الموضوع: يوميات رمضانية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-10-2007, 12:59 PM   #38
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي

اليوم السادس والعشرون من رمضان المبارك



ـ وصول السيدة نفيسة بنت الحسن إلى مصر:
من حوادث اليوم السادس والعشرون من رمضان وصول السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين إلى القاهرة
و السيدة نفيسة من شهيرات آل بيت النبوة عالمة عابدة دينة خيرة.
تزوجها ابن عمها إسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق.
رحلت مع زوجها من المدينة المنورة إلى الخليل لزيارة قبر أبينا إبراهيم عليه السلام
ثم توجهت إلى مصر في رمضان عام 193هـ، فلما وصلت العريش بأقصى شمال مصر الشرقي استقبلها أهلها بالتكبير والتهليل وخرجت الهوادج والخيول تحوطها وزوجها حتى نزلا بدار كبير التجار وقتها جمال الدين عبد الله الجصاص.
ثم انتقلت من العريش متوجهة إلى (القطائع) أو القاهرة القديمة.
وقد كان يوم وصولها إلى القاهرة يوم السادس والعشرين من رمضان، فنزلت في دار سيدة من المصريين تدعي (أم هاني) وكانت داراً واسعة.
وقد ازدحم حولها الناس يتبركون بها ويحتلون، حتى ضجرت فخرجت عليهم قائلة: ـ إني كنت قد عزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغولي عن أورادي.
وأعلنت أنها سترحل إلى المدينة المنورة ففزع الناس لقولها، وأبوا عليها الرحيل.
وتدخل والي مصر السري بن الحكم فحدد للناس يومين أسبوعياً فقط يزورها فيهما، لتتفرغ بقية الأيام للعبادة، فرضيت وبقيت.
كان أمراء مصر يعرفون قدر السيدة نفيسة، حتى إن ابن طولون وقف بموكبه لها ذات يوم ـ وكان الناس قد لجأوا إليها ـ فأعطته رقعة كتبت فيها تخاطبه: ـ (ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة، لا سيما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم...) فرجع عن ظلمه لوقته.




ـ صاحب الزنج يعلن ثورته:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 255هـ أن صاحب الزنج ـ الذي قاد تمرداً كبيراً في جنواب العراق في مناطق الأهوار ـ أعلن تمرده في ذلك اليوم.
قال الطبري رحمه الله (5/587): وكان خروج صاحب الزنج في يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة 255هـ، وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة 270هـ، فكانت أيامه من لدن خرج إلى اليوم الذي قتل فيه أربع عشر سنة وأربعة أشهر وستة أيام.
وكان دخوله الأهواز لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر رمضان سنة 256هـ، وكان دخوله البصرة وقتله أهلها وإحراقها لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال سنة 257هـ.
قال الطبري عن بدء صاحب الزتج تمرده بعد أن جمع أعداد كبيرة من العبيد المسماة بغلمان الشورجيين (قام فيهم خطيباً فمنّاهم ووعدهم أن يقودهم ويرأسهم ويملكهم الأموال، وحلف لهم الأيمان الغلاظ ألا يغدر بهم ولا يخذلهم ولا يدع شيئاً من الإحسان إلا أتى إليهم)...
وقد أتسع أمر صاحب الزنج وفشا فساده، وقتل ونهب وسبى وأسر، وهزم عدة جيوش للخلافة إلى أن خرج له ابن الخليفة الموفق وكنيته أبو أحمد في جيش لجب واستعداد تام وتصميم وعزم، فهزمه شر هزيمة وطهر الأرض من شره، وقتله وحمل رأسه وساربه في شوارع بغداد وكان يوماً مشهوداً.




ـ انقطاع جسر الكرك بالملك الناصر محمد بن قلاوون.
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 708هـ ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية (14/47)
ـ خرج الملك الناصر محمد بن قلاوون من الديار المصرية قاصداً الحج، وذلك في السادس والعشرين من رمضان وخرج جماعة من الأمراء لتوديعه فردهم، ولما اجتاز بالكرك (حصن الكرك وقلعته المنيعة) عدل إليها، فنصب له الجسر، فلما توسطه كسر به، فسلم من كان أمامه وقفز به الفرس فسلم هو، وسقط من كان وراءه وكانوا خمسين، فمات منهم أربعة وتهشم أكثرهم في الوادي الذي تحت الجسر.
وبقي نائب الكرك الأمير جمال الدين آقوش خجلاً، يتوهم أن يكون هذا يظنه السلطان عن قصد, وكان قد عمل للسلطان ضيافة غرم عليها أربعة عشر ألفا فلم يقع الموقع، لاشتغال السلطان بهم وما جرى له ولأصحابه, ثم خلع على النائب وأذن له في الانصراف إلى مصر فانصرف. واشتغل السلطان بتدبير المملكة في الكرك.



ـ نابليون الفرنسي يصل من مصر إلى يافا:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 1212هـ وصول القوات الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت في احتلال مصر إلى مشارف يافا.
قال الجبرتي: وفي سادس عشرين شهر رمضان وصلت مقدمات الفرنساوية إلى بندر يافا ـ من الأراضي الشامية ـ وأحاطو بها وحاصروها من الجهة الشرقية والغربية وأرسلوا إلى حاكمها الجزار أن يسلمهم القلعة قبل أن يحل به وبعسكره الدمار... ولما رفض الإنذار الفرنسي أحكم الفرنسيون الحصار وضيقوا الخناق على يافا لمدة أربعة أيام استكملوا فيها استعدادهم، ثم شنوا الهجوم على البلدة فدخلوها آخر يوم من رمضان وحصل النهب فيها تلك الليلة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسنعود إلى تفعيلات دخول الفرنسيين يافا فيما بعد في حواث اليوم الثلاثين من رمضان.



ـ تدريس ابن كاتب قطلوبك عوضاً عن الزملكاني:
ومما أورده صاحب كتاب (الدارس في أخبار المدارس) نقلاً عن ابن كثير في سنة 715هـ قال:
ـ وفي يوم الأربعاء سادس عشرين شهر رمضان درّس بالمدرسة العادلية الصغرى الفقيه الإمام فخر الدين المصري المعروف بابن كاتب قطلوبك بمقتضى نزول مدرّسها كمال الدين ابن الزملكاوي له عنه، وحضر عنده القضاة والأعيان والخطيب وابن الزملكاني أيضاً.
وقد كانت المدرسة العادلية الصغرى نموذجاً تاماً للمدرسة النموذجية الكاملة في وقفها وخدماتها. أنشأتها زهرة خاتون بنت الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، ووقفت عليها دار ابن موسك وقرية كامد والحصة من قرية برقوم من أعمال حلب، والحصة من قرية بيت الدير من الأصفار، والحمّام المعروف بابن موسك. فوقفت ذلك جميعه ومن بعدها تكون مدفناً ومدرسة ومواضع للسكنى، وشرطت للمدرسة معيداً وإماماً ومؤذناً وبواباً وقيماً وعشرين فقيها.
وقد كان النز ول عن الوظائف لمعينٍ معمولاً به آنذاك. وكما رأينا فقد تنازل ابن الزملكاني عن التدريس في المدرسة العادلية لابن كاتب قطلوبك يوم السادس والعشرين من رمضان سنة 715هـ.



ـ دولات خجا يصبح مسئولاً عن القاهرة:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 841 الخلعة السلطانية التي ألبسها السلطان الأشرف في مصر لرجل يعرف بـ (دولات خجا) عندما ثبته واليا على القاهرة.
قال ابن تغري (النجوم الزاهرة 14/359) دولات خجا: كان أصله تركي الجنس من أوباش مماليك الظاهر برقوق، وهو من جملة حرافيش المماليك السلطانية، كان وضيعاً كثير الشر. كان الملك الأشرف يعرفه أيام جنديته ويتوقى شره.
فلما تسلطن الأشرف ولاه الكشوفية ببعض النواحي (أي التحقيق والكشف عن الأحوال) فأباد المفسدين وقويت حرمته، فمن يومئذ صار ينقله من وظيفته إلى أخرى حتى ولي القاهرة، فتنوع في عذاب أهل الفساد وقطاع الطريق أنواعاً :
منها: أنه كان إذا قبض على الحرامي أمسكه ونفخ بالكير في دبره، حتى تندر عيناه وينفلق دماغه.
ومنها: أنه كان يعلق الرجل منكساً، ولا يزال يرمي عليه بالنشاب حتى يموت. وأشياء كثيرة من ذلك.
فلما ولي القاهرة وخلع عليه السلطان في يوم الاثنين سادس عشرين شهر رمضان كان أول ما بدأ به أنه أفرج عن جميع أرباب الجرائم من الحبوس، وحلف لهم أنه متى ظفر بأحد منهم وقد سرق ليوسطنه