[السمو]

( 44 )

وصلتني رسالة يقول مرسلها
( انصر إخوانك في غزة ولو بأقل القليل .. الدعاء )
وقفت عند كلمة ( أقل القليل ..الدعاء ) كثيراً كثيراً
فقلت عجباً .. الهذه الدرجة أصبح الدعاء في نظرنا هو أقل القليل !!
الدعاء الذي هو سلاح المؤمن يصبح أقل القليل !!
سلاح أمرنا الله باستخدامه في كل وقت وحين
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }الأعراف55
{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }غافر14
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
آيات كثر تدعونا إلى دعاء الله وحده مخلصين له بعيداً عن الشرك
وكل ما يشوب هذا الدين ..
آيات بينات يبين فيها ربنا أنه سميع قريب مجيب الدعاء
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء }إبراهيم39
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62

الدعاء أعظم سلاح نملكه .. ولن ننصر إلا به
ومهما كانت القوة والعدة بدون دعاء ولجوء إلى الله فإن ذلك لن يجدي
ولنا في غزوة حنين خير مثال حيث بين ذلك ربنا تبارك وتعالى بقوله :
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25
نعم لقد أعجبتم بكثرتكم ( اثنا عشر ألفاً مقابل أربعة آلاف من هوازن )
لكن لم تنفع تلك القوة وذلك الجيش فانقلب العدو عليكم وهزمكم ..
أما في غزوة بدر وغيرها الكثير من الغزوات فكان المسلمون أقل بكثير من المشركين
عدة وعتاداً لكن عندما أخلصوا في الدعاء واللجوء إلى لله
والتضرع بين يديه موقنين بنصر الله وفرجه القريب كان النصر حليفهم
إننا في هذه الأزمات والعدو يحيط بنا من كل الجهات
وقد عاث في الأرض فساداً وإفساداً وظلماً وعدواناً
بحاجة أكثر إلى هذا السلاح القوي الأكيد المفعول
أن نوقن أن الله مجيب دعائنا وهو قريب منا ..
وحذاري كل الحذر أن ندخل الياس في قلوبنا
ونقول لا نملك إلا أقل القليل !! فهذي هي الهزيمة بعينها

أسأل الله ذو القوة والجبروت مجيب دعوة المضطرين
أن يكن في عون إخواننا في فلسطين وينصرنا على العدو الظالم .

السمو
الجمعة : 17 / 1 / 1429 هـ