عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-03-2008, 02:52 AM   #6
القاضى الكبير
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 501
إفتراضي

المفاوضات جربناها وذهبنا فيها بعيدا، وكان اليهود يقولون إجتمعوا معنا مرة واحدة في مفاوضات مباشرة ستحل المشكلة.. هذا الكلام كانوا يقولونه في الخمسينيات والستينيات..كانوا يقولون نرجوكم أيها العرب أجلسوا معنا على طاولة واحدة مرة واحدة فقط سينتهي المشكل بيننا وبينكم.
ورأيتم ما الذي حصل..إجتمعنا معهم ألف مرة من "إسطبل داوود" إلى غاية "أنابوليس ".. أليست هذه المفاوضات التي مررنا عليها : اسطبل داود، أوسلو تبع أخينا أبومازن.. طبعا هو بطل أوسلو، والسادات بطل اسطبل داوود، وبعد ذلك المبادرة العربية وقدمناها وقلنا لهم أرجوكم.. أرجوكم.. أرجوكم إنسحبوا إلى عام 67، وإعتراف كامل وتطبيع شامل.. ما الذي حصل ؟.. بعد ذلك جاءت خارطة الطريق تبع الرئيس الأمريكي، أين راحت ؟ وأخيرا أنابوليس، والآن روسيا هي أيضا تدعو إلى مؤتمر سلام.
لا توجد فائدة.
ثم إن كلما كانت هناك مفاوضات، كلما زاد الإنشقاق الفلسطيني والعربي، فقد أصبح العدو يضرب على هذا الوتر بأن إذا هناك مفاوضات فإن العرب سينقسمون إلى قسمين، والفلسطينيين ينقسمون قسمين أو أكثر، وأصبحت المفاوضات وقودا لنار الإنشقاق العربي والفلسطيني.
الآن إذا سمعتم أن هناك رغبة لمفاوضات فهي ليست من أجل حل المشكل، بل من أجل خلق إنشقاق داخل الصف الفلسطيني والصف العربي.
أنا قدمت لكم الحل ما يسمى بـ "الكتاب الأبيض"، وقدمته للعالم، وهو قيام دولة واحدة.. الفلسطينيون والإسرائيليون يعملون دولة ديمقراطية واحدة بشرط عودة اللاجئين الفلسطينيين.. يعني كل الفلسطينيين الذين في الخارج 3 ملايين أو كم.. لا بد أن يعودوا لفلسطين، ونزع أسلحة الدمار الشامل من هذه الدولة، وأن تجرى فيها إنتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.. إنتخابات حرة يمكن أن يكون الرئيس في الأول إسرائيلي أو فلسطيني وبعده فلسطيني بعد إسرائيلي، لا يهم..
لكن هذه دولة واحدة، ويوجد نموذج مثل عدد من دول العالم فيها عدة قوميات ومكونة دولة، المهم أن يوجد تراب واحد يعيش عليه هذا كله.
وهم أصلا مندمجون الآن.. يعني فلسطين التي أُحتلت عام 48، الآن فيها مليون فلسطيني.. إذن هي ليست دولة يهودية صافية مثلما يقول اليهود أنها تكون دولة عبرية، فهي فيها مليون فلسطيني وسيصبحون مليونين وثلاثة وأربعة في المستقبل، إلا إذا هم سيطردونهم.. يمكن أن يطردوهم، هذا وارد.
الضفة الغربية هذه مزيج.. خليط بين المستعمرات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية.. مختلطون مع بعضهم في الضفة الغربية.. وهي دولة واحدة موجودة.
غزة نفس الشيء.. العمال الفلسطينيون يشتغلون في المصانع الإسرائيلية،ومعتمدون على بعضهم في الخدمات وفي الإنتاج وفي السلع.
الفلسطينيون والإسرائيليون.. كلما تصير هدنة، تعود الأمور بينهم عادية جدا وسلام.
ولا أعتقد أننا نخسر نحن العرب، إذا قامت دولة واحدة بين النهر والبحر.
بالنسبة للإسرائيليين، يقولون هذا معناه نهاية إسرائيل.
إذا كان الحل السلمي فيه نهاية إسرائيل، فليتحملوا الحل الحربي ، ولنر هل فيه نهاية إسرائيل أو ليس فيه نهاية إسرائيل.
الإسرائيليون إذا كانوا يريدون السلام، ليقبلوا دولة وحدة، ويوقف الفلسطينيون الصواريخ ويوقفون القتال، والعرب يوقفون القتال، وتقوم دولة واحدة ديمقراطية.
إن كانوا سيرفضون هذا الحل، فليتحملوا ما يترتب على ذلك.. معناها الحرب، ليس هناك إلا الحرب، وفي هذه الحالة يقفل باب المفاوضات ونبدأ في دعم حركة التحرير أو منظمة التحرير الفلسطينية.
طبعا نحن الآن في وضع أسوأ.. أسوأ بكثير من الذي كنا عليه في الماضي.
لما كانت الجزائر تقاتل، كانت التبرعات علناً من المحيط إلى الخليج تذهب إلى الجزائر، ومتطوعون من سوريا..من هنا الدكتور " ابراهيم باخوس " ومعه مجموعة ذهبوا قاتلوا مع جبهة التحرير الجزائرية، ولم يُعتبروا إرهابيين ولم يتم عمل شيء ضد سوريا.
لما كان القتال في ليبيا ضد الإحتلال الإيطالي، كان العرب يدعمون المجاهدين الليبيين من كل مكان، ومعروف أن "عزيز المصري " كان واحدا من الذين قاتلوا ولم يعتبروه إرهابيا، وإستمر يقاتل مع الليبيين.
وكانت التبرعات تأتي للمجاهدين الليبيين من البلاد العربية، حتى إضطروا أن يعملوا أسلاكا شائكة بين ليبيا ومصر لكي لا تأتي الإمدادات.
لما كان القتال في جنوب اليمن، كان المتطوعون وكان السلاح يتدفق على جنوب اليمن، وهاهو أخي " عبد ربه منصور " الذي أعرفه من زمان لما كان عسكريا في جيش الإتحاد.
عام 48، كل العرب قاتلوا.
والآن لا تستطيع أن تقاتل لا في العراق ولا في فلسطين، وتُعتبر إرهابيا، ولا تستطيع أن تدفع ولا قرشا، ولا تستطيع أن تتطوع.
يعني لو قاتل الفلسطينيون الآن، أعتقد أن العرب للأسف يمكن أن لا يتحملون هذه المسؤولية، وهذا السبب جعل التمرد أو الإرهاب ينتشر لأن هناك عجز رسمي، وتوجد قضية لابد من القتال من أجلها.
المواطن العادي في أفغانستان أو في العراق أو في الجزائر أو في ليبيا أو في مصر أو في فلسطين، تخطى النظام الرسمي وأصبح يقاتل.. الذي ينتسب للقاعدة.. والذي ينتسب لأي جماعة مقاتلة.. والذي يفجر.. والذي تمرد.. والذي يتحالف مع الشيطان ضد هذه الأنظمة، وهذا تعبير عن عجز النظام العربي الرسمي لأنه غير قادر أن يدافع عن الوجود العربي.
ونحن العرب لم نحتل أي أحد.. طبعا ظلما أننا أحتللنا الأندلس وطردونا منه وبعدها لم نحتل نحن العرب أي بلد.
نحن الذين بلادنا محتلة.. فلسطين محتلة، والعراق محتلة، وعلى ذكر هذه الإحتلالات.. تقولون الجزر.
ليس من مصلحة العرب أن تكون هناك عداوة بينهم وبين إيران ولا حتى بينهم وبين تركيا ولا كل هذه الأمم.. ليس من مصلحتنا أبداً نحن نستعدي إيران علينا.
وإذا كان هناك مشكل فعلا، نقرر في هذا المؤتمر تحويل القضية إلى محكمة العدل الدولية وهذا هو المكان المناسب لحل إشكال مثل هذا.. نقرر رفع قضية هذه الجزر الإماراتية المتنازع عليها إلى محكمة العدل الدولية وأي حكم تصدره المحكمة يجب أن نقبل به.
مرة تقولون إن هذه أرض عربية ومحتلة.. هذه بلبلة تستغل بهذا الشكل.
سكان الخليج "80" في المائة منهم إيرانيون.. العائلات الحاكمة عربية، والأخرى كلها إيرانية.. الشعب كله إيراني.
هذه ورطة موجودة، كيف ؟.
إيران لا يوجد عندكم منها مفر.. هذا جار وأخ مسلم وليس من مصلحتنا أن تكون إيران عدوتنا ونكون نحن عدوها.
حلّوا هذا المشكل بالطريقة السلمية.
هل راحت هذه الجزر فقط ؟ هي كرامة العرب راحت، ووجود العرب راح، وماضيهم راح، ومستقبلهم راح.. كلها راحت.
وتوجد قضايا أخرى طبعا عاجزون عنها : الصومال عاجزون عن معالجة مشكلته، وجزر القمر الذي ساهمت في معالجة قضيته، هي الدول العربية الإفريقية.. يمكن السودان وليبيا والجزائر وهي الدول التي عندي علم بها، إلى جانب الدول الإفريقية والإتحاد الإفريقي.. هذه هي الدول التي ساهمت في تحرير جزيرة أنجوان.
الصومال، تعالج فيه دولة إفريقية وليست عربية.. أثيوبيا مثلا الآن هي التي تقاتل مع الحكومة الصومالية.
والصومال وجزر القمر، عضوان في الجامعة العربية.
طبعا العراق ليس لنا أي حول ولا قول بشأنه.. فقط نسأل العالم كله ونقول لماذا العراق ؟ ما هو سبب تدمير العراق وغزو العراق وقتل مليون عراقي ؟ وليجاوبنا أصدقاؤنا الأمريكان على هذا السؤال الحائر : لماذا العراق، ماهو السبب ؟!.
هل بن لادن عراقي؟ ليس عراقيا.. هل الذين ضربوا نيويورك، عراقيون ؟ ليسوا عراقيين.. هل الذين ضربوا البنتاغون، عراقيون ؟ ليسوا عراقيين.. هل توجد أسلحة دمار شامل عند العراق ؟ لايوجد عنده.
وحتى لو أن عند العراق أسلحة دمار شامل، هاهي الباكستان عندها قنبلة ذرية.. والهند عندها قنبلة ذرية.. والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا، أليس كلهم عندهم قنابل ذرية ؟ هل سيدمرونهم كلهم ؟ حسنا.. فلندمر كل الدول التي عندها أسلحة دمار شامل.
تأتي قوة أجنبية تحتل دولة عربية وتشنق رئيسها، ونحن نتفرج عليه ونتضاحك !!.
و"أبو عمار" بقي في الأسر كم عاما، ونحن نتفرج عليه ونعقد قمة بدون "أبو عمار"، لماذا لم نقل القمة لا تنعقد إلى أن يخرج "أبو عمار" من الآسر ؟، وأخيرا سمموه وقتلوه، فلماذا لم نذهب لمجلس الأمن ونحقق في مقتل " أبو عمار" ؟!.
ولماذا لم نحقق في شنق "صدام حسين "؟.
كيف يشنق أسير حرب ورئيس دولة عربية عضو في الجامعة العربية ؟.
نحن لا نتكلم عن سياسة "صدام حسين" والخلاف معه، فقد نكون نحن مختلفين سياسيا معه - ومختلفون حتى مع بعضنا.. نحن الآن لا شيء يجمعنا أبدا، إلا هذه القاعة -.
لماذا لايكون هناك تحقيق في مقتل "صدام حسين" ؟ قيادة عربية بالكامل تقتل.. تشنق في المشانق، ونحن نتفرج، لماذا ؟!.
وربما سيأتي عليكم الدور كلكم.
لماذا قاتلت أمريكا مع "صدام حسين" ضد "الخميني"، كان صديقها.. "تشيني" كان صديقا لـ "صدام حسين"، "رامسفيلد" الذي كان وزيرا للدفاع الأمريكي عندما كانوا يدمرون العراق، صديق حميم لـ "صدام حسين" الذي أخيرا باعوه وشنقوه.
حتى أنتم أصدقاء أمريكا - بلاش نقول أنتم -.. نحن أصدقاء أمريكا كلنا، قد توافق أمريكا على شنقنا في يوم ما.
