عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-02-2008, 03:16 AM   #23
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

عماد مغنية: زواج السياسة بالدين

علي سعد الموسى

يثبت عماد مغنية أن فاصلنا الهلامي ما بين الإرهابي وبين الشهيد أقل من المسافة ما بين طرفي ذات اللسان، بل إن المفردتين قد تصبحان مع الزمن مرادفتين رماديتين لوصفة واحدة.
عماد مغنية هو زواج المصلحة السياسية بين طرفي نقيض: بين حزب الله الأصولي وبين أدلجة البعث المفرطة في علمانيتها الجهرية باستعداء أي أدبيات للخطاب الديني.
عماد مغنية هو بالضبط زواج المصلحة السياسية.
شهيد وبطل في ضاحية بيروت مثلما هو بالضبط في "المعلن" من دمشق.
شهيد لأنه خدم المصلحة، فالبعث الذي أسبغ على وفاته مفردة القداسة الدينية هو ذات البعث العربي الاشتراكي الذي يحارب حركة الإخوان المسلمين في سوريا ويزج في سجونه اليوم من أعضائها أكثر من ثلثي القوة المعارضة السورية.
عماد مغنية هو بالضبط دلالة وإشارة إلى استخدام الدين من أجل المصلحة السياسية.
حزب البعث الاشتراكي الذي قمع حركة الإخوان في حلب وحماة في الثمانينات، هو ذات البعث الذي يحتضن قطب الإخوان الفلسطيني خالد مشعل ونائبه أبو مرزوق.
المصلحة تبرر السياسة، فخالد مشعل وعماد مغنية يبرهنان على أن ذات السياسة قد تقبل رموز ذات المدرسة، إخوانية كانت، أم أصولية شيعية بشرط وحيد: أن تكون الأدبيات والخطب من دمشق بينما الفعل، تفجيرا أو تكفيراً في الخارج. في مثل هذه الحالات، وفي عالمنا العربي فقط، يتحول الشهيد والإرهابي إلى وجهين لذات العملة.
عماد مغنية هو من اختطف طائرة كويتية وقتل راكبين وهو المطلوب أيضاً في تفجيرات الخبر واضطرابات الحج في مكة وهنا الوجه الإرهابي الذي لم يتبرأ منه، بل أعلن عنه مسؤوليته التي تبرهن أنه قتل بيديه من العرب أضعاف ما كان صفراً مكعباً من العدد المعلن.
مات عماد مغنية، ومثلما كان لغزا للنقيض بين وصفين، مثلما كان موته بمثل ما يستحق: دم ضائع بين القبائل حتى إن الشكوك الأقرب للظنون تشير إلى مقتله على يد أكثر الجدران أمناً إليه. عماد مغنية كان بكل جدارة دلالة زواج الدين بالمصلحة السياسية، ولأن الأخيرة تتغير بحسب الميكافيلية الواضحة، فربما انتهت مهمته وذبلت ورقته.
كان لا بد من اللعب على أوراق أخرى ولهذا سقط عليه الجدار.
لا يوجد في السياسة جدار آمن ثابت.
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس