الموضوع: حوارات ثنائية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-01-2008, 06:39 AM   #19
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

ـ أعلم أنك لا تود سماعي ..
ـ لماذا تقول ذلك؟
ـ لا لشيء إلا أنه أراك تتكلم عن كل من نعرفهم أنا وأنت بنفس الأسلوب الطارد.
ـ ماذا تقصد بالأسلوب الطارد؟

ـ أي أنك لا تذكر أي شيء حسن مما ذكروه في نقاشهم .. وتطرد كل فكرة، بحجة أنها قبيحة، حتى لو لم تكن كذلك تلك الفكرة، فإنك تستعيدها بطريقة كلامك على أنها قبيحة .. فتعريها وتختار أسوأ الزوايا التي يمكن أن يراها المرء من خلالها .. وما يدريني علك تفعل بما أطرحه من أفكار، وأنت ترويها أمام الآخرين بنفس الأسلوب!

ـ يعني .. هل كنت توافقهم فيما يقولون أو يفسرون ظواهر الحياة ضمن منظارهم العقائدي الخاص؟

ـ ليس بالضرورة أن أكون أوافقهم أم لا .. ولعلهم لم يوافقونك فيما تفسر الظواهر ضمن منظارك العقائدي الخاص.. ومع ذلك رغم أنني أشاركهم نظرتهم تجاهك.. إلا أنني لا زلت أراك موضع صديق أو مشروع صديق لا أرغب بفقدانه، فلا تجعلني أعيد حساباتي في ذلك..

ـ اسمع .. هذا ليس بالأسلوب الجيد الذي يجعلني أحاول الاحتفاظ بصداقتك أو أقوي مشروع تلك الصداقة كما تزعم .. فلا تهددني بترك صداقتي .. ولا تجعل صداقتك لي منة ..

ـ هل رأيت؟ إنك تريد صديقا يذوب في معتقداتك ويوافق عليها بحذافيرها.. لكن لماذا تريد صديقا كهذا؟ ألا تكفيك نسختك أنت؟

ـ إنك تقرر و تبني على ما تقرر .. من قال لك أنني أريد صديقا يذوب في معتقداتي، لترشقني بسؤالك الرديف الآخر : ألا تكفيني نسختي؟

ـ لأني حاولت أتذكر أنك امتدحت فكرة قالها لك أحدهم في كل تاريخ معرفتنا ببعض، فلم أجد .. فكان استنتاجي الذي ذكرت ..

ـ يبدو أنك كاظم غيظك تجاهي .. وأنا لا أعلم ..

ـ المسألة ليست كظم غيظ .. وإن كانت لا تخلو من ذلك .. لكن أعتبر أن علاقتنا ببعض هي علاقة متقدمة على متوسط العلاقات بين الناس وهذه حالنا، ونحن أدعياء الثقافة والفكر، فكيف ستكون حال الناس؟

ـ وما علاقة الناس بما تقول؟

ـ الناس، العموم، الدهماء، الأكثرية الصامتة، أليست تلك المصطلحات التي نتداولها في أحاديثنا نحن ومعظم المثقفين العرب ونزعم أننا نعمل من أجلها؟
ـ فهمت، وكيف للنخبة أو الطليعة أو الصفوة الثقافية أن تخدم هؤلاء الناس إذا لم تحسم أمرها وتوحد لونها العقائدي حتى تستطيع قيادتهم؟

ـ إذن .. فلينتظر ناسنا حتى تتوحد نخبهم الثقافية ويكونون بلونك! هل عرفت لماذا بدأت حديثي بقولي: إنك لا تود سماعي؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس