عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-01-2008, 08:55 PM   #2
DR.ali
ضيف
 
المشاركات: n/a
إفتراضي

الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر – رحمه الله –

إمام المسجد الحرام وأستاذ الفقه المقارن

شخصية غابت عن الأضواء سنوات عديدة بعد تركه الإمامة في المسجد الحرام وبقي صوته الشجي العذب في نفوس المسلمين من شتى أصقاع المعمورة

بلغت شهرة الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن صالح بن علي جابر, في وقت من الأوقات , آفاق العالم الإسلامي فحنجرته التي تمتلك صوتا شجياً في ترتيل القرآن الكريم كانت حاضرة في أسماع المسلمين وهم يتجهون صوب المسجد الحرام, من خلال التلفاز والإذاعة لسماع أداء الصلوات في الحرمين حينذاك كان يؤم المصلين في صلاة القيام خلال شهر رمضان المبارك.

اسمه ونسبه

هو علي بن عبد الله بن صالح بن علي جابر السعيدي اليافعي الحميري القحطاني، يعود في نسبه إلى قبيلة ( آل علي جابر ) اليافعيين الذين استوطنوا منطقة ( خشامر ) في حضرموت ونشروا فيها دعوة التوحيد وحاربوا الجهل والخرافة وعرفوا بتمسكهم بالكتاب والسنة الصحيحة وعقيدة السلف الصالح ودعوتهم إلى منهج أهل السنة والجماعة ، ومنها انتقل والده عبد الله بن صالح بن علي جابر إلى جدة بالحجاز واستقر فيها .

ولادته

ولد الشيخ علي جابر في مدينة جدة في شهر ذي الحجة عام 1373هـ .

نشأته وحفظه للقرآن الكريم

عند بلوغه الخامسة من عمره انتقل إلى المدينة المنورة مع والديه لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر إقامته برفقة والديه وأتم حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشر من عمره .

يقول الشيخ علي جابر: ( كان والدي -يرحمه الله- لا يسمح لنا بالخروج للعب في الشارع والاحتكاك بالآخرين, حتى توفاه الله, كنت لا أعرف إلا الاتجاه إلى المسجد النبوي ومن ثم الدراسة وأخيرا العودة إلى البيت, لقد كان لوالدي -رحمه الله- دور كبير في تربيتي وتنشئتي وانتقل إلى جوار ربه في نهاية عام 1384هـ وعمري آنذاك لا يتجاوز الأحد عشر عاما ثم تولى رعايتي, من بعده, خالي -رحمه الله- بالمشاركة مع والدتي ) .

ويتحدث فضيلته عن بداية حفظه للقرآن الكريم بقوله: ( بدأت حفظ القرآن الكريم في مسجد الأميرة منيرة بنت عبدالرحمن - رحمها الله - ويقع في منطقة باب المجيدي بالمدينة النبوية, وقد بدأت الحفظ على يد شيخين كريمين في المسجد وحفظت على أيديهما أحد عشر جزءاً ثم رشحت بعد ذلك للالتحاق بالمعهد الذي افتتحته الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة النبوية وكان يديره الشيخ خليل بن عبدالرحمن وهذا الأخير أكملت عليه حفظ باقي كتاب الله عز وجل وكان له دور بارز في تمكيني من الحفظ وإتقان التجويد على أسسه السليمة ) .

وعندما نعود إلى النشأة التي عاش فيها الشيخ علي جابر طفلاً ثم شاباً التي لم يتأثر فيها بالمغريات التي واجهت أقرانه يتحدث الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة بقوله: (بالنسبة للظرف الذي عشته فانا ما شعرت -بحمد الله- بفارق كبير بين مجتمع النشأة الذي عشته في الصغر وبين المجتمع الآخر الذي يأتي بعد أن يبلغ الإنسان مرحلة مبكرة من العمر تأتيه ما يسمى بالمغريات والتحديات, فكما قلت أن من نعمة الله عليّ وتوفيقه لي أن أحاطني بنخبة من الإخوان الصالحين الذين يكبرونني قليلاً في السن من الذين عاشوا في المدينة المنورة ودرسوا في الجامعة الإسلامية .

وكما قلت أن الإنسان يمكن أن يتكيف مع المجتمع من خلال ما درس وتعلم إذ يستطيع تطبيقه في واقع حياته ويضيف قائلاً: ( بحمد الله الظرف الذي عشته في المدينة النبوية والالتقاء بهؤلاء الإخوة الذين وفقهم الله عز وجل لكي يحيطوا بي في تلك السن التي تمر على كل شاب من الشباب وهي ما تسمى فترة المراهقة وقد تتغير به هذه المرحلة أحيانا إذا لم يوفق إلى أناس يدلونه على الخير ويرشدونه إليه, ولكن بحمد الله وفقني الله عز وجل في تخطي هذه المرحلة على أحسن ما يكون ) .

مراحل تعليمه بالمدينة النبوية

درس الشيخ المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمدرسة دار الحديث بالمدينة المنورة .

ودرس المرحلة الثانوية بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .

ودرس المرحلة الجامعية بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتخرج فيها عام 95/1396هـ بدرجة امتياز .



أبرز المشائخ الذين تلقى عنهم في المدينة النبوية

1- سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة ، وكان يلازم الشيخ كثيراً ويتناول معه الغداء والعشاء على سفرته العامرة أغلب الأيام في تلك الفترة .

2- الشيخ محمد المختار بن أحمد الجكني الشنقيطي – رحمه الله – المدرس بالمسجد النبوي سابقاً ، وكان الشيخ علي جابر يدرس عليه في المسجد وفي بيته ، وهو والد الشيخ الفقيه الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي المدرس حالياً بالمسجد النبوي الشريف .



سفره إلى الرياض لدراسة الماجستير بالمعهد العالي للقضاء

بعد انتهاء الشيخ من مرحلة البكالوريوس وتخرجه في الجامعة ؛ فضل إكمال الدراسات العليا على أن يلتحق بالسلك الوظيفي , ويتحدث عن ذلك قائلا: ( الإرادة الربّانية شاءت أن أواصل الدراسة الجامعية في مراحلها العليا حتى يتسنى لي الحصول على أكبر قسط من العلم, وحتى يتسنى لي الالتقاء بعدد آخر من العلماء في غير المنطقة التي عشت فيها, وبحمد الله تم لي ذلك, فقد انتقلت إلى الرياض وظفرت بمشايخ أجلاء ).

وكان التحاق الشيخ بالمعهد العالي للقضاء عام 96/1397هـ وأكمل به السنة المنهجية للماجستير, ثم أعد الأطروحة وكانت عن ( فقه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة ) , ونوقشت الرسالة عام 1400هـ وحصل على درجة الماجستير بامتياز .



اعتذاره تورعاً عن تولي منصب القضاء

بعد تفوق الشيخ وحصوله على درجة الماجستير رشح للقضاء من سماحة الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - الذي كان رئيساً لمجلس القضاء الأعلى في ذلك الوقت وتم تعيينه قاضياً في منطقة (ميسان) قرب الطائف إلا أن الشيخ علي اعتذر عن تولي هذا المنصب ، ووضح الشيخ علي جابر سبب اعتذاره عن تولي منصب القضاء بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : ( القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة ) ، وطلب من من الشيخ عبدالله إعفاءه من القضاء وبذل شتى المحاولات إلا أن الشيخ عبدالله - رحمه الله - رفض أن يعفيه ، فتقدم بطلبه إلى الملك خالد – رحمه الله – لإعفائه من القضاء ، فتم تعيينه مفتشاً إدارياً بوزارة العدل ، فكان يقول : ( ما كنت أريد الاقتراب من القضاء أو أي أمر يتعلق به ) واعتذر أيضاً عن تولي هذه الوظيفة تورعاً .

ومع اعتذاره عن تولي القضاء والتفتيش عليه فلم يتم إخلاء طرفه من وزارة العدل وبقي الشيخ سنة كاملة بدون وظيفة!!

إخلاء طرفه من وزارة العدل وتعيينه محاضراً بالمدينة بأمر الملك خالد

ثم صدر أمر ملكي كريم من الملك خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- بإخلاء طرفه من وزارة العدل, وتعيينه محاضرا في كلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة وبالتحديد في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية, وباشر التدريس بها في شهر شوال من العام الجامعي 1401هـ .

تعيينه إماماً خاصاً للملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله –
  الرد مع إقتباس