جون ماكين .. حلم الرئاسة مرة أخرى
ربما يعد السيناتور (جون ماكين) نموذجا للقيادة ذات الخبرة السياسية، حيث سبق له أن ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2000 بيد أن السباق الرئاسي عام 2008 يشهد منافسة شديدة، ليس فقط بين الحزبين الكبيرين : الديمقراطي والجمهوري، وإنما أيضا بين مرشحي كلا الحزبين على حد سواء، وهو ما يفرض قدرا كبيرا من المناورة السياسية لدى جميع المرشحين من أجل الفوز بالمقعد الرئاسي.
الخلفية السياسية
ينتمي (جون ماكين) الى أسرة منخرطة في الشأن العسكري، فقد كان والده وجده ضابطان في البحرية الأمريكية. وقد التحق جون ماكين (مواليد 1936) بالأكاديمية البحرية في الولايات المتحدة في (أنابوليس) في ولاية (ميرلاند) وتخرج منها عام 1958 كضابط طيار في سلاح البحرية الأمريكية، وجاءت حرب فيتنام لتكون محطة مفصلية في حياته، حيث قضى سجينا لدى الفيتناميين بين عامي 1969 و1973 في سجن (هاو لا بريسون) بعد أسره إثر سقوط طائرته. وتم إطلاق سراحه بين 800 أسير أمريكي بعد إنتهاء الحرب.
عين جون ماكين كنقطة اتصال لسلاح البحرية في مجلس الشيوخ عام 1976 وبقي في هذا المنصب حتى عام 1981، واكتسب خبرات ربطت له بين العمل السياسي والعمل العسكري.
في عام 1982 أنتخب نائبا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية أريزونا، وفي عام 1986 أنتخب عضوا في مجلس الشيوخ عن الولاية نفسها وبقي حتى اليوم، ويعتبر العضو الأقدم في لجنة الخدمات العسكرية لمجلس الشيوخ.. وقد اعتبرته مجلة Time عام 1997 أحد أكثر 25 شخصية مؤثرة في الولايات المتحدة .. وقد خاض انتخابات الحزب الجمهوري للحصول على ترشيحه عام 2000 أمام جورج بوش الابن إلا أنه رغم الفروق البسيطة لم يفز.
يقود حملته الانتخابية الحالية Rick Davis و تقدر الأموال التي جمعت لحملته (حتى شهر 9/2007) ب 31 مليون دولار .. رغم أن المانحين سيحددون منحهم بعد وضوح النتائج الأولية ..
مواقفه من محطات خارجية
العراق
كان ولا يزال أحد المحرضين على غزو العراق وإسقاط النظام فيه، وهو من المستنكرين للانسحاب ويعد الانسحاب من العراق خطأ تاريخيا ترتكبه الولايات المتحدة، وقد زار بغداد في شهري 4 و11 من عام 2007.
إيران
جون ماكين من دعاة التصدي لإيران بشتى الوسائل وعدم القبول بتطويرها لأسلحتها، حتى لا تفرض شروطا على أمريكا في اقتسامها النفوذ في منطقة الخليج العربي .. ويحبذ الاستناد الى قرار من مجلس الأمن، لكن إن لم يكن هناك قرار فعلى أمريكا التصرف بطريقتها ..
أفغانستان وباكستان
لا يفتأ جون ماكين ترديد أن أفغانستان تشهد تقدما ورفاهية لشعبها وأن 2 مليون لاجئ قد عاد الى أفغانستان! .. ويرى أنه كما لإيران دور في العراق يجب التعامل معه كمؤثر، فإن لباكستان دور في الوضع الأفغاني، يجب التعامل معه كمؤثر أيضا .. ويرى أنه لا بد لحلفاء أمريكا أن يزيدوا من عدد قواتهم العاملة في أفغانستان وعدم ترك تلك المهمة على أمريكا!
الصراع العربي الصهيوني
يطابق جون ماكين بين التهديدات التي تواجه الأمن القومي الأمريكي، وتلك التي تهدد الأمن الإسرائيلي .. ويرى أن دعم أمريكا يجب أن يزيد لإسرائيل مع زيادة المخاطر التي تواجهها ..
هامش
ــ
مأخوذة (بتصرف واختصار) عن مقالة ل (رنا أبو عمرة) /مجلة السياسة الدولية عدد171/ السنة 44/ دار الأهرام/ ص 174
__________________
ابن حوران
|