أغنية تحت ضوء القمر
إلى حبيبى ماهر
وسألتها عند المساءِ بلهجةٍ فيها الحنيــن
غنّى فإنى أعشق الكلماتِ واللحـــن الحزيـــن
غنّى فصوتك يبعثُ الآمال فى قلبى السجين
غنى فصوتك حين يشدو معزف الشجن الدفين
نظرت إلىّ تبسمت وسألتها هل تعجبين
نظرت إلىّ بنظرةٍ وبوجهها نورٌ مبين
وبعينها سحرٌ جميلٌ قاتلٌ للناظريــن
وترنمت همسا كعادتها الجميلة كل حين
صوتٌ رقيقٌ كالملائك ناعمٌ مثل الحرير
عذبٌ كأنهار الخلودِ ورائعٌ مثل العبير
نضِرٌ كأزهار الربيع وفى نقاء الياسمين
مثل الصباح إذا أطلّ بوجهه العذب المنير
مثل الشروق يجدد الآمال فى القلب الكسير
مثل النسيم على خدودك ناعمٌ مثل الحرير
مثل الغروب به أنينٌ بين أعماق الضمير
متألقٌ مثل الصباح إذا تلألأ بالضياء
فيه العذوبة والسماحة والطهارة والحياء
فيه الشموخ وفيه أسرار العلا والكبريــــــــاء
من كل لونٍ فيه لونٌ هادىءٌ مثل السمــاء
فيه السعادة والتفاؤل والتشاؤم والبكاء
أفتبخلين به علىّ وسحره فيه الدواء
وشفاء نفسى من همومٍ لا أرى منها شفاء
غنى فصوتك ليس يبدو مثل أصوات البشر
هو نعمةٌ منّ الإله بها على كل البشر
هو رائعٌ فى الليل يبدو مثل أنوار القمر
أو مثل ألحان الطيور الفاتنات على الشجر
هو تحفةٌ فنيةٌ فيها النفائسُ والدرر
لو مرّ فى أرضٍ فلاةٍ أُنبتت فيها الثمر
أو مرّ من بين الجبال لسحره لان الحجر
أو مرّ فى سمع الجمال لغار منه واستتر
فيه السكينة والبراءة والوداعة والسلام
يمحو ظلام النفس مثل الشمس إذ تمحو الظلام
بخلت على الدنيا به لما رأت فيه التمام
وتحكمت وتملكت بمصير قلب لا ينام
قد أقسمت هى أن تغنى مرة فى كل عام
وإذا سألت قصيدة فغناءها عندى حرام
وإذا طلبت غناءها فجوابها بالإبتسام
وترنمت همسا فأصغى للغناء وللكلام