عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-11-2007, 11:58 AM   #1
يوسف القاسمى
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2007
المشاركات: 74
إفتراضي من المحن تأتي المنح

من المحن تأتي المنح
لاشك ولا ريب أن المحن التي تمر بها الأمة اليوم كثيرة
وفي نفس الوقت كبيرة
ومن أكبرها تنحية شرع الله عن الحياة في الحكم والقضاء والتشريع والمعاملات والسلوك

وتأتي محنة أخرى لا تقل عن سابقتها وهي غربة هذا الدين بين أهله وغربة أهله بين ظهراني قومهم وعشيرتهم

وتأتي محنة الابتلاءات التي تصيب المسلمين من سفك للدماء وانتهاك للأعراض وتشريد وتهجير
وانتهاك لحرمات الله وضياع مقدسات المسلمين
ونهب ثرواتهم والسيطرة على أراضيهم

ومحنة أخرى كبيرة وهي غياب عدد كبير من أعلام الهدى
ومصابيح الدجى وهم العلماء العاملون
إما بموتهم وإما بجنهم وتكميم أفواههم

وتظهر على إثرها محنة متفرعة عنها وهي محنة الرؤوس الجهال

وهكذا تتوالى المحن على الأمة إلا أن أخطرها
انعدام الرؤية بانجلائها
وذهاب التفاؤل بانقضائها
حتى تصاب الأمة باليأس والقنوط وترك العمل
وهي من أخطر المحن
لكن الإسلام علمنا أن النصر يأتي مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب
وأن مع العسر يسرا
وأنه مهما طال ليل الظالمين فإنها علامة على انتهاء الليل وبزوغ الفجر الصادق

وقد قال ولد لأبيه يا أبتي اشتدت ظلمة الليل فقال الوالد اقترب الفجر

ومهما تعالت رؤوس المجرمين وأينعت فإنها علامة على قرب حصادها وقطفها

فمتى ما قرب اليأس وبدأ القنوط جاء الفرج من الله فالفرج من لوازم المحنة

قال تعالى (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا )

وأنه على قدر المحن تأتي المنح وعلى قدر تعب المخاض
وصعوبة الولادة يأتي
المولود كبيرا قويا
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلو حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)

ولرب نازلة يضيق به الفتى ذرع وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلاقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

وقد قيل اشتدي أزمة تتفرجي قد أن ليلك بالبلج

ورحم الله الشافعي فقد سأله يوم رجل أيبتلى المسلم أم يمكن فقال
لايمكن حتى يبتلى
يوسف القاسمى غير متصل   الرد مع إقتباس