عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-01-2008, 08:23 PM   #1
عنترنيت
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
الإقامة: السعودية
المشاركات: 866
إرسال رسالة عبر MSN إلى عنترنيت إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عنترنيت
إفتراضي حينما قام الوضــيع بالبصـــق في وجه الجميع

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما كان أغلب المتداولين في الوطن العربي يقبع أمام شاشات التلفاز لمتابعة المؤتمر الأول للنقود العربية ووصول المجتمعين فرادا وجماعات
وقد اصطفت العملات النقدية المعدنية الصغيرة من فئة القرش والمليم والهلل على جنبات الطريق وهي تلوح بأعلام جميع الدول العربية ترحيبا بقدوم المشاركين من عملاتنا النقدية العربية فهاهو ( الريال ) على رأس الوفد من الريالات يتقدم ملوحاً بيديه لكاميرات التصوير وتبعة الريالات المشاركة وقد حمل كلاً منهم ملفاته تحت إبطيه ويدخل خلفه مباشرة ( الجنية ) ومعه بقية الجنيهات ( اتمخطاري يا حلوه )
ثم ( الليرة ) ومن خلفها الليرات تتقدم متمخطرة إلى داخل صالة الاجتماعات ثم يليها (الدينار) ومعه الدنانير المشاركة ومن ثمة يتقدم ( الدرهم ) وصحبة الكرام


كم هو منظر جميل حينما تقرر نقودنا العربية عقد هذا الاجتماع في الوقت الذي نحن بحاجة إلى الترابط ووحدة الصف العربي المالي والتخلي عن ارتباطنا بالدولار الوقــح
واستقلالية أسواقنا العربية وعدم ربطها بالسوق الأمريكي أو الأوربي فليس من المعقول كلما نزل مؤشر السوق الأمريكي يجر ورائه مؤشرنا كان لا بد أن ننهي علاقتنا بالدولار والسوق الأمريكي الذي لم ننال منه سوى مزيداً من التقهقر والفقر والذل

وبعد آن أخذت النقود أماكنها المخصصة لكل فئة نقدية مع أخواتها التي تشترك معها في الاسم وان اختلفت قيمتها الشرائية لتضرب لنا أروع الأمثال في نبذ الخلافات والجلوس حول الطاولة للتفاهم والتشاور
فرحب رئيس المؤتمر بالحضور وافتتح المؤتمر بخطاب نال استحسان الحضور وكذلك المشاهد القابع خلف الشاشات العملاقة والتي نُصبت في الشوارع والميادين العامة ليستطيع الجميع من متابعة هذا الحدث المهم
فقال حفظة الله
أخواني الفئات النقدية العربية الموقرة
أبنائي وأطفالي من ذوات الفئات النقدية المعدنية
جميعكم يعلم آن الاتحاد الأوربي استطاع آن يجمع شمل أوربا قاطبة تحت لواء ورقة نقدية موحدة ( اليورو) فنبذ بذلك كل الخلافات التي كانت عالقة بينهم ونسف جميع الحواجز والحدود المالية ممهداً بذلك لما هو أعظم من هذا مستقبلاً وقد آن الأوان لنا نحن النقود العربية أن نوحد صفوفنا ونلغي الألقاب والمسميات فا الأمة العربية جميعها تنتظر اجتماعنا هذا لنعلن لهم عن ولادة العملة العربية الموحدة كاسرين بذلك كل الحواجز المقامة بيننا لنسعد أبناء شعوبنا العربية المتعطشة للوحدة المالية لنقوي اقتصادنا ونعتمد علية خيراً من اعتمادنا على الأجنبي الذي يتربص بنا

فما أن انهى الرئيس كلمته حتى ساد التصفيق والتكبير الصالة مهللة موحدة
الهتافات والشعارات التي دائماً نسمعها عند ابتداء أي مظاهرة عربية
فتناقل الكلمة بعض الفئات النقدية ومنهم من اتهم الأخر بالخيانة وآخر يتهم اخية بتدبير المؤامرات له وهكذا انتشرت تبادل الاتهامات بسرعة النار في الهشيم ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل حلت الشتائم وتبادل القذائف المخزية بينهما وامتد الأمر إلى أن قاموا بقذف بعضهما ببعض القطع النقدية المعدنية مما أدى هذا الشجار العفوي بأحداث بعض الجروح في وجيه المجتمعين وسالت الدماء من أنوفهم وساد المرج والهرج الصالة فأصبحت الغوغائية الكلمة التي تناسب هذا الوضع المؤلم وفي أثناء هذه الغوغائية حدث مالم يكن في الحسبان أرجل قوية تدفع بباب صالة الاجتماعات ويسود صمت مطبق على الكل
وتشخص الأبصار في هذا القادم وتنتكس رؤوس في الأرض
أن القادم (( الدولار )) فهاهو بقامة الهامة وغطرسته المعهودة وقد ارتدى فوق رأسه قبعته المشهورة ( الكاوبوي ) فأخذ يحدق في النقود العربية باشمئزاز
فبصق في وجه الرئيس أولاً وأعقبها ببصقه في وجيه الحاضرين واخذ يرمقهم
بنظرة مليئة بالاحتقار والاشمئزاز ثم قال فيهم خاطباً
أتعتقدون أنني لا اعلم باجتماعكم هذا بل أنني اعرف أرقام التسلسل الذي تحملوه على ظهوركم وكل كلمة قيلت لهي مسجلة لدينا ولكن انتم تعلمون أن الذي يخرج عن حكمي سوف يكون مصيره الحرق بالنار ومسحة من خرائط البنوك وان لكم في بعض الفئات النقدية الضعيفة قدوة وأنها لخير شاهد على قولي ،، فتقدم نحو رئيس الاجتماع واخذ منة مسودة البيان الختامي ومزقه بيديه إلى قطع صغيرة جداً وقام بنثرها في سماء صالة الاجتماع وادخل يده في جيبه واخرج منه مسودة مطبوعة جاهزة وطلب من الرئيس أن يقرئها للحضور ويقرها باقي النقود المجتمعة بالموافقة وإلا سيكون الجحيم هو المأوى
وان يحولوا المزيد من النقد إلى السوق الأمريكي المتعثر ورفع مؤشر السوق الأمريكي


حينها شرع رئيس الاجتماع لتلاوة البيان الختامي وما أُتخذ من قرارات وتوصيات وأطرافه ترتعد خوفاً وهلعاً وكانت كا لتلي


أعزائي المجتمعين لقد ارتأينا في اجتماعنا هذا انه الأول والأخير و آن من مصلحتنا يبقى وضعنا كما هو علية الآن ولن ندع للإمبريالية باب تدخل منة علينا ومن شذ شذ في النار ومصلحتنا أن نبقى تحت مظلة الدولار الحبيب والوقوف معه في أزماته الكثيرة والمتعثرة فمن له غيرنا ألا تخجلون هذا حبيب الكل وقد أستجار بنا فأجرناه ( غصباً عن خشومنا )

وما أن انتهي الرئيس من قراءة البيان الختامي حتى غادر المجتمعين على عجل والخوف يسكن بين أعينهم إلى المطار ليعود كلاً إلى مؤسسته النقدية التي ينتمي إليها كلاً في دولته
عقب ذلك بثت جميع المحطات التي كانت تنقل وقائع المؤتمر أنشودة بلاد العرب أوطاني من الشامي لبغدادي
وعاش الدولار للوطن و العرب

عنترنيت
__________________
antrnet2009@hotmail.com
عنترنيت غير متصل   الرد مع إقتباس