عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-12-2007, 03:26 PM   #29
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile من أقوال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في صفات الله تعالى

من أقوال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في صفات الله تعالى



أكثر ما نقل عنه نموذج من الصفات الإلهية المقدسة، في كلام الله تعالى، لا سيما وزمنه زمن بدعة الجعد بن درهم وتلقي الجهم بن صفوان السمرقندي لها.
حيث روى عنه تلميذه معاوية بن عمار الدهني -وهو صدوق- قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكن كلام الله. وقد أسندها عنه ابن جرير الطبري في عقيدته صريح السنة، أي إن كلام الله الذي هو صفته، ليس قائما بذاته فيخلق ويبدع؛ لأنه صفة والصفة لا تقوم بنفسها أبدا فلابد من قيامها بموصوف.
وليس كلام الله مخلوقا؛ إذ لو كان كذلك لامتنع عن الاتصاف بالكلام. فعطل عنه. وهذا القول من الإمام الصادق خالف فيه شيعته ومتأخريهم؛ الذين وافقوا المعتزلة في قولهم بأن القرآن مخلوق، ومع عذا خالفوا إمامهم المعصوم؟!

ونقل ابن تيمية عن جعفر الصادق –وعن غيره ممن قبله من الصحابة ومعاصريه- ومن بعده: أن الله لم يزل متكلما إذا شاء كيف شاء، وأن الفعل من لوازم الحياة، والرب لم يزل حيا، فلم يزل فعالا) . ذكر ذلك في المنهاج (1/215) و(2/386).

وفي باب القضاء والقدر، وافق الإمام جعفر الصادق أئمة أهل السنة في إثبات إرادة لله خاصة شاملة، وإرادة للمخلوق خاصة به؛ كما قاله ابن تيمية في المنهاج (3/169): (لكن التحقيق إثبات النوعين –أي من الإرادتين- كما أثبت ذلك السلف والأئمة؛ ولهذا قال جعفر: (أراد بهم وأراد منهم) فالواحد من الناس يأمر غيره وينهاه مريدا النصيحة، وبيانا لما ينفعه، إن كان مع ذلك لا يريد أن يعينه على ذلك الفعل ...).
وقال عن القدر: هو أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض. وقال أيضا: إن الله أراد بنا شيئا، وأراد منا شيئا، فما أراده بنا طواه عنها. وما أراده منا أظهره لنا، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا. اهـ. من لوامع الأنوار (2/251). وهذا معنى قول جده على بن أبي طالب رضي الله عنه: القدر سر من أسرار الله فلا نكشفه!.

والمقصود أن أصول جعفر الصادق وآبائه هي أصول السنة وأئمة الدين في صفات الله؛ بإثبات ما يحب له من صفات الكمال مما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن ذاته، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن خالفهم الرافضة.

قال ابن تيمية في المنهاج (2/368): (ولكن الإمامية تخالف أهل البيت في عامة أصولهم، فليس في أئمة أهل البيت -مثل: علي بن الحسين (زين العابدين) وأبي جعفر الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق،- ومن كان ينكر الرؤية أو يقول بخلق القرآن، أو ينكر القدر، أو يقول بالنص على علي، أو بعصمة الأئمة الاثني عشر أو يسب أبا بكر وعمر.
والمنقولات الثابتة والمتواترة عن هؤلاء معروفة موجودة، وكانت مما يعتمد عليه أهل السنة.
وشيوخ الرافضة معترفون بأن هذا الاعتقاد في التوحيد والصفات والقدر لم يتلقوه، لا عن كتاب ولا سنة ولا عن أئمة أهل البيت، وإنما يزعمون أن العقل دلهم عليه، كما يقول ذلك المعتزلة. وهم في الحقيقة إنما تلقوه عن المعتزلة وهم شيوخهم في التوحيد والعدل). اهـ.

وعليه فلا يعرف عن الإمام الصادق ولا أحد ممن قبله -من أئمة أهل البيت خصوصا- ما يتناقله عنهم الغالون فيهم، بل كل ما ينقلونه عنهم كذب وافتراء على ألسنة أؤلئك الأئمة.
فهذه الاعتقادات التي يتصورها الرافضة وغيرهم -مما يحكونه عن الصادق خصوصا ومن قبله من آل البيت- إنما هي أساطير نسجوها هم حول أولئك الأئمة، وأقاويل تقولوها عليهم وأجروها على ألسنتهم كذبا وزورا.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس