عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2008, 06:59 PM   #1
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي قيام الليل.. باب الاستقامة

في هذا الزمن الذي اقشعرت الأرض فيه، وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة، ذهبت البركات، وقلت الخيرات، وشكا الكرام الكابتون إلى ربهم من كثرة الفواحش، قل الصالحون فلا تجدهم، وتكالب الأعداء على الموحدين. أصبحت القلوب قاسية، والأعين جامدة، طال الأمد على الكثير حتى على الملتزمين فأصبحوا لا يجدون للطاعة حلاوة، وأصبحت الحياة مليئة بالملل!!
وسط كل هذا ومع رغبة في العلاج، مع شوق للمغفرة، وطمع في الرحمة، ولهفة للجنة، وأمل في طرد الغفلة، وظمأ للنصر على الكفرة، أدلك إن شاء الله على باب الاستقامة بعد التوحيد.. إنه قيام الليل.. يحل لك كل هذا ولا تعجب.
فألزم ساقيك في الليل المحراب، فإنه للاستقامة باب!
قيام الليل شريعة ربانية. سنة نبوية. خصلة حميدة سلفية. مدرسة تربوية. دموع وعبرات قلبية. وآهات وزفرات شجية. خلوة برب البرية. روضة ندية. سعادة روحية. قوة جسمانية. تعل فوز بالجنان العلية.
والله لا يعلم لذة قيام الليل ولا قدره إلا أهله، ومساكين أهل الغفلة عن قيام الليل هم وأهل الدنيا في واد، والقائمون الليل في واد. ولسوف يعلمون من الفائز يوم التناد! وأين هي اللذة الحقيقية!!
فهيا يا أخي الحبيب نطوف معًا في هذه الروضة..
أولا: من ثمرات قيام الليل وفوائده:
1- قيام الليل والتسبيح فيه يورث العبد الرضا: قال تعالى: فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى {طه: 130}.
2- قيام الليل سبب للفهم عن الله والتوفيق: قال تعالى: إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا {المزمل:6}، أي أن قيام الليل أبلغ في الحفظ وأثبت في الخير وعبادة الليل أشد نشاطًا وأتم إخلاصًا وأكثر بركة.
3- قيام الليل يطرد الغفلة: ففي الحديث الصحيح: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين". {رواه أبو داود وابن حبان}. والقنطار ألف ومائتا أوقية- والأوقية خير مما بين السماء والأرض.
قال يحيى بن معاذ: "دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين".
4، 5، 6، 7، 8- قيام الليل دأب الصالحين وقربى إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد. ففي الحديث الصحيح: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد". {صحيح. رواه أحمد والترمذي والحاكم وغيرهم}.
قال ابن الحاج: "وفي القيام من الفوائد أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة، وينور القبر، ويحسن الوجه، وينشط البدن".
9- قيام الليل شرف المؤمن: ففي الحديث الحسن: "واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل". {الحديث حسن. السلسلة الصحيحة (831)}.
10- قيام الليل يجعل المتهجد طيب النفس: ففي الحديث الصحيح: "فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس". {جزء من حديث رواه البخاري ومسلم}.
11- المتهجدون خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره: قال تعالى: وجوه يومئذ مسفرة. ضاحكة مستبشرة {عبس:38،39}، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من قيام الليل".
وقيل للحسن البصري: ما بالُ المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: إن الرجل لَيُصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورًا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط. فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل.
12- قيام الليل سبب لإجابة الدعاء: ففي صحيح البخاري، من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: "اللهم اغفر لي" أو دعا استُجيب له.
13- قيامُ الليل من موجبات الرحمة: قال تعالى: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه } {الزمر: 9}، وفي الحديث الصحيح "رحِمَ الله رجلا قام من الليل وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورَحِم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء".
14- وفي الحديث الحسن "الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ويسألني. ما سألني عبدي فهو له.
15- التهجد سبب لحسن الخاتمة: فانظر إلى المتهجدين كيف ماتوا؟ نعم من صَفَى صُفي له، وإنما يُكال للعبد كما كال.. من نصب قدميه في محرابه باكيًا متضرعًا في سواد الليل، كانت له الخاتمة الطيبة، فانظر إلى تهجد سالم مولى أبي حذيفة وثابت بن قيس كيف استُشهد؟ وعبد الله ذي البجادين المتهجد الأواه وحسن خاتمته حتى قال ابن مسعود أمام قبره: يا ليتني كنت صاحب القبر.
16- قيام الليل يهون من طول القيام في عرصات القيامة: قال ابن عباس: من أحب أن يهون الله عليه طول الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس