عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2007, 04:26 AM   #1
عصام الدين
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 830
إفتراضي يـا كـرســـــــي الإشــــــــــــــــراف...

تُرى..
هل تعرفون لماذا لم يقدم أي مسؤول عربي استقالته من منصبه احتجاجا، أو تذمرا أو فقط على سبيل المزاح طيلة عقود و منذ يوم الاستقلال المجيد ؟ ( أي مجد يا بليد) .
إن السبب يا أعزائي بسيط للغاية .
لأنه يبدو أن مؤخرات مسؤولينا، وزرائنا و حكامنا على الخصوص، تستطيب الكراسي الوثيرة التي تجلس فوقها وكيفما كان نوعها، و أنه مع مرور السنين نشأت بينهما علاقة حميمة، بين الكرسي ومؤخرة هذا الإنسان العربي، و ربما بالفعل سقط أحدهما في غرام الآخر فأصبح قيام أحدهما عن الآخر صعبا، و فراقهما ضربا من المستحيل. فلا ينتقل إلا للابناء أو الأقارب والمقربين.
وكذلك الحال بالنسبة للاشراف.

فيا أيها الكرسي يا كرسي الإشراف.
في سبيل الجلوس فوقك تقوم الحروب و الفتن في المنتدى، و تعلن الأخت الشقيقة اليمامة الحرب على شقيقها عصام الدين، و يعلن الشيخ أبو الأطفال أن السلام هو الخيار الذي سيخلله و يحشيه العرب جميعا و جماعة في جامعتهم خيمة المشرفين..

في سبيلك يتسابق المتزلفون لتلميع الأحذية النجسة و تقبيل الأيدي الوسخة لضمان الفوز بالانتخابات، و مدح أصحاب الجلالات الماسخة من المشرفين الكبار، طمعا بالجلوس على كرسي الإشراف..

في سبيلك يصبح العضو الأمي الذي لم يكن بالامس فقط يفرق بين الذي و التي، قادرا على ارتجال المواضيع بطلاقة أمام الجمع المنافق المصفق..

في سبيلك يصبح الذين لا يستطيعون الدفاع حتى عن مؤخراتهم، مستعدين للدفاع عن مستقبل المنتدى ووحدته، وعن القدس وكل بلاد العرب أيضا، ويترأسون النوادي الثقافية وينظمون المؤتمرات الأدبية التي تنشأ عبر صفحات هذه الشاشة الزرقاء..

في سبيلك يجلس العروبي الانتهازي، بجانب الوهابي الإرهابي داخل خيمة واحدة، يتبادلان القبل و كلمات الغزل، في انتظار لحظة الاستفراد بك يا عزيزي القارئ البريء..

في سبيلك تنظم الخيمة الانتخابات، و تجند اليوزرات واليوزرات ليشرحوا لك لماذا وكيف تصوت، لتفهم أنت أن الامر يتعلق بمسلسل كوميدي بئيس وأغنية قديمة تتكرر حسب الطلب.

وفي سبيلك يرفع المشرف شعار الرأي الآخر، مع أن الشيء الوحيد الذي قدمه تجاه هذا الرأي الآخر هو منعه من أي مشاركة أو نشاط تعبيري. وهكذا حتى يظل المشرف وزبانيته وحدهم الجالسين فوقك الى أن يشيخوا وتصاب أطرافهم بالارتعاش، و ذاكرتهم بالزهايمر.

أيها الكرسي الوثير ..
يا مانح الراحة للمؤخرات الثقيلة. . .
والعمق الاستراتيجي من السمنة للمؤخرات العجفاء
أيها الكرسي المتحرك...
الذي يدور حسب ما تشتهيه الرياح الشمالية الغربية
رجاء يا عزيزي الكرسي..
سواء أكنت في القصر أو في البرلمان.
في الادارة أو في المنتدى أو فقط في دورة المياه.
يا كرسي الإشراف.
كن صلبا قليلا، كن مؤلما، كن شائكا..
حتى لا تستطيبك المؤخرات أكثر من اللازم.
أيها الكرسي الطيب.
الذي يبيع المشرفون قراءهم لأجله..
يا كرسي الإشراف والمسؤولية..
لو فقط تحولت من كرسي وثير الى كرسي كهربائي..
من كرسي دوار في كل اتجاه وكل منتدى الى كرسي دورة مياه..
فكم من مشرف يستحق أن تصعقه في مؤخرته..
و كم من مشرف عندما يجلس فوقك و يتحمل المسؤولية،
و يجدها أثقل مما كان يظن..
و يعجز عن التدبير الحكيم لشؤون المنتدى..
فيصنع فوقك ما كان يجب أن يصنعه فوق كرسي دورة المياه..


طابت أوقاتكم.
تحية لمن لا يملك كرسيا.
__________________

حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..

آخر تعديل بواسطة عصام الدين ، 09-12-2007 الساعة 04:46 AM.
عصام الدين غير متصل   الرد مع إقتباس