عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2007, 07:17 PM   #1
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
Question ردة الفكر .. وعاصوف الشيطان !!

قد تشعر بحزنٍ عميق وأنت تطالع حرباً من الكلمات النابية الجارحة بين أطراف .. وتتساءل مع نفسك ..

لمصلحة من هذا الذي يُقال ؟
ولفائدة من هذا الطرح الذي يطرح ويجرح ؟

ومما يحزنك في وسط هذه الحرب أن تجد كثيراً من الأشخاص الذين كنا نجلهم ونحترمهم .. لفكرهم أو لما يحملونه من قيم علمية وفكرية .. قد مزق مجده ورزح تحت أثقال قيود وحدود ضيقة ..
وفجأة تنكشف أمامك الحقائق.. في موقف أو مواقف مصادمة .. لتعايش هذه الشخصيات بواقعها الفكري دون رتوش وبدون أقنعة أو استعارات أو تقمص لأدوار مزيفة .. ففي المواجهة تجد أنه يُخرج النقد من مداره العلمي الى مداره الشخصي فيحول نقده الى سفه وتحامل ..

و تحزن على ردة الفكر .. فذلك الانسان الذي كان غارقاً في معمله وأبحاثه .. كنت تقرأ فصاحة الحكماء في كتاباته عن معمله وفكره.. الا أنه حين تكلم عن نفسه تتفاجأ أنه تعثر في بلاهة التائهين .. وفي بلادة المرتدين .. لأنه كان ممجداً لتلك الصورة الفكرية التي ارتبط بها .. وما أن انتقل الى غيرها حتى مزق ما مجد .. ووقف كالكاهن المسحور أمام بخور الصورة الثانية .
فقد كان وعيه في الماضي منطلقاً من وعيه الانساني القومي الممتد .. الذي يخدم فيه أمته
ولكن .. حين تقوقع على ذاته ومع ذاته جاء صوته مبحوحاً ..متشنجاً تداعت فيها ضوابط المقاومة في عصبية وانحسار .. فأصبح يشك في كل من حوله .. وأصبح يستخدم اللعن كوسيلة حاسمة.. لتشعره بالزهو والبطولة .. ولم يعي أن الوسيلة الحاسمة في الإسلام هي الدليل والبرهان والمنطق العقلي .. فسمي " لعان " كما يسمى بذلك الجزار أو القصاب

وزاد الوضع سوءاً ..فأصبح خياله ضيقاً ومزرياً ..فيرى المرأة ويقول هذا رجل لبس ثوب المرأة ليقتلني ..
لقد أصبح حائراً لأنه لم يجد من يدله على مسلك اليقين .. وظالماً جائراً لأنه لم يجد من يقول له : " انك ظالم "
وقد يصبح منحرفاً ولن يجد من يقول له " قف عند حدك فانك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا


ختاماً
ما أروع القلم الذكي
حين يتحطم قبل أن تتحطم أفكاره وتتناثر دون وعي .. وينهي نفسه قبل أن يقضي عليه عاصوف الشيطان
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس