[عصام الدين]

شكرا ابن حوران.
أود قبل متابعة الموضوع أن ألفت نظركم إلى أنني إن بدوت متقنا إلى حد ما للغة العربية فذلك بحكم قراءتي للروايات والكتب الفلسفية أو الشعر وبالتالي فالمسافة بيني وبين المصطلحات السياسية أو ذات التخصص المحدد والتي لا قبل لي بها تبقى على حالها وما قرأته من كتب تحوم حول سويسرا وأوربا أو ما كان سياسيا أو سوسيولوجيا أو غير ذلك فهو بلغة موليير مما يجعلني أقف عاجزا وأحيانا غارقا أمام كلمات من قبيل التوافقية أوالتنافسية كأنني متعبد هندوسي متأمل في أحوال البلد ووالد وما ولد.
نعود إلى أكباشنا.
أخي ابن حوارن الفاضل.
صحيح أن سويسرا كانت أرض التدافع الإثني على مر التاريخ.. القديس أولريش زويغلي كما تفضلت والذي طالب باصلاح الكنيسة الكاثوليكية، الفرنسي كالفن الذي لجأ إلى جنيف، بروتستانتيون إنجليز نزحوا إلى سويسرا، غريبل مؤسس كنيسة سويسرا الحرة أو ما عرف أيضا بإسم الإخوان السويسريون وهم الذين خرجوا عن إجماع هؤلاء وأولئك باشتراط العمودية في سن الرشد.
ثم بعد ذلك نشأة الأميش.. لكن أغلب هؤلاء هاجروا إلى أمريكا حيث يعيشون اليوم بعاداتهم التي منها حجاب المرأة، إعفاء اللحية وقص الشارب، ثم تحريم قيادة السيارة بل ولا زال منهم من ظل في سويسرا إلى اليوم.
هذا ولا نغفل التعدد اللغوي.. الفرنسية والألمانية والإيطالية والرومانش.. 22 كانطونات وليشتنشتاين.
لكن كل هذا.. لم يمنع من وجود ديمقراطية حقيقية.. فبالعودة إلى ذلك الطقس الذي تحدثت عنه، والذي تأكدت من صحة المصطلح الذي قدمته، وهو كلمة ألمانية وإن غاب عني حاليا معناها اللغوي الدقيق، إنما حفظتها ذاكرتي فقط ذات قراءة في كتاب.. نرى أن الشعب يمكنه أن يتدخل في التشريع، باسم الكثرة العددية وكفى.. الشيء الذي يستحيل في لبنان أو غيره مما أشرت إليه سابقا من تمثيلية تحتكم إلى الكوطا. أما تقسيم البلاد إلى كانطونات اليوم فهو عددي أيضا لا عرقي أو ديني.. مما يمحو كل ذلك التاريخ الذي سقناه من قبل على سبيل الاستئناس.

على كل.. سويسرا ليست موضوعنا.. بانتظار البقية، وفقرة المغرب على الخصوص. أهديك تحياتي.
وعفوا للتطفل.
يمكنك أن تكمل.
الديـمـقـراطـيـــــة الــتــوافـــــقــــيـــــة.