عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-03-2008, 02:27 AM   #3
القاضى الكبير
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 501
إفتراضي

أولا – إن أحد التحديات الكبرى أمامنا هو المواجهة التي أدت سياسات مبنية على الشك والكراهية إزاء العالم الإسلامي وإلى قلبه في العالم العربي وهو ما يضع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن ثقافتنا وهويتنا العامة وضرورة الإرتفاع إلى مستوى المسؤولية ومعالجة أسباب الضعف والوهن الذي أصاب مجتمعاتنا وثقافتنا وبحث مبررات الأتهام الموجه إلينا وليس مجرد انكاره
ثانيا – اتصالا بذلك وبنفس القدر من الأهمية يأتي بطء عملية التطوير والتحديث في العالم العربي ، إن تحديات القرن الحادي والعشرين تحديات من نوع جديد، إن هناك عولمة ناشطة للإقتصاد والعلوم والثقافة والتخلف عنها أو محاولة التصدي لها كما تيارات فكرية عاتية في العالم العربي هو من قبيل العيث السياسي الذي يجب أن يتوقف ومن ثم فإن قضايا اصلاح التعليم والتوجه إلى منطق العلم وتطبيقاته وإلى البحث العلمي وابداعاته والتعاون في مواجهة القضايا الجديدة وعلى رأسها تغير المناخ ومشاكل البيئة وتأييد مسيرة الديمقراطية والشفافية واحترام حقوق الإنسان ومكافحة الفساد ومواجهة الفقر وتنمية دور المرأة وتحقيق النهضة الإقتصادية والأجتماعية الشاملة كلها قضايا أساسية تتطلب مسيره اكثر نشاطاً وجدية كما طالبت وتعهدت وثيقة تونس التي أجمعتم على ضرورة تنفيذها بل وعرض تقرير عن حالة التنفيذ على القمة سنويا وهو التقرير المعروض عليكم وفق تقرير الأمين العام
ثالثا – في هذا فأن خلق وتنمية المصلحة المشتركة واستثمار القواسم المشتركة بين المجتمعات العربية دولا وقطاعات اقتصادية وتنموية يعتبر امراً حيوياً و واجب اساسي ولنا في هذا أسوة بباقي التجمعات السياسية والإقتصادية العالمية والإقليمية من الإتحاد الأوربي إلى الإتحاد الأفريقي وغيرها ، إن التنمية الوطنية مطلوبة ولكنها وحدها لن تستطيع الإبحار في محيط العولمة الذي يتطلب تجمعات اقتصادية أقوى على مواجهة تياراته العاتية والسباحة في مياهه الهادرة وعليه فإن القمة الأقتصادية الإجتماعية والتنموية المقرر لها الإنعقاد في الكويت في الأيام الأولى من العام 2009 يجب أن تشكل منطلقاً جديداً لتحقيق المصالح العربية في عصر العولمة وخصوصا الإتفاق على الإنتقال من منطقة التجارة الحرة إلى الإتحاد الجمركي إلى السوق المشتركة بحلول عام 2020 كتاريخ مستهدف
رابعا - ويتصل بالمصلحة العربية وتنميتها وصيانتها ضرورة التوقف عند العلاقات العربية العربية التي مثالا لما لا يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول خاصة عندما تصر على القول بأنها دول شقيقة ، إن الشعوب العربية تتوق إلى الإستقرار إلى الأمن وإلى الأمان تتوق إلى التواصل فيما بنها وترفض أن تعاني بسبب سوء العلاقات الرسمية
إن شعوب الوطن العربي لا تؤيد أبداً أن تستشري الخلافات بين الدول لتصبح نمطاً ، هذا امر هو الآخر يجب أن يتوقف ، إن مصلحة الوطن العربي الجماعية وامنه المشترك يجب أن يتمتع بأولوية حقيقية هذا إذا كان لهذا التكتل أي التجمع العربي أي الجامعه العربية أن تستمر وتزدهر
خامسا – إن الأمن الإقليمي مهدد ومعه الأمن العربي ولا يجب أن نتسامح أو أن ندير ظهورنا لمشاكل كبرى تمس الكيان العربي ذاته دون وقفة أو وقفات حاسمة تنبني على مواقف إيجابية تحفظ المصالح العربية وتحقق السلام والأستقرار في المنطقة كلها إن المواقف القوية لا يمكن أن تضر طالما كانت رصينة عاقلة والحفاظ على مصالحنا لا يصح أن يكون محل نقاش أو تردد وهنا أعطي مثال بما يتم على مسار الصراع العربي الإسرائيلي فقد قبلنا الطرح الأمريكي بعقد مؤتمر يطلق عملية سلام جديدة وجرت تفاهمات بشأنه وانعقد مؤتمر أنابوليس واليوم لم نرة نتيجة تذكر او حركة تطمئن فالمفاوضات تراوح مكانها بالمعنى الصحيح للكلمة والوضع بالنسبة لإخواننا في الأراضي المحتله غاية في السوء والأخطر بكل المقاييس هو استمرار سياسة الإستيطان الذي يقوم بالفعل بتغيير منتظم للتركيبة السكانية ، كيف يمكن أن يسكت على ذلك ؟ كيف يمكن لأن نسمح بإعطاء الأنطباع الكاذب لأفاق تقدم لا يحدث أو بالتقاط فتات لايغني أو بالتعامل مع مناورات تهدف فقط إلى فتح الطريق لتطبيع مجاني ينتفع منه طرف دون أن يقدم أي دليل واحد على وجود إرادة السلام لديه
إن موقفاً حاسمنا من جانبنا في هذا الإطارلايمكن أن يلومنا عليه أحد وبالقطع لن يلومنا عليه التاريخ لأننا طلاب سلام وقد عرضنا السلام على إسرائيل فماذ كانت النتيجة ؟ لاشيء، ثم قالوا ان المطلوب الإعتدال والإنشغال بالسلام فذهب الحميع والجامعة العربية معهم إلى أنابوليس ، ماذا كانت النتيجة وعلى الأقل حتى الآن ؟ لاشيء ، والإرهاصات غير مطمئنه ، إذاً هل نفهم من ذلك أن عرض السلام العربي غير مقبول وأن الإعتدال لايفيد ، هذا احتمال قائم وحسن السياسة وحسن ادارة الأمور تقتضي الاستعداد والإعداد لتشكيل موقف جماعي إزاءه باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية حقوق وضمير بل وأمن أقليمي شامل ويهمني وأنا أتحدث عن هذه المشكلة الرئيسية أي السلام مع اسرائيل أن أقول أن اجتماع دولي لتقييم المور بعد أنابوليس وبعد مضي فترة معقولة على انعقاده يكون مهماً بل ضرورياً حتى لاتضيع الأمور في متاهات الدعاية الكاذبة و المناورات المزورة لهذا رحبت الدبلوماسية العربية بعرض روسيا الدعوة إلى مؤتمر يعقد في موسكو في الربيع القادم خاصة ان تفاهمات أنابوليس أكدت الدعم الدولي لإنهاء احتلال الجولان السوري وشبعا اللبنانية إضافة إلى الأرض الفلسطينية
وفي كل الأحوال فإن اجتماعاً عربياً على مستوى وزراء الخارجية في منتصف عام 2008 لنقرر في ضوء الوضع أنذاك في أي اتجاه نتحرك ، إذا كان هناك تقدم حقيقي يتوجب علينا أن ندعمه وأن نتحرك إلى الأمام أما إذا كان الوضع سوف يراوح مكانه كالمعتاد فعلينا أن نتخذ القرارات التي تناسب الموقف ، وربما تكون قرارات مؤلمة كما يقولون إلا أن الخيارات السياسية و إن كانت ليست بالكثيرة فهي ليست بالتأكيد منعدمه وفي هذا فإننا ننتظر لنرى ماذا يتحقق في الأسابيع القادمه في ضوء الوعد الذي قطعه الرئيس بوش بشأن قيام الدولة الفلسطينية الحرة و الفاعله قبل نهاية عام 2008 على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967 ولكننا مع الأسف نرى الوقت يمضي دون أي دلائل تنير الطريق نحو هذا الهدف الكبير بخاصة في ظل سياسة الإستيطان التي تقوض وعد الرئيس بوش وتدق صفارات الإنذار لنا جميعاً
سادساً – هنا يأتي الموقف الفلسطيني الذي انقسم فزاد الأمور ضعفاً كما زادها تعقيداً كما أود أن أعرب عن الدعم و التقدير للجهود اليمنية وللرئيس علي عبدالله صالح شخصياً بصدد محاولة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية تأكيداً لوحدة الوطن الفلسطيني أرضاً وشعباً وسلطة واحدة
إن انقسام الوضع الفلسطيني يجب أن ينتهي وقد وصلنا إلى المنعطف الذي يجدر بنا فيه ان نضع المبادرة اليمنية والتأييد العربي لها موضع التنفيذ وكذلك تنشيط الحوار الذي دعت إليه
سابعا- لا يمكن لنا التحدث عن مشاكل الأمن الإقليمي وعن الأمن العربي بمعزل عن الجهود المبذوله لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وهو أمر تعاملت معه قراراتكم المتكررة حيث تشير التطورات على الساحة الدولية إلى تراجع في التأييد لهذه الجهود أصاب محافل نزع السلاح الرئيسية سواء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو مؤتمرات مراجعة معاهدة منع الإنتشار مما انعكس سلبياً على المصالح العربية الأمر الذي يتطلب مواقف عربية متطورة توقف نزيف هذا التراجع كما تتطلب وقفة حازمة ما دامت اسرائيل ترفض الإنضمام إلى أي من معاهدات منع الأنتشار ولقد بدأت جهداً منظماً لإعادة بناء الموقف العربي في هذه المسألة حفاظاً على المصالح الأمنية الجماعية وعلى الأستقرار في منطقة الشرق الأوسط وبغية ترك باب الحوار مفتوحاً مع القوى الدولية المعنية إذا كانت مستعددة لأن تتخذ إزاء هذا الوضع مواقف إيجابية .
------------------------------------------------- يتبع -----------------------------------
__________________

القاضى الكبير غير متصل   الرد مع إقتباس