01-03-2008, 01:53 AM
|
#8
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
إقتباس:
|
المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي
أخي الحبيب / ماهر
الكنية إحدى السنن المنسية اليوم
فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم :
يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اكتني بابنك عبد الله ـ يعني ابن الزبير ـ أنت أم عبد الله "
فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت و لم تلد قط
قال الإمام الألباني رحمه الله في " الصحيحة" 1 / 205 معلقاً على هذا الحديث :
[ ... أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 151 ) ... و هذا سند صحيح
و في الحديث مشروعية التكني و لو لم يكن له ولد .
و هذا أدب إسلامي ليس له نظير عند الأمم الأخرى فيما أعلم فعلى المسلمين أن يتمسكوا به رجالا و نساء و يدعوا ما تسرب إليهم من عادات الأعاجم كـ ( البيك ) و ( الأفندي ) و ( الباشا ) و نحو ذلك كـ ( المسيو ) أو ( السيد ) و ( السيدة ) و ( الآنسة ) إذ كل ذلك دخيل في الإسلام
و قد نص فقهاء الحنفية على كراهة ( الأفندي ) لما فيه من التزكية كما في حاشية ابن عابدين .
و السيد إنما يطلق على من كان له نوع ولاية و رياسة و في ذلك جاء حديث " قوموا إلى سيدكم " و لا يطلق على كل أحد ، لأنه من باب التزكية أيضا ] .
فعائشة هي التي طلبت أن تُكنى ! مع أنه ليس لها ولد ...!
فهي سنة وأدب إسلامي ليس عند غير المسلمين مثلهُ كما قال الإمام الألباني ...
وأيضاً يُسن للصغير أن يُكنى و إن كان غير متزوجاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للفتى : { يا أبا عمير ما فعل النغير }
راوه البخاري في باب [ الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل ] وهذا الحديث فيه فوائد عظيمة وجليلة ... هذه واحدة منها !
إستحباب الكُنية وإن لم يكن لصاحبها ولد ...
وقد جاء في الكنى ما يلي :
أصل الكنية
قال ابن الأثير : بلغني أن سبب الكنى في العرب كان :
أن ملكا من ملوكهم الاول ولد له ولد توسّم فيه أمارات النجابة فشغف به ، فلما نشأ وترعرع
وصلح لان يؤدَّب أدب الملوك ، أحب أن يفرد له موضعا بعيدا من العمارة يكون فيه مقيما يتخلق أخلاق مؤدّبيه ، ولا يعاشرمن يضيع عليه بعض زمانه ، فبنى له في البرية منزلا ونقله إليه ورتب له من يؤدبه بأنواع الآداب العلمية والملكية ، وأقام له ما يحتاج من أمر دنياه
ثم أضاف إليه من هو من أقرانه وأضرابه من أولاد بني عمه وامرائه ليواسوه ويتأدبو
ا بآدابه بموافقتهم له عليه .
وكان الملك على رأس كل سنة يمضي إلى ولده ، ويستصحب معه من أصحابه من له عند ولده ولد ، ليبصروا أولادهم ، فكانوا معه إذا وصلوا إليهم سأل ابن الملك عن أولئك الذين جاءوا مع أبيه ليعرفهم بأعيانهم ، فيقال له : « هذا أبوفلان ، وهذا أبوفلان » يعنون آباء الصبيان الذين هم عنده فكان يعرفهم بإضافتهم إلى أبنائهم
فمن هنالك ظهرت الكنى في العرب ، ثم انتشرت حتى صاروا يكنون كل إنسان باسم ابنه .
ويقال قد يكون أصل استعمال الكنية عند العرب لاخفاء أسمائهم ، لانهم كانوا امة قبلية تعيش
حالات الحروب والغارات ، فربّما اتخذوا الكنى ـ في بداياتها ـ ليخفوا وراءها شخصياتهم المعروفة ـ عادة ـ بالاسماء ، ثم تبلورت إلى أداة معبرة عن الاشخاص ، وتميزت بخصوصيات اخرى .
ويؤيد هذا الاحتمال : أن اللغويين فسروا الكنية بالستر ، كما سيجيء .
حقيقة الكنية :
قال الجرجاني : الكنية : ما صدر بأب أو ام أو ابن أو بنت .
وقال الشيخ الرضي : الكنية هي : الاب ، أو الام ، أو الابن ، أو البنت ، مضافات
نحو : أبوعمرو ، وام كلثوم ، وابن آوى ، وبنت وردان
وقال ابن الأثير : لما كان أصل الكنية أن تكون بالاولاد ، تعين أن تكون بالذين ولدوهم
كأبي الحسن ، في كنية علي بن أبي طالب عليه السلام .
فمن لم يكن له ابن ، وكان له بنت ، كنوه بها .
ومن لم يكن له ابن ولا بنت ، كنوه بأقرب الناس إليه كأخ واخت وعم وعمة وخال وخالة .
وجروا في كنى النساء بالامهات هذا المجرى في الكنى بالاولاد .
وقد يكنى في الصغر تفاؤلا لان يعيش حتى يصير له ولد اسمه ذاك .
أهداف الكنى :
قال الاهدل : والمقتضي للتكنية امور :
الأول : الاخبار عن نفس كأبي طالب ، كني بابنه طالب ، وهذا هو الأغلب.
الثاني : التفاؤل والرجاء ، كأبي الفضل : لمن يرجو ولدا جامعا للفضائل .
ومن فوائد الكنية وأغراض وضعها :
هو التمييز بين الاشخاص بتعيين أحدهم بكنيته ، بالدلالة عليه .
قال ابن قتيبة : الكناية أنواع ، ولها مواضع . . . فمنها : أن تكني عن اسم الرجل بالابوة لتزيد من الدلالة عليه إذا أنت راسلته أو كتبت إليه ، إذ كانت الاسماء قد تتفق
.
وتتضح هذه الفائدة لو كانت الاسماء المتفقة لعدة من الاخوة ، حيث تتفق هناك أسماء الآباء
والاجدأد ـ أيضا ـ فتكون الحاجة إلى تمييز كل واحد ، والدلالة عليه بما يخصه ، أظهر .
الكنية للتكريم
قال ابن قتيبة : أن تكني عن اسم الرجل بالابوة .. لانها تدل على الحنكة وتخبر عن الاكتهال
وقال ابن الأثير : إنما جيء بالكنية لاحترام المكنى بها وإكرامه . .
وهذا مختص بالانسان دون غيره ، وهو الاصل .
يظهر من الجمع بين الكلمات : أن في الكنية أكثرمن جهة تدل على التكريم :
1 ـ عدم ذكر الاسم .
2 ـ الاخبار عن الاكتهال ، فيما لو كانت الكنية بالابوة .
3 ـ النسبة إلى الآباء ، فيما لو كانت الكنية بالبنوة .
تحياتي

|
بصراحة لم أجد ما أضيفه لردك الجميل و الوافي هذا أخي الحبيب
بارك الله فيك و جزاك كل خير
شكراااااااااااااااااا
__________________
|
|
|