بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد:
فلا أجد ما أضيفه فقد شبعنا قولاً ، لكن عن ّ لي أكثر من خاطر في هذه القضية :
* للأسف وقبل حدوث هذه الرسوم الدنيئة حدث ما هو مواز ٍ لذلك وهو اعتداء الأميريكان في جوانتنامو على المصاحف وكان هذا عام 2005 في شهر 6 منه أو قبل ذلك بشيء يسير.لم يتجرأ مسؤل على سحب سفيره من أميريكا . الأميريكان والدانمارك وجهان لعملة واحدة وهي الصليبية .
*أتفق مع كل المدلين بدلائهم في قضية الدانمارك وأقول : هل تم تدريس هذه الحادثة في مناهج التعليم ؟ للأسف كلا . وموقف كذلك حين لا يكون شيئًا في المنهج الدراسي بينما تكون إنجازات أبطال الرياضة لها مكان متسع في المنهج الدراسي .. فهذا أول الدلائل على الانهيار. في تصوري الشخصي أنه يجب أن يُخصص يوم عالمي لإعادة تذكير الناس بهذا الحدث المروع.
* في دولة كمصر يتكرم الفقر عليها ببعض ما عنده لا يكون مدعاة للفخر مقاطعة هذه السلع لأنها تقريبًا منقرضة ، أما في السعودية والجزيرة العربية بوجه عام فأرى والله أعلم أنه لابد أن تتشكل لجان للمقاطعة وتكون لها فعاليات أسبوعية في المدارس والجامعات وحبذا لو أنها بالتنسيق مع بعض المخلصين من المساعدين في اتخاذ القرار السياسي.
*وكما يجتمع المسلمون علماء ومشايخ لدراسة القضية من جانبها السياسي والديني فلابد أن يكون المدخل في معالجة المشكلة هو فريق العمل المتكامل بمعنى أن يشارك رجال ُ الأعمال المشايخ َ والعلماء َ من أجل عمل بديل قدر المستطاع عن هذه السلع . نعم في البداية سيكون المنتج هزيلاً لأن الأيدي العربية اعتادت التصفيق ولم تعتد الصناعة لكن فيما بعد - وبحكم الإمكانات الهائلة للمستثمرين العرب- بإذن الله يتحسن الإنتاج ونقول : إليكم البديل العربي الإسلامي رأسًا برأس .
* المقاطعة وهي أمر لا خلاف فيه لا تبحث عن بدائل إلا الوطنية(التعبانة) .لا أتصور أن البدائل غير الوطنية ستكون أحسن منها كثيرًا بمعنى أن المنتج البديل غير الوطني قد يكون لدولة ضالعة في الحرب على العراق ! أو لدولة ساهمت هي الأخرى في رسم الصور الوسخة الدنيئة فنكون قد أخذنا الماء من بحر وألقينا به في بحر آخر.
* بشكل رمزي وكاريكاتوري يَحسُن بنا أن نسمي أحذيتنا والنعال وما شابهها من الدنايا باسم الدانمارك ورؤسائها والعاملين على رسم هذه الرسوم .
*لا
بد للمناهج أن تغرس قيمة التقشف وترشيد النمط الاستهلاكي وتؤكد على حدث هام وهو مقاطعة الكفار للمسلمين وكيف استطاع المسلمون بفضل الله تعالى التغلب على ذلك . إن دراسة قصص الصحابة كأبي هريرة رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه ليست للترف وإنما لنعرف كيف استطاعت الإرادة الصادقة بإذن الله التغلب على جميع العوائق المادية لا سيما وأن سلع المقاطعة ليست خبزًا ولا قمحًا ولا شعيرًا ولا أرزًا ولا زيتًا ولا جبنًا ولا مكرونة ولا لحمًا وإنما هي سلع كمالية(شكولاتة- مستحضرات تجميل- إكسسوارات..إلخ).
هذا ما أراه مناسبًا وأسأل الله لنا ولكم وللجميع الهداية والسداد إنه سميع مجيب الدعاء.