أنهينا دراستنا بتميز و تخرجنا بحمد الله و بفضله
لم تستطع هي الحصول على عمل بحكم مجتمعنا الذي نعيش فيه
و ظروف البطالة المهيمنة على سوق الشغل
فيما استطعت أنا الحصول على شغل بسيط
رضيت به إلى أن يأتي شيء غيره
واظبت على عملي بقوة حتى أفرض نفسي
و أبين وجودي و كفائتي
و الحمد لله كلل ذلك بالنجاح، حيث ارتقيت في عملي في ظرف وجيز
و انتقلت إلى قسم هو ما درست حوله
و بدأت أتدرج في السلم الوظيفي
و في المقابل لم نعد نلتقي كثيرا
و لكننا أصبحنا نقضي أكثر ساعات على الجوال
و لا تكاد تمر سويعتنا من دون أن نسمع صوت بعضنا البعض
كنت أستبق الأيام لكي أحقق بعضا مما حلمت به
و ذلك لكي أتقدم إلى والدها لأخطبها منه
لقد مر الكثير
و تحملت أشياء عديدة في سبيل الوصول إليها
و إن شاء الله سيكون ذلك في القريب العاجل
كانت هذه هي الكلمات التي أطمئن نفسي بها حين أتذكرها
و يخفق قلبي بذكرها
فعلت المستحيل و سأفعل
هجرت المقاهي و الأصحاب فقط لأجلها
لكي أوفر قرشا قد لا يسمن و لا يغني من جوع
فقط لكي أوفر لليوم المنشود و الفرح الموعود
كنت كالأعمى لا ينير دربه إلا ذكراها
و لا يحدد خطاه إلا وجهها البدري
حتى أتى اليوم الذي هاتفتني فيه فقالت :
ماهر، إني سأخطب !!!!!!!!!
.......................................
.................................................. ..
.................................................. ...................
.................................................. ....................................
.................................................. ..................................................
نصف ساعة كاملة من الصمت
لم أعرف بماذا أجيبها و لا ماذا أقول
كنت كمن صُب عليه إناء من الماء البارد في زمهرير الشتاء
صدمة لم أعشها في حياتي أبدا
و لم أتوقع أن أعيشها يوما ما
في الأخير
استعدت رباطة جأشي
و خاطبتها بأني سأتقدم إليها خلال هذا الأسبوع
...