28-10-2007, 05:38 AM
|
#2
|
|
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
|
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح ) .
المؤلفون المسلمون ، غالبا ما يصوروا الحالة قبل ظهور الإسلام بأنها كانت بربرية وتغشاها الجهالة ، وأنه بظهور الإسلام فقد أعاد تشكيل البنية السياسية والإجتماعية جذريا فى شبه الجزيرة العربية . وبالإضافة إلى ذلك ، فإنه فى هذه الحقبة التاريخية يزعم أن البيئة الأكثر فسادا لم تكن موجودة لتقبل المثل العليا للإسلام . بينما يجب الإعتراف بأن عرب الجاهلية قبل الإسلام كانوا بدائيين ، وعلامات التحضر فيهم كانت نادرة ، وفى اعتقادى ، أن البساطة فى حياتهم ، ونوازع الشرف فيهم ، والنبل ، وحبهم للحرية ، جعلت منهم خامات طيبة لتلقى مبادئ القرآن الكريم . المثل العليا للديموقراطية ، الإخاء ، المساواة ، والشهامة والمروءة ، كانت مبثوثة فى أخلاق القبيلة ، والآن فى الإسلام ، هذه الصفات مطلوب أن يكون مجالها أكثر عمومية من القبيلة المغلقة . هذه المبادئ التى بمجرد أن يتبناها الشخص يصبح مواطنا صالحا ، قد قوبلت بعناد وصلف من الإمبراطوريات الفارسية والرومانية المجاورة .
ولهذا ، فبينما كانت رسالة الإسلام رسالة ثورية ، فأنا أعتقد بأن شبه الجزيرة العربية كانت أرضا خصبة لتلقى هذه الرسالة ، وبالأخص بالنسبة لأحوال المرأة . وإنه لمن السهولة بمكان ، أن نسجل بأن أحوال المرأة فى الثقافة الهندوسية القديمة ، واليونانية ، والرومانية ، والفارسية ، كانت هذه الأحوال هى مطلق التبعية . محرومة من الوضع القانونى المستقل ، وكانت تعامل بدونية تحت وصاية أقرب الذكور لها . ووضع المرأة فى الجاهلية كانت أفضل بكثير بالمقارنة . من الآثار النبوية ، نعلم أن المرأة فى الجاهلية كان لها حق الميراث ، لها حق طلب الطلاق ، وحق الإقتراح فى اختيار الزوج ، والمشاركة فى المعارك ، وإدارة شئونها التجارية . هذه الحقوق من الواضح أنها لم تكن معترف بها بانتظام فى الجزيرة العربية ، ولذلك جاء القرآن الكريم ليقرها ويجعلها ملزمة . على كل الأحوال ، فهذا يظهر بأنه قبل تشريعات القرآن الكريم التى تحمى المرأة ، فقد كان منها الكثير موجود قبل الإسلام . وجود العديد من الامثله عن المرأة بأنها تمتلك قدرا من الاستقلال يزيد عن نظرائها في الأراضي المجاورة ، من شأنه ان يؤدي بالمرء إلى الإعتقاد بأن الإصلاحات التى جاء بها الإسلام قد تم قبولها بسهولة أكبر ، منها في أي مكان آخر في الجزيرة العربية .
فى مركز التصور الإسلامى للأنثى والذكر ، ورد فى سورة آل عمران على لسان أم مريم حيث ذكرت بأن الذكر ليس كالأنثى حينما وضعت السيدة مريم بعد أن كانت نذرتها لله ، ويتضح من هذا التقرير ، أنه قد خاب أملها من انها لم تضع ذكرا ! فهذا الإختلاف هو فى الخلقة وأدوار الحياة ، ولكن بالرغم من هذا الإختلاف فقد تقبلها الله بلطفه ، بقبول حسن ، مما يعنى بأنه بالرغم من إختلاف الخلقة ، إلا أن الذكر والأنثى عند الله سواء فى المنزلة . هنا وجه سبحانه لها لوما لطيفا ، يبلغها فيه أنه عليم بما وضعت وأن الذكر ليس كالأنثى سواء - وضمنيا لم يقصد بأن يكونا سواء فى الخلقة .
ومن الملفت للنظر ، أن النقد الموجه لأفضلية الذكر يظهر فى قصة السيدة مريم ، أم سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ، وهى إحدى الشخصيات المرموقة فى القرآن الكريم . ولهذا وفى نفس الوقت ، وبتقرير صريح ومثال أكيد فى اللحظة التى تبين أن هناك فرق بين الذكر والأنثى ، يذكر أن المرأة بجهدها قد تكون متميزة عن الرجال .
وفي النظرة الإلهية ، فالرجل والمرأة ليسوا سواسية فى الخلقة ، ولكنهما يكملان بعضهما البعض. وهذا ما يعبر عنه بطرق متنوعة في القرآن .
(1) - "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ..............." {187} سورة البقرة
(2) - وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {71} سورة التوبة
(3) - وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} سورة الروم
هذا المفهوم أساسى لمعالجة دور الرجل ودور المرأة . الفكرة هى ألا يكره الرجل أو المرأة على تبنى نموذجا محددا فى العلاقة بينهما ، ولكن بالأحرى أن تكون هذه العلاقة مبنية فى العموم بطريقة بحيث يتعايشا سويا على نموذج محدد من السلوك . القرآن الكريم والسنة النبوية لم يصرا على أن يتخذ الأزواج وضعا خاصا لسلطتهم فى الأسرة ، حيث أن الفرضية الواضحة هى بأن فى الغالب فأن معظم الرجال - نظرا لاختلاف عناصر القوة والضعف فى الشريكين - يكون عندهم حرية أكثر وسلطة أكبر فى الأسرة من الزوجة . ومن المؤكد ، فالرجل يميل لما يقتنع بأنه فى الصالح ، وقد يستخدم القسوة إذا وجد ذلك مناسبا .
مادام هذا هو الحال ، فالإسلام يعمل على تقليص هذه الخاصية فى الرجل ، ويحمى المرأة من مساويئها ، بينما فى نفس الوقت يؤكد على أدنى الإلتزامات المطلوبة من الجنسين .
ولذلك فبينما يقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرجال هم رعاة الأسرة ، وأن النساء مسئولات عن شئون المنزل ؛ هو لم يأت بجديد بخصوص النموذج العام ، مشيرا عليه السلام ، أن كلا منهما مسئولا بدوره عن إلتزاماته . وبعباره اخرى ، فهو يؤكد على الإلتزامات والمسؤوليات ، وليس على المزايا .
الإعلان البديهى لمميزات كلتا الشخصيتين بعضهما عن بعض ، ذكرت دون تعيين تفوقا لأحدهما عن الآخر ، وبذلك ترك تقرير كيف تختلف النساء عن الرجال بالضبط مفتوحا بشئ من الغموض .
لقد ذكر لنا القرآن الكريم بأن الرجال والنساء كلا منهما يحمى الآخر (..... هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ....) ، ويحقق كلا منهما للآخر الرحمة والحب . هذه التبادلية هى جزء صغير من التوازن فى الكون ، فخذا التوازن مطلوب فى كل شئ ، كما ورد فى هاتين الآيتين :::
(1) - وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ {7} أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ {8} سورة الرحمن
(2) - لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {25} سورة الحديد
ويذكر لنا القرآن الكريم بأن كل شئ فى الوجود خلق من زوجين اثنين :::
(1) - سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ {36} سورة يس
(2) - وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ {12} سورة الزخرف
(3) - وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {49} سورة الذاريات
ومن ثم ، فالعلاقة بين الجنسين هى عنصر واحد فى علاقة واسعة ومعقدة بين نظام الزوجية . والإسلام يطالب بتبسيط هذا التناسق بين قوة الذكر والأنثى ، ومواضيع التكامل والتوازن تبرز في نهجها على حقوق كلا من الرجل والمرأه .
يتبع
|
|
|