عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-03-2008, 02:34 PM   #2
عباس رحيم
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: المملكة العربية السعودية - ينبع الصناعية ص ب : 30449
المشاركات: 143
إفتراضي

الدين المعاملة أيها الداعية:
1- تعامل مع الناس في الدعوة إلى الله بالمنهج الذي أمر به قدوتك وحبيبك سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )) آل عمران159 .
2- تعامل مع الناس بالرفق واللين فهم أفضل من اليهود فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك فقال: وعليكم فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش قالت: أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال: أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في )) رواه البخاري وفي رواية لمسلم (( قال صلى الله عليه وسلم: لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش )) فتأمل رعاك الله كيف أمرت عائشة أم المؤمنين بالرفق مع اليهود أليس إخوانك المسلمين من باب أولى .
3- تعامل مع ما أصابك من الجهلة في الدعوة إلى الله بالصبر والاحتساب فقد قال تعالى: (( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )) لقمان17
4- التعامل مع الناس على أنهم فساق وضالين قد يؤل بك إلى ما هو أسوء من حالهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم )) رواه مسلم .
5- تعامل مع العصاة بتنمية الجانب الإيجابي فيهم أكثر من حرصك على إظهار الجانب السلبي فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( أن رجلا اسمه عبد الله يلقب حمارا كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فو الله ما علمت أنه يحب الله ورسوله )) رواه البخاري . تأمل كثراً في رد الرد سول صلى الله عليه وسلم على من لعن هذا الصحابي رضي الله عنه الذي يقام عليه الحد أرجوك تأمل جيداً في هذه الرواية فإن فيها دروس عظيمة لنا معشر الدعاة وطلبة العلم .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فائدة مهمة جدا:
يظن كثير من الناس أن قولهم (( الدين المعاملة )) حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح أنه من كلام بعض العلماء ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً لا في صحيح ولا حتى ضعيف كما نص على ذلك عدد من علماء المسلمين ومنهم العلامة الألباني وابن باز رحمهما الله تعالى .


فائدة ثانية مهمة:
أن بعض الناس إذا نصح بالاستقامة على دين الله في هيئته وعبادته قال الدين المعاملة وهذا فهم خاطئ لأنه لن يصلح تعاملك مع الناس ومن حولك إلا إذا صلحت نفسك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )) متفق عليه .
أعلم رحمك الله تعالى لن يصلح تعاملك مع الناس حتى يصلح ظاهرك ولن يصلح ظاهرك حتى يصلح باطنك فلا يلبس عليك الشيطان بهذه العبارة (( الدين المعاملة )) التي ليست قرآناً ولا حديثاً فيجعلك تترك الواجبات وترتكب المحرمات وهي كلمة حق إذا أقمت الدين أولاً في نفسك ثم بعد ذلك مع الناس .

والله أعلم


اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبكم في الله
د . عباس رحيم
__________________


abbasraheem200@msn.com
عباس رحيم غير متصل   الرد مع إقتباس