[wald chahid_1]

زيارة ساركوزي الى المغرب وما دار فيها سرا وعلنا وما تمخض عنها من نتائج ينظر إليه من زوايا عدة لكنها جميعا تبرز النفاق والمكر الساركوزي - ومن حقه ذلك - في سبيل مايري انه مصلحة فرنسا بغض النظر ما نراه نحن أبناء المنطقة المكتون بالنار الفرنسية منذ قرون ساركوزي اظهر خبرة وبراعة في النفاق فهو في خطاباته يعلن تأييد العرض المغربي بخصوص الحكم الذاتي وهو على يقين انه ساقط مسبقا ولن يمر مادام في الشعب الصحراوي عرق ينبض ومادامت القضية يلتف حولها أحرار العالم وشرفاءه من جزائر الثورة والنصر الى ابسط مناصر للحق الصحراوي -وما أكثرهم عبر العالم، ساركوزي يدرك ذلك تماما ويعيه كما يعي ان الميراج وغيرها من أسلحة فرنسا الفتاكة ساهمت كثيرا في محاولة إسكات الصوت الصحراوي ومحوه من الخارطة طيلة سنوات الحرب وفشلت فشلا ذريعا، ساركوزى ليس مغفلا فهو يدرك قوة الخصم الصحراوي وعدالة قضيته لكنه عندما يعلن تأييد الطرح المغربي فهو يقول لنا وللعالم ان فرنسا مازالت تريد إطالة أمد النزاع لأسباب تخصها منها استمرار ضعف وتهتك الإتحاد المغاربي ومنها محاولة إخضاع الجزائر لهيمنة وسطوة الصادرات الفرنسية والحصول على اكبر حصة من سوق الطاقة والتسلح بالجزائر، لكنه يدرك أن الجزائر قبل حوالي نصف قرن أجبرت العملاق الفرنسي على الانحناء لدم الشهداء وهي اضعف فكيف بها وهي اليوم عملاق المغرب العربي وبوصلة يحتاجها كل الكبار للمشي في دروب العزة والمنعة ساركوزي منافق لأنه في مقابلته مع لوماتيه المغربية يؤكد على المسار التفاوضي وضرورة البحث بعمق في النزاع وهو لاشك يضع أكثر من خط تحت كلمة بعمق فهو ملم بكل خفايا النزاع وأسباب استمراره ويشير إلى قرارات الأمم المتحدة ويتجاهلها في بعض أحاديثه، ساركوزي حقا ابن امه، عندما يحاول الضحك على الجميع وخداع الجميع فيوهم المغرب انه حليف جدي وشريك في ما لفرنسا من حضور اقتصادي سابق بالمغرب وبما أعلن عنه من صفقات بقرابة ال2 مليار اورو، والواقع غير ذلك فنوعية الاستثمارات والتمويلات وفوائدها المركبة لا يمكن تصنيفها الا كاستغلال لسوق الخدمات المغربي والهيمنة عليه لعقود واستنزاف الدخل القومي المغربي بمشاريع كان أولى ان تمول وتدار بشركات عامة او خاصة مغربية، فما المنة في شبكة قطارات بين طنجة ومراكش سيساهم فيها الملك لاشك كشريك ليحصل على حصته من بيع الشعب المغربي للشركات الفرنسية، وما الذي ستضيفه الرافال والفرقاطة للمغرب ولم تحققه الميراج والدبابة 1190 وغيرها.


ساركوزى ليس شيراك وليس أسوا منه ولا أفضل اذ هو رئيس فرنسي يتعامل معنا بعقلية العارف بنا من اجل مصالحه فقط، ان المليارت المعلن عنها كسقف لمشاريعه في المغرب لن تحدث فرقا بل ستزيد أعباء المواطن المغربي وترفع من حجم التضخم وتؤدى إلى نمو دين تراكمي على كاهل الأجيال المغربية القادمة، أما المواقف السياسية فلم نرى فيها جديدا يذكر فحديث ساركوزى عن التقدم في المشروع المتوسطي مضحك إلى حد البكاء وذكره ان الملك أعلن تأييده المسبق له وان ذلك ميزة وإمارة لنجاحه كلام يصنف في إطار النفاق فالضفة الجنوبية للمتوسط بها دول أغنى واكبر وزنا من المغرب، لكن ساركوزى يحب الأستمرار في التهافت في خطاب واحد.
ساركوزى المستثمر القوى يعرض عضلاته في مراكش والرباط وطنجة ويتبجح بقدراته الخارقة، لكن على من يريد ان يرى ساركوزى المسكين ان يشاهده في زيارته القادمة للجزائر، حيث سيحاول بكل لباقة ان يجد عند القيادة الجزائرية مايساعده في حل مشكلة 40% من الفرنسيين الذين يتقاضون راتبا اقل من الحد الأدنى الأروبي، وان يحصل للشركات الفرنسية على ما يحول دون إفلاسها من السوق الجزائرية ذات الفائض الكبير.
اما المغرب فسيطبل ويهلل للمليارين اليتيمين المنقعين في السم، وهو كان سيحصل على عشرات المليارات منا جميعا كجيران لو انه انخرط مع أهله في البناء والتعمير، إذ أن الخزانة الجزائرية وحدها قادرة على إحداث ثورة اقتصادية في المغرب بثلث فائضها 2006 او 2007 وباستطاعة دول المغربي مجتمعة بما فيها الجمهورية العربية الصحراوية الدمقراطية خلق محفظة استثمارية اكبر في المغرب لو انه يريد الخير لشعوب المنطقة.
ومن ما سبق علينا إدراك ان زيارة ساركوزى الأستعراضية للمغرب هي في الوقت الضائع وتصريحاته كذلك، وان علينا أن نربط مصائرنا بنا لا بالغير ونحن بإذن الله قادرون على إلحاق الهزيمة بكل أعداء الحرية والكرامة abdalla_sidi@yahoo.com