عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-01-2008, 09:55 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

شدني عنوان هذا الموضوع للتوقف عنده لسببين : الأول أن كاتبه وما ينتمي إليه من مدرسة ذهنية له مكانة كبيرة في نفسي، والثاني أن عنوان الموضوع نفسه من العناوين الهامة التي تحتاج الى أن يقف المثقفون عندها لمناقشتها بتروي وتوسيع كونها من المواضيع التي تتفرع عنها معظم إخفاقات الأمة في وضع أقدامها على الطريق الصحيح..

لكن، عندما قرأت الموضوع، وجدت أن خطوط الفصل بين دوافع كتابته وما يؤمن به الكاتب من ثوابت قد ارتجت بعض الشيء، حتى ابتعد عن تقديم موضوعه بشكل حيادي يأخذ شكل الدراسة التي تصب في ما نصبو إليه من دراسات ..

فإن كان الدافع المباشر هو نقد السلوك الذهني الذي يتسم به نشاط الكاتب والمفكر الفلسطيني (عزمي بشارة) فإن ما وضعه الكاتب من مقتربات للموضوع، قد دخل في باب العموميات التي لم تنصف الكثير من الحركات والأحزاب العربية، لتضعها تحت مصنف واحد (تقريبا) كان بمثابة (الآخر) لما يؤمن به الكاتب ..

التحزب كالتشظي كالتجمع والتفرق، ظاهرة طبيعية جدا، ليست في موضع يجعلها نقيصة أو سبة. فإن كان التعريف المنحوت للحزب هو، أنه جماعة دائمة مصطنعة دعائية تسعى لاستلام الحكم في البلاد، فإن ذلك لن يجعلنا أَسْرَى لما وصفت به الأحزاب في تراثنا الإسلامي على أنها صفة (عدوانية) ضد كل ما هو مؤمن، انطلاقا من الأحزاب الذين لا يرتبطون بمكان أو تاريخ كقوم عاد وفرعون ولوط، ولكنهم يشتركون في صفة واحدة هي مناكفة الرسل ومحاولات إعاقات إيصالهم لرسالاتهم، أو ما اقترن بغزوة الأحزاب ..

إننا عندما تطلعنا الى العنوان كدراسة، كنا نأمل أن نرى أسبابا حقيقية ناتجة من تحليل مفصل ودقيق وموضوعي عن أسباب فشل الأحزاب السياسية العربية، في جذب والتفاف الجماهير حولها، أو على الأقل إنصاف المحاولات السابقة أو الحالية لبعض الأحزاب العربية. لكن أن توضع كل المحاولات وكل الأحزاب في مصنف واحد، فهذا يقلل من أهمية المقالة مع حفظ مقام صاحبها ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس