عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-02-2008, 01:31 PM   #23
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

ما الذي يجب أن تشربه؟

يقول مؤلف الكتاب في بداية حديثه هنا: من بين الأسئلة التي أطرحها دائما على مرضاي للتعرف على تاريخ نمطهم وعاداتهم الغذائية: " هل تشرب الماء؟" وتأتي الإجابة من معظم الأشخاص " ليس بقدر ما ينبغي" .. مما دفعني الكتابة باختصار حول تلك الظاهرة، خصوصا لأولئك الأشخاص الذين يجب عليهم إدراك أهمية شرب الماء ..

يمكن القول بأنه من بين الأنشطة الأساسية لنظم الترشيح الذاتية للجسم هو ترشيح الدم، وهو العمل الذي تقوم به الكلى في المقام الأول بقليل من المساعدة من آلية (العَرَقْ). إن الكلى تُعَد بمثابة مشرحات معقدة وسحرية عالية الكفاءة، تتوارى أمامها في خجل كل أدوات الاستفزاز المستخدمة في علاج مرضى الفشل الكلوي. ويعتبر القلب والدم والكلى وحدة وظيفية واحدة تعمل بشكل دائم على تنقية وتنظيف نفسها مع طرد كل المخلفات السامة الناجمة عن التمثيل الغذائي، والفضلات الناجمة عن تكسر المواد الضارة التي تقتحم أجسادنا بشكل أو بآخر. إن نظام التنقية هذا يمكن أن يعمل بكفاءة فقط إن كان حجم الماء المتدفق كافيا للتخلص من الفضلات. إن الجفاف هو أكبر تهديد لعملية تنقية الدم. وهو أكثر الضغوط التي تكبل الكلى ..

هناك أشخاص يحتاجون الماء أكثر من غيرهم، كالذين يعانون من السخونة أو العدوى أو الإسهال أو مشاكل الجهاز البولي (المثانة والبروستاتا) أو من يعانون من الربو أو الذين يتعاطون العقاقير، أو أي شخص يبذل جهدا بدنيا قاسيا، كما أن الجو الحار الجاف يزيد الحاجة للماء .. وهؤلاء لو تقاعسوا عن إمداد أجسامهم بالماء فإنهم سيعانون من مشاكل وأمراض مستقبلية لا محالة ..

ما هي الكمية الواجبة من شرب الماء .. وهل هناك بدائل؟

باختصار شديد جدا، على الشخص تناول ما يعادل 8 أكواب ماء يوميا أي حوالي لترين. إن كارهي الماء (أو من لم ينجذبوا لشربه) سيرون أن هذه الكمية كبيرة وستجعلهم يشعرون بانتفاخ في بطونهم وغير ذلك من المبررات الأخرى. ويتوهم البعض أن بدائل الماء من السوائل ممكن أن تعوض شرب الماء!

فإن كان البديل (لبنا أو حليبا) فإن احتواءه على البروتين سيزيد من الضغوط والإجهاد على الكلى .. وإن كان مشروبات كحولية فهي مشروبات مدرة للبول وستزيد الحاجة للماء (فلا يمكن الاستغناء عن الماء ) .. كما أن الشاي والقهوة والمشروبات المحتوية على (الكافيين) ستكون من مهيجات الجهاز البولي ومستنزفة للمحتوى المائي في الجسم .. ويمكن القول عن عصائر الفاكهة التي تحتوي كمية من السكريات التي تربك المحتوى المائي ووسطه داخل الجسم، فالمبالغة بها وإحلالها محل الماء لا يخلو من أضرار بالغة ..

يمكن تناول ستة أكواب من الماء قبل أو مع أو بعد الأكل وتعويض الكوبين الآخرين بشاي مثلج أو ساخن خال من (الكافيين) .. ويمكن الاحتفاظ بزجاجة الماء بالسيارة أو المكتب، وأخذ دفعات قليلة لمن لا يرغبون بشرب الماء .

مؤشرات نقص الماء بالجسم

لا ينزعج الشخص من اعتبار عدد مرات (التبول) بأنها مصدر مرضي.. لا .. بل تدلل على أن كفاءة أجهزة التنقية بالجسم جيدة .. كذلك فإن كان لون البول فاتحا فإن ذلك يدلل على أن الجسم قد أخذ احتياجاته الكافية من الماء، بعكس البول القليل وداكن اللون، فهو مؤشر على قلة تناول الجسم للماء ..

هل في الماء خطورة؟

كانت مصادر المياه (البرك والبحيرات و صنابير المياه والأنهار والجداول) من أكثر مصادر نقل الأمراض للبشر، ولا زالت تشكل تلك الخطورة في كثير من بلدان العالم (غير المتطور!) .. كما أن نسب التلوث القادمة من المجاري الصحية وتسريب مخلفات المصانع والمزارع الى مجاري الأنهر وطبقات التربة والصخور المخزنة للموجودات المائية، ليس من السهل السيطرة عليها تماما ..

طرق تنقية المياه والثقة بها

تسترخص الكثير من الحكومات طرق تنقية المياه فتستخدم (الكلور) في كثير من البلدان، والمعروف أن (الكلور) في حالته الغازية من أخطر الغازات التي تفرز منتجات ثانوية يطلق عليها اسم (تراي هالوميثان) أو THMs والمعروفة بتسبيبها للسرطان .. إضافة أن طعم الكلور في الماء يغير من نكهته المحببة. لذا فإن التحول الى (الأوزون) أحد أشكال الأكسجين النشط يطهر ويعقم الماء وينكسر الأوزون الى أكسجين ولا يترك طعما في الماء، وكلفته أقل من الكلور، ولكن يحتاج تجديدا لنظم التنقية ..

المياه المعبئة في عبوات

بادئ ذي بدء، الماء المعبأ يكون باهض الثمن ولا يستطيع عموم المواطنين شراؤه .. كما أنه لا يوجد ما يوحي بسلامة تلك المياه، فهي مياه صنبور بعد أن تعرضت لقليل من التنقية، وأن مذاق عبوة (البلاستيك) سيتداخل مع مذاق الماء الأصلي .. في جميع الأحوال إن الماء المباع والذي لا يفصح من ينتجه عن مكان إنتاجه، لا يكون مكانا مصدرا للثقة .. كما أن الماء المعالج بالكلور أو ما يحتوي منه أو من الصوديوم على أي أيونات لن يكون ماء يتفوق على غيره ..

كما أنه يجب مراعاة أن أنابيب المياه الناقلة للماء والمصنوعة من الرصاص تكون سامة للأجنة وتضر بالأجهزة العصبية وتقلل الذكاء .. إن وجود 10 أجزاء من مليون من الرصاص في الماء ستشكل خطرا على الجسم .. ولتلافي أثر الرصاص .. دع الماء يجري 3 ـ 5 دقائق من الصنبور قبل استخدامه للشرب أو الطبخ .. وتجنب استخدام الماء الحار الآتي من تلك الصنابير لأنه يلتقط الشوائب المعدنية أكثر من البارد ..

أفضل الطرق المنزلية لتنقية الماء

هناك عدة طرق ممكن تنقية الماء من خلالها في المنازل.. منها التقطير وهي طريقة مأمونة لكنها مكلفة (بالوقود) وتترك نكهة غير مرغوبة على الماء .. وهناك فلاتر (الكربون) وهي الأكثر جودة .. وممكن استخدام الكبير منها للبيت كله حتى (الدش) .. لا تضحك .. فأبخرة المعادن الصادرة من ثقوب الدش كفيلة بأن تسبب أضرارا لا تقل أهمية عن تلك الناجمة من ماء الشرب ..

لا تتضايقوا .. فالحضارة لها ثمن!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل