عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-11-2007, 09:53 PM   #1
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي حصريا... روايتي "الاحلام النائمة"

الأحلام العائمة

الفصل الأول:

* الحياة الهادئة *


بين شوارع الحي الهادئ، كان الليل يتسلل ببطء إلى المنازل ليبعث في الجو سكونا ينوب عن صخب يوم ربيعي مشمس، تصارعت ساعاته وتسابقت أحداثه ومات مثلما ماتت أيام من قبله في ذاكرة الزمن.
أما أنا فكنت استقبل الغروب على حافة شرفة غرفتي كما أفعل غالبا، أمتع ناظري بسحر الغروب ومنظر الشمس وهي تلفظ آخر كلمات وداعها للسماء، فبعدما تربعت فوق عرشها لساعات طويلة، هاهي الآن تنسحب خجولة هزيلة النور من وراء الجبال.
لطالما كنت أستغل هذا الوقت في استرجاع أحداث اليوم وتذكر تفاصيلها وما استهلكت من الساعات سلبا وإيجابا، وأحاول عبثا تصحيح بعض الأحداث التي يزعجني تواجدها بين تفاصيل يومي، وفي النهاية استسلم لما حدث لأنه ما من امرئ يخط بيده أسطر حياته.
تذكرت حصة التاريخ وكيف كان أستاذ المادة يحكي لنا بشغف تفاصيل الثورة الجزائرية، مصرا على التواريخ والأماكن والأشخاص، هذه الثورة التي أخالني حفظت أحداثها عن ظهر قلب، فمذ عرفت مادة التاريخ ما خلى برنامجها السنوي من أحداثها، كثيرا ما تساءلت هل هذا التاريخ الذي بين أيدينا دقيق دقة أستاذ التاريخ؟ و هل سنجد من المؤرخين من سوف يدونون الحياة التي نعيشها اليوم بكل دقة؟
أخذني التفكير في التاريخ إلى أسطر المسرحية التي سأشارك في تمثيلها قريبا، فمع اقتراب موعد الاحتفال بيوم العلم الوطني تكثر الأنشطة الثقافية في الثانوية- وأنا من هواتها- من مسرحيات ومعارض ومسابقات فكرية، كان ميولي للمسرح أحد الأسباب التي جعلتني أستمر في الدراسة لأنني لم أجد فضاء آخر يسمح لي بالوقوف فوق خشبة المسرح كالأبطال وكأنني ربان سفينة وسط يم هائج، أوَفق دائما في جعل عجلة القدر تدور في اتجاه شاطئ نجاتي، رددت هذه العبارة كثيرا أما والدتي التي كانت تقول لي في كل مرة ناصحة إياي « هذا فوق خشبة المسرح أما خشبة الدنيا فتجري الرياح غالبا بما لا تشتهيه السفن ».



يتبع...
__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس