمة العربية، ومن المعروف ان أمريكا تقوم بشراء أطعمة مختلفة لجنودها في العراق من الكيان الصهيوني بقيمة تتراوح بين 50 و 60 مليون دولار شهريا.
وهناك كذلك عمليــــــات بيـــــع وشراء للعقارات العراقية المهمة وفي أماكن محاذية لنهر دجلة يقوم بها وكلاء لشركات أو أشخاص في إسرائيل، كما أن الإسرائيليين قاموا بتكوين وتأطير أو تأجير عصابات للنهب مهمتها جلب كل ما هو ثمين من التراث والآثار العراقية وتسليمها للإسرائيليين مقابل ثمن معين. عملية النهب هذه تدخل في إطار الخرافات الدينية التي يتمسك بها المحافظون الجدد للانتقام من العراق وبابل علي الأخص. فالعداوة متأصلة بين اليهود والملك البابلي نبوخذ نصر الذي ذهب إلي فلسطين ليجلب اليهود أسري بعد أن هزمهم عسكريا والذي حكم بلاد ما بين النهرين في الفترة الواقعة بين سنة 630 و 562 قبل الميلاد.

ہ كاتب من مصر مقيم بالمغرب
__________________
abu hafs
fadl غير متصل   الرد مع إقتباس