عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-11-2007, 12:01 PM   #8
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي

اجتمعت العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء، هذا الفضاء الذي يكاد أن يكون الأوحد الذي يسمح لنا بالاجتماع بوالدي، حيث كان يقضي نهاره منكبا على أوراقه في الجريدة وليله متجولا بين المحطات الفضائية، يترقب آخر المستجدات على الساحة الدولية.
حمل أبي الملعقة وأخذ يحرك الحساء وكأنه يفكر في فتح موضوع للحديث، نظر في عادل هنيهة ثم قال له :
- ما أخبار الجامعة ؟ هل هدأت بعد توقف المظاهرات ؟
يسمر عادل بصره في صحن البطاطا الذي بين يديه ثم يقول متحاشيا نظرات أبي وغير مبال بما يحدث في الجامعة :
- عدنا مؤقتا إلى الدراسة، أما الإضراب فلا يزال مستمرا مادمت المطالب لم تلب بعد.
صمت أبي مليا ثم قال في تذمر :
- عجبا ! تدرسون مجانا وتأكلون وتتنقلون مجانا، ثم تتظاهرون وتضربون! ويواصل مستحدثا ذكريات دراسته الجامعية :
- في وقتنا يا ولدي كانت الغربة تبلي زهو شبابنا، نعمل ليلا لندرس نهارا وننام في الشارع تحت مطر الشتاء وحر الصيف، نكتب تحت ضوء المصابيح العمومية وأحيانا على ضوء شمعة تحت سلالم العمارات، وما أضربنا يوما وما تظاهرنا لأن هدفنا كان أسمى من الأكل والنوم.
فلاذ عادل بالصمت، لأنه لا مجال للمقارنة بين ما عاشه والدي بين أحضان الغربة وما نعيشه اليوم، ضف إلى ذلك أن والدي يملك حجة قاطعة وحكمة بارزة وأسلوبا شرسا في الهجوم حيث ينقض من الوهلة الأولى على الطرف الآخر ويزرع أنيابه في كل نقاط ضعفه ولا يترك له مجالا لدفاع عن فكرته وان صدقت .
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس