عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-12-2007, 09:23 AM   #2
أحمدالسيدالصعيدي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2007
المشاركات: 80
إفتراضي

[font="Arial"]
[color="Magenta"]
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
أما بعد

فماذا حدث بعد ما أقام عليهم الحجة

(فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) أي فتفكروا بقلوبهم، ورجعوا إلى عقولهم، ( فقالوا إنكم أنتم الظالمون )يعني بعبادتكم من لا يتكلم. ولا ينطق (ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قال أهل التفسير: أجرى الله الحق على لسانهم في القول الأول، ثم أدركتهم الشقاوة، فنكسوا على رؤوسهم أي ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم، قالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ، فكيف نسألهم؟ فلما اتجهت الحجة لإبراهيم عليه السلام، (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) أي تباً وقذراً لكم، ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ، أي أليس لكم عقل تعرفون هذا، فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب. (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) أي: إن كنتم ناصرين لها.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: إن الذي قال هذا وكان بيده المنجنيق خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
ثم جمعوا له طلاب الحطب من أصناف الخشب مدة حتى كان الرجل يمرض فيقول لئن عافاني الله لأجمعن حطباً لإبراهيم، وكانت المرأة تنذر في بعض ما تطلب لئن أصابته لتحبطن في نار إبراهيم، وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيه، وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها، فتلقيه فيه احتساباً في دينها

قال ابن إسحاق كانوا يجمعون الحطب شهراً فلما جمعوا ما أرادوا في كل ناحية من الحطب فاشتعلت النار واشتدت حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها
ثم عمدوا إلى إبراهيم فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ثم وضعوه في المنجنيق مقيداً مغلولاً،
فصاحت السماء والأرض ومن فيها من الملائكة وجميع الخلائق إلا الثقلين صيحة واحدة، أي ربنا إبراهيم خليلك يلقى في النار وليس في أرضك أحد يعبدك غيره فآذن لنا في نصرته، فقال الله عز وجل: إنه خليلي ليس لي خليل غيره، وأنا إلهه وليس له إله غيري، فإن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك، وإن لم يدع غيري فأنا أعلم به وأنا وليه فخلوا بيني وبينه، فلما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياه فقال: إن أردت أخمدت النار، وأتاه خازن الرياح فقال: إن شئت طيرت النار في الهواء، فقال إبراهيم: لا حاجة لي إليكم حسبي الله ونعم الوكيل

قال: حسبنا الله ونعم الوكيل. (كما روى البُخَاريّ عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له( إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)
(آل عمران:173)
وقال كعب رضي الله عنه أن إبراهيم قال حين أوثقوه ليلقوه في النار لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك، ثم رموا به في المنجنيق إلى النار، واستقبله جبريل فقال: يا إبراهيم لك حاجة؟ فقال أما إليك فلا، قال جبريل: فاسأل ربك، فقال إبراهيم حسبي من سؤالي علمه بحالي
فماذا قال رب العزة تبارك وتعالى
( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) قال الله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وقال كعب الأحبار لم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه
وقال ابن عباس رضي الله عنهما وأبو العالية لولا أن الله عز وجل قال وسلاما لآذى إبراهيم بردها وروى أن إبراهيم عليه السلام لما سأل عن هذه الأيام قال وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها
وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم عليه السلام لما رفع عنه الطبق وهو في النار وجده يرش جبينه قال عند ذلك نعم الرب ربك يا إبراهيم
ابن آدم
إنْ كنتَ ترجو الخير فاسلكْ درْبه 000 وابرأ إلى المولى من الكفّار
واحرصْ على تقوى الإله فإنّها 000 زاد المعاد وحلية الأخيارِ
واتلُ الكتاب وكن له متدبّرا ً 000 والزم دعاء الليل والأسحارِ
واسلكْ طريق الخير دوماً واستقمْ 000 فإذا زللتَ فتُبْ إلى الغفّارِ
وإذا عزمتَ فقل عليكَ توكّلي 000 يا عالماً بالجهر والإسرارِ

( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأخْسَرِينَ (70)( قيل: معناه أنهم خسروا السعي والنفقة ولم يحصل لهم مرادهم.
وقيل: معناه إن الله عز وجل أرسل على نمرود وعلى قومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم، ودخلت واحدة في دماغه فأهلكته)
وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ
اللهم إنا نعوذ بك من شرار الخلق
اللهم كما سلمت إبراهيم من نار الدنيا سلمنا من نار الدنيا ونار الآخرة
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأقم الصلاة
[/FONT
أحمدالسيدالصعيدي غير متصل   الرد مع إقتباس