عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-11-2007, 05:34 PM   #3
عمار المقدسي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 51
Exclamation

خامساً: إن من شروط النصر التي وضعها الله سبحانه وتعالى الاعداد بقدر المستطاع فالمجاهدون في سبيل الله مطلوب منهم إعداد القوة لمقاتلة العدو ولكن الله سبحانه وتعالى لم يشترط أن يكون هناك تكافؤ أوتوازن بالقوة مع العدو فهذا غير مطلوب وانما المطلوب هو الاعداد بقدر المستطاع ولو كان حجر أوسكينأو بندقيه قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يُوف إليكم وأنتُم لا تظلمون ) 60 الانفال.
وإعداد القوة المستطاعة هو من باب الاخذ بالاسباب وحتى يكون هذا الاعداد دلالة على صدق النية في مقاتلة العدو ومنازلته والجهاد في سبيل الله .
أما بعض المسلمين الذين يقولون بأن إعداد العدة حرام لأنه لا يجوز إستخدام الوسائل المادية لنصرة دين الله لان استخدامها مخالف للقرأ ن والسنة بحجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعملها في العصرالمكي وهم يعتبرون أنفسهم اليوم في العصر المكي كما يقولون ويدعون , لذلك فإنهم يطلبون من غيرهم أن ينصرالاسلام وإستعادة الخلافه وهم قاعدون على الأرائك ينظرون ويثبطون الأمه ويحبطونها بالتشكيك بكل بادرة أمل وخير تنبعث من وسط الظلام وبكل مجاهد مخلص في هذه الأمه يعمل حقيقة لنصرة الإسلام وإستعادة مجد الأمة الضائع ويتهمونه بالعماله إما لبريطانيا وإما لأمريكا فالتاريخ عندهم تتحكم به المؤامره التي تحيكها بريطانيا وأمريكا فهم يفسرون الأحداث على قاعدة الصراع البريطاني الأمريكي الذي إنتهى منذ عقود طويله ولكنهم يصرون على إستمراره الى الأن حتى أنهم يعتبرون الصراع في فلسطين بين ( بريطانيا وأمريكا وليس بيننا وبين اليهود ) فهم لايؤمنون بالجهاد وإنما بالكفاح السياسي وأصدار المناشير الساذجه الركيكه مدعين بأن هذه هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم التي أقام بها دولة الإسلام فهل يوجد في الإسلام مصطلح الكفاح السياسي ومن الغريب أن العصر المكي في عهد النبوه كانت مدته ثلاثة عشر سنة أما العصرالمكي لهؤلاء مستمر منذ خمسة عقود حتى الأن وألا يعلم هؤلاء أن العصر المكي موقوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بدء القرأن يتنزل, فهل يتنزل القرأن من جديد حتى يكون هناك عصر مكي أخر غير عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم !! فمثل هؤلاء كمثل بني إسرائيل الذين قالوا لنبيهم موسى عليه السلام ( إذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) والله سبحانه وتعالى يرد على هؤلاء بقوله ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهُم وقيل اقعدوا مع القاعدين * لو خرجوا فيكم ما زادُوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلا لكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهُم والله عليم بالظالمين )46+47 التوبه( يا أيها الذين أمنوا لما تقولن مالاتفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيا مرصوص ) 2+3الصف فهم يدعون للخلافة ولايعملون لها وانما يطلبون من غيرهم أن يقيمها ثم يقدمها لهم على طبق من ذهب فأحذروا ياأبناء الإسلام من كل مثبط ليبررعدم أخذه بالأسـباب الماديــه التـي أمرنـا اللـه بهـا .
وكثير من الحكام الدجالين والكذابين في عصرنا الحالي ساقوا الأمةإلى المذبح في كل حروبهم الكاذبة مع الكيان اليهودي وهي ترقص وتغني بالخداع والتضليل والتزييف حيث كانوا يطلقون الشعارات والخطابات النارية التي تتوعد الكيان اليهودي بالثبور وعظائم الامور , ولكنهم بالحقيقة لم يعدوا العدة لمحاربة العدو ولم يكونوا صادقين في شعاراتهم وخطاباتهم لأن الهدف كان هو تخدير وعي الأمه وتغييب فكرها حتى يقدموها لقمةسائغة لعدوها كما حصل في كارثة عام 1967 فكل من ينادي بمحاربة العدو ومنازلته دون أن يعد العدة بما يستطيع فهو غير صادق النية .
فطلب النصر من الله يكون بعد الأخذ بالأسباب الماديه بإعداد القوه المستطاعه فمهما كانت القوة ضعيفه وعددنا قليل وكنا صادقين مع الله فإن الله تكفل بنصرعباده المؤمنيين ( ولن تغني عنكم فئتكُم شيئاولو كثرت وأن الله مع المؤمنين) 19الانفال , قال تعالى (واذكروا إذأنتم قليلُُُ مُستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكُم الناس فأواكُم وأيدكُم بنصره ورزقكُم من الطيبات لعلكُم تشكُرون ) 26الانفال .
أما إذا كان المؤمنون كثيري العدد والعده فلا يجوز أن يركن المسلمون لهذا فيقولوا والله إننا لن نغلب اليوم عن قلة كما حصل في معركة حنين عندما أعجبت المسلمون كثرتهم فكانت الهزيمةفي بداية المعركة حتى يتعلم المسلمون ويرسخ في عقولهم وضمائرهم بأن النصر من عند الله قال تعالى ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكُم كثرتكُم فلم تغن عنكُم شيئاً وضاقت عليكُم الارضُ بما رحُبت ثم وليتم مُدبرين * ثم أنزل اللهُ سكينتهُ على رسُوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاءُ الكافرين ) 25+26 التوبه .
سادساً: إن من شروط النصر التي يجب أن تتوفر فيمن تكفل الله بنصرهم من الطائفة المنصورة أن يكونواممن يحبهم الله و يحبون الله أكثر من أنفسهم ومن ولدهم ومن أموالهم ويتصفون بالعزة والكرامةومتواضعين مع المؤمنين لا يستكبرون عليهم ولا يخشون أحداً من الناس ولا يهتمون أو يلقون بالاً بما سيقوله أعداء الله عنهم بوصفهم إرهابين أو متطرفين أو أصوليين أو مجرمين فالهدف عندهم والغاية هو الحصول على مرضاة الله سبحانه وتعالى والفوز بالشهادةأو النصروهؤلاء قد وصفهم الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكُم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يُحُبهُم ويُحبُونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضلُ الله يُؤتيه من يشاءُ واللهُ واسعُ عليم ) 54 المائده ومن صفاتهم ايضا ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) 112 التوبة .
هذه هي شروط النصر التي وضعها الله سبحانه وتعالى للنصروهي التي التزم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين من بعدهم وجميع المجاهدين في سبيل الله الذين نصرهم الله .
فعلى كل من يريد أن يصبح من الطائفة المنصوره أن يلتزم بهذه الشروط سواء كان ( فرداًمسلما أو حزباً إسلاميا أوحركة جهادية أو دولة مسلمة ) فهذه ليست وجهة نظرنا فنحن لم نأتي بشيء من عندنا ولا هي شروطنا بل هي شروط رب العالمين التي أنزلها في كتابه العزيز وهي حجة علينا و على المؤمنين و حجة على الأنبياء والمرسلين وعلى المسلمين والناس أجمعين.
ومن باب النصيحة والتذكير وإقامة الحجه فإنني أذكر أخواني في بعض الاحزاب الاسلامية والحركات الاسلامية المقاتله وخصوصاً في فلسطين أن لديها خلل كبير ببعض هذه الشروط , فبعضها مثلاً يتحالف مع الاحزاب والمنظمات التي تحمل عقيدة الإلحاد والكفر والعداء لله ورسوله ويسمون هذا التحالف ب( تحالف القوى الوطنية والاسلامية ) والمستفيد من هذا التحالف هم الاحزاب والمنظمات الكافره الملحدة لأنها لا تمثل شيئاً بين أبناء الامة و بين أبناء الشعب الفلسطيني وهي ليست أكثر من أفراد أصواتهم عاليه وشعاراتهم عفى عليها الزمن فهم في حالة إنحسار بعد أن إنكشف كذبهم وتضليلهم وسوء نواياهم ضدعقيدة الأمه فلم يكن تحرير فلسطين في يوم من الأيام أكبرهمهم بل كان محاربة الاسلا م شغلهم الشاغل ولو كانوا اليوم في حالة مد وانتشار كما كانوا في الخمسينات والستينات من القرن العشرين لما تحالفوا مع الاحزاب والحركات الاسلامية لأنهم يعتبرونها رجعية وظلامية وحليفة للاستعمار ويجب محاربتها كما يقولون في أدبياتهم فهم أصلاً أسسوا من أجل محاربة الإسلام فلولا هذا التحالف لإندثر هؤلاء وبادوا كما باد إتحادهم السوفياتي الالحادي .
وكيف لحركة جهادية في فلسطين أن تتبع وتوالي دولة رافضية صفوية تتقرب إلى الشيطان بتكفير أبي بكر وعمر وعثمان وجميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جاهدوا في الله حق جهاده وحملوا راية التوحيد ونشروا الإسلام في الأرض من بعده وهذه الدولة الصفويه وهي ايران تتقاطع اليوم مع أمريكا الصليبيه في عدائها للمجاهدين في افغانستان والعراق من أهل السنة والجماعه , بالاضافة إلى ذلك إن مذهبها الذي تعتنقه قائم على الشرك الخالص بالله رب العالمين كما وضحنا في بداية الموضوع , فهل هناك شرك أعظم من هذا الشرك , لذلك لم ينصرها الله في حربها على العراق في عقد الثمانينات رغم أن الذي كان يحكم العراق في ذلك الحين حزب البعث العلماني الكافر, فكيف سينتصر من يتحالف مع مثل هؤلاء المشركين الذين الأن يرتكبون المذابح ضد أبناءالشعب الفلسطيني الذي تنتمي له هذه الحركه والذين تم تهجيرهم إلى العراق عام 1948 وضد أهل عقيدة التوحيدمن العراقيين لا لذنب إلا لأنهم من أهل السنه والجماعه.
وهناك خلل خطير أخرلدى بعض هذه الاحزاب والحركات وهو إستعمالها لمفاهيم ومصطلحات في خطابها السياسي يتناقض تناقضاً كبيراً مع هذه الشروط القرأنية إلى درجة أنها تستعمل مفاهيم ومصطلحات الحركات والمنظمات العلمانية والماركسية المعادية للإسلام بشكل كامل وعلني فهي أولاً تستعمل مصطلح المقاومة والكفاح والنضال والمقاومين بدلاً من المصطلح القرأني وهو( الجهاد والمجاهدين ) فالجهاد ليس له إلا معنى واحد وهو القتال في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى أما مصطلح المقاومة و الكفاح والنضال فله معاني كثيرة إلا الجهاد في سبيل الله بل قد تعني هذه المصطلحات مماتعني ( الحرب على الاسلام ) الذي يمثل بالنسبةلهم الرجعية وهو بالنسبة لهم أفيون الشعوب ويستعملون أيضا مصطلح ( الأمتين العربيه والإسلاميه ) بدلاً من مصطلح ( الأمه الإسلاميه أمة التوحيد) فلا يوجد في الاسلام أمتين بل أمة واحدة هي أمة الاسلام والتوحيد , قال تعالى( وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربُكم فاتقون ) 52المؤمنون فالذي إخترع مصطلح الأمتين هم الكفار الذين هدموا دولة الاسلام في مطلع القرن العشرين فأنشأوا القومية العربية والقومية التركية لتكونا بديلا لأمة الاسلام , فإستعمال هذا المصطلح هو إقرار بفعل الكفار ضد أمتنا الواحدةالموحده لله رب العالمين عرباً وعجماً ,وكذلك يستعملون مصطلح الوحدة الوطنية فهم يقدمون الولاء للوطن على الولاء للعقيده فالذي يحارب عقيدتنا لايمكن أن يكون من أمتنا , فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة قدم ولاء العقيدة على الولاء للوطن ولكن حماية الوطن والدفاع عنه واجب شرعي ويستخدمون ايضا كلمة ( الصهاينة والاسرائيليين ) بدلاً من ( اليهود ) مما يعني تفريغ الصراع في فلسطين من بعده العقائدي , فالماركسيون مثلا يعتبرون أن الصراع في فلسطين انما هو صراع مع الصهاينه الرأسمالين وليس مع اليهود فالصراع صراع طبقي وليس صراع عقائدي ألا يعلم هؤلاء أن الكيان الغاصب في فلسطين هو كيان يهودي والذين يذبحون أهلنا في فلسطين هم اليهود فكل يهودي جاء إلى فلسطين سواء كان فقيراً أو غنياً رأسماليا أو إشتراكيا عاما أو كناساً فهو عدو لنا .
فأنني أدعوا جميع الكتائب المقاتله في فلسطين بأن تعيد النظر بجميع تحالفاتها وأدبياتها وأفكارها ومناهجها ومصطلحاتها وخطابها السياسي وإعادة صياغتها صياغه جديده لتكون منسجمة مع القرأن والسنة وخصوصاً مع الأيات التي أوردناها والتي تتضمن شروط النصروالتمكين (
الطائفة المنصورة ) حتى لايحبط عملها( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) 33محمد .
عمار المقدسي غير متصل   الرد مع إقتباس