الأخ "عمرو موسى" لديه فكرة متحمس لها وبرنامج ذكره في تقريره، أن العرب من حقهم أن يستخدموا الذرة للأغراض السلمية.. يجب أن يكون البرنامج عربيا نوويا، هذا من حقهم، ومن حقهم حتى البرنامج النووي غير ذلك، لكن الله غالب.. لكن من هم العرب الذين تقول إنهم يعملون برنامجا نوويا واحدا ؟ من هم العرب ؟.
نحن من ؟ نحن للأسف الشديد، أعداء لبعضنا.. كلنا نكره بعضنا، ونتخاصم مع بعضنا، ونكيد لبعضنا، ونشمت في بعضنا، ونتآمر على بعضنا.. نحن مخابراتنا تتآمر على بعضنا، ولا تحمي فينا من العدو.. نحن عدو لبعضنا، وعدو العربي صديق للعربي الآخر.
وياليت هذه الشدة وهذه الحدية التي نستخدمها ضد بعضنا، نستخدمها ضد العدو.
أين هو الكيان العربي الذي سيستخدم البرنامج النووي للأغراض السلمية ؟ أين هو ياأخ " عمرو " ؟ لايوجد.. ما تقدر تواجه.. من هو الكيان العربي الذي سيعمل لك ذلك ؟.. يعني مع من ستعمل البرنامج العربي النووي ؟.
نحن العرب لاعملة واحدة، ولا دولة واحدة، ولا مصرفا مركزيا واحدا، ولا تسويقا واحدا، ولا موقفا تفاوضيا واحدا،ولا تصديرا واحدا، ولا إستيرادا واحدا، ولا اقتصادا واحدا.
لايوجد شيء، إلا إسمنا عرب.. ربما دمنا واحد، لغتنا واحدة - طبعا معروف إنها لغة مهددة -، لكن عدا ذلك نحن لا يجمعنا أي شيء.
نحن نجتمع في سوريا بلد عربي، العلاقة بين سوريا وروسيا أو إيران أو تركيا أفضل ألف مرة من العلاقة بين سوريا وبين جيرانها العرب.. العلاقة بين ليبيا وإيطاليا أفضل ألف مرة من العلاقة بين ليبيا ومصر أو تونس جيراننا، هذه حالة العرب.
إذا ستكونون فعلا مخلصين للمواطن العربي.. للمستقبل العربي.. للأجيال العربية، نخلص في ضمائرنا.. لازم نفكر تفكيرا جديا نحلل الواقع الموجود ونفكر تفكيرا جديا يعلو فوق كل المشاكل الموجودة الآن، ونفكر في مستقبل هذه المجموعة في عصر الفضاءات وأين يكون مكانها..
قرروا إتحادا عربيا إفريقيا.. أن العرب الثلث الذي خارج إفريقيا ينضم لإفريقيا، مثلما بشر به البروفسور " عمر كوناري " والذي أوضح لكم هذه الصورة.
ماذا تخسرون أنتم الثلث الذي خارج إفريقيا، إذا إنضممتم لإفريقيا.
عندنا سيناء تجمعنا بآسيا.. قصدي تربط البلد الذي نحن فيه الشام هنا، بإفريقيا، وباب المندب يربط الجزيرة العربية بالقرن الإفريقي، ونستطيع أن نعمل حتى قطار مثل الذي يربط بريطانيا بفرنسا تحت الماء.. يعني نستطيع أن نربط طرفي العرب "الهلال الخصيب والجزيرة العربية " عبر سيناء وعبر باب المندب، بالقارة الإفريقية.
لأن ليس لديكم مستقبل إذا لم تكونوا في فضاء قوي، ولاتوجد أي دولة وطنية تستطيع أن تعيش من الآن فصاعدا ولو كانت ألمانيا، إلا بفضاء كبير يحميها إقتصاديا وأمنيا وعسكريا ومن جميع النواحي.
الدولة الوطنية عصرها إنتهى، وهي تتراجع أمام الفضاءات الكبرى.
لا تطمعوا أن أي دويلة من دويلاتنا هذه ستعيش إلا إذا كانت محمية أمريكية.. محمية روسية.. محمية صينية.. محمية أوروبية.. ممكن، تبقى محمية.. محمية يعني ليست دولة مستقلة.
إذا كنتم تريدون أن تبقوا محميات، تفضلوا إبقوا محميات.
والسلام عليكم. ).
__________________

القاضى الكبير غير متصل   الرد مع إقتباس