إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد ، وعملها واحد ، وذلك تجاوزا ، لكي لا يقول البعض هذه حروف ، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل ، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية ، والاسمية .
وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات .
أولا ـ إنْ ، وإذما :
حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب .
188 ـ نحو قوله تعالى : { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله }1 .
وقوله تعالى : { إن تأمنه بقنطار يؤده إليك }2 . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .
ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها في محل :
1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط متعديا ، واستوفى مفعوله .
189 ـ نحو قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }3 .
وقوله تعالى : ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 .
190 ـ وقوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله }5 .
191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )6 .
فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر .
أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول .
نحو : من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع .
ــــــــــــــــ
1 ـ 29 آل عمران . 2 ـ 75 آل عمران .
3 ـ 123 النساء . 4 ـ 63 التوبة .
5 ـ 79 النساء . 6 ـ 132 الأعراف .
ومنه قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }1 .
وقوله تعالى : { من كفر فعليه كفره }2 .
فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر .
أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره .
193 ـ نحو قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }3 .
وقوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }4 .
وقوله تعالى : { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }5 .
وقوله تعالى : { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }6 .
فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره .
2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا .
ومهما تفعل يعلمه الله .
194 ـ ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }7 .
وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }8 .
وقوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }9 .
195 ـ وقوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }10.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 160 الأنعام . 2 ـ 44 الروم . 3 ـ 75 مريم .
4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء . 6 ـ 136 الأنعام .
7 ـ 178 الأعراف . 8 ـ 186 الأعراف .
9 ـ 106 البقرة . 10 ـ 5 الحشر .
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها .
3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره .
نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم .
فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن .
4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق ، إذا دلتا على حدث .
نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة .
والتقدير : أي سير تسر .
ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
نحو : متى تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك .
متى : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم :
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
وقول الآخر :
متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر
وقول الآخر :
وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم
رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء مبنية ، أنى مبنية على السكون وأين ،
وأينما ، وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما " في أينما ، وحثما زائدة .
نحو : أين تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء .
ونحو : أنى تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا .
196 ـ ومنه قوله تعالى : {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }1 .
ومنه قوله تعالى : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا }2 .
وقوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }3 .
خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك .
فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " ، لأن فعل الشرط تام .
وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا .
نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه .
سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد ، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي :
1 ـ مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله .
نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك .
2 ـ وتأتي مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به .
نحو : أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان .
3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله .
نحو : أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه .
ومنه قوله تعالى : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 .
4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك .
فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " .
وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل .
ــــــــــــــــ
1 ـ 76 النحل . 2ـ 61 الأحزاب .
3 ـ 150 البقرة . 4 ـ 110 الإسراء .
|