05-12-2007, 04:00 PM
|
#7
|
عضو مشارك
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
|
شيخنا الفاضل أبو إيهاب ،،، الزملاء الأفاضل ،،، السلام عليكم جميعا" ورحمة الله .
اولا" : بودي أن أعبر لك عن إعجابي بدماثة خلقك ، وحسن محاورتك .
ثانيا" : أقول لك اعلم ،،، يا شيخنا الفاضل حفظك الله ورعاك ،،، انني عزفت عن استكمال بعض المشاركات معك ليس هروبا" أو عجزا" وإنما لمعرفتي الجيدة بالمنهج الذي تنطلق منه بالحوار ، فأنا على معرفة جيدة بما يسمى بالشبهات التي تُثار حول الفكر والتاريخ الإسلامي سواء من قبل ما يسمى أصحاب البدع او من المستشرقين ،،، أعرف جيدا" هذه الشبهات واعرف الردود عليها ،،، واعرف أراء مشايخنا من أبناء الجزيرة العربية بهذه الشبهات .
وانا أرى ان الطريقة التقليدية الجاهزة في الحديث عن هذه الشبهات لن تؤدي الى نتائج تنفع المتحاورين أو الامة بل وتزيد من التشاحن والبغضاء ،،، وانا احرص ما يُمكن على أن لا تدب الشحناء بيننا .
وأسجل هنا تقديري لمنهجك القرآني الذي تُحاول دائما" ان تبدأ به حتى وإن لم تُوفق في بعض الأحيان .
شيخنا الفاضل :
حول هذه المشاركة فإنني لست بصدد مناقشة أفضلية فاطمة على مريم او العكس ،،، ولكنني أريد مناقشتك في الآيات الكريمة التي سردتها في مشاركتك ،،، فانت أوردت لنا عدة آيات معتمدا" عليها في عدم التفريق بين الرسول أو الأنبياء فقلت : " هذه آيات بينات فى الرسل بإلا نفرق بين أحد منهم "
وأنا أعتقد انه قد فاتك التمييز بين معنى التفريق وبين التفضيل ،،،
الزميل الذي وضع المشاركة ( دامبييي )) تحدث عن تفضيل فاطمة على مريم ولم يُقدم لنا دعوة للتفريق بينهما أو بالأصح بين منجيهما لأنهما ينتميان الى نفس المنهج الرباني .
وسأوضح الأمور على النحو التالي :
التفضيل أو التفاضل بين الأشياء هو منهج قرآني واضح لا لبس فيه ،،، فالله عز وجل فضل أولا" بني آدم على كثير مما خلق ،،، وفضل الظلمات على النور ،،، وفضل الأنبياء والأئمة على بقية البشر ،،، وفضل الأنبياء بعضهم على بعض .
والشاهد على تفضيلة لبني آدم هو قوله تعالى :
(( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ))
والشواهد على تفاضل الأنبياء كثيرة نذكر منها قوله تعالى :
(( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ))
وقوله أيضا" :
(( وربك اعلم بمن في السماوات والارض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود زبورا ))
وقوله أيضا" :
(( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ))
وفي مواضع أخرى فضل الله بني إسرائيل على العالمين فقال :
(( يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين ))
لا بل أن الله عز وجل دعانا بشكل واضح لا لبس فيه الى النظر في هذه التفضيل فقال تعالى :
(( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا ))
إذا لماذا يدعونا الله الى النظر في هذا التفاضل .
شيخنا الفاضل ،،،
الأنبياء ،،، والناس ،،، والأشياء ،،، وظواهر الطبيعة ،،، ليست سواء ،،، بل متباينة .
فقال تعالى :
(( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون ))
وقال :
(( وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يات بخير هل يستوي هو ومن يامر بالعدل وهو على صراط مستقيم ))
وقال :
(( ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون ))
وقال :
(( اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ))
والشواهد القرآنية على ذلك كثيرة ،،، هذا هو المنهج القرآني الذي يضرب لنا الأمثلة حتى نعي أكثر وننمي مداركنا أكثر وبالتالي نعبده عن علم ،،، فمن باب أولى أن نقوم نحن البشر وفقا" لمعارفنا ولمداركنا بعملية التفضيل بين الأشياء ،،، صحيح أن هناك أمور انقضت واندثرت ومن الصعوبة بمكان الحكم عليها ولكن لا يجوز أن نمنع أولي الألباب من البحث والنظر فيها وفي غيرها من الظواهر .
وهذا ليس بعيدا" عن فهم السلف الصالح ،،، فهم لم يجدوا حرجا" في تفضيل بعضهم على بعض ،،، فالقرآن الكريم لم يفاضل بين الصحابة ولكننا عندما نعود الى كتب التراث والحديث نجد فيها من يُفضل الصحابة بعضهم على بعض ونجد فيها من يفضل عائشة على باقي نساء النبي ،،، وهم بذلك لا يستندون على آيات قرآنية وإنما استندوا على أحاديث رسول الله وعلى مشاهداتهم .
أعود وأقول أن الآيات الكريمة التي أوردتها لنا إنما تُفيد معنى أو الدعوة إلى عدم التفريق في منهج الأنبياء والرسل لأنهم جميعا" ينهلون من نفس المشكاة ، ولكن هذا لا يعنى انهم كلهم سواء في الدرجة والفضل .
فالله عز وجل فضل ( الأنبياء ) بعضهم على بعض ونحن نلتزم بهذا المنهج القرآني ،،، وإن صح عن رسول الله أنه فضل فاطمة فنحن أيضا" نلتزم بمنهج الوحي ،،، أما إذا لم تصح الروايات الواردة عن الرسول في أفضلية فاطمة فهذا البحث من واجب الزميل الذي وضع المشاركة .
للحديث بقية وشكرا" لك .
|
|
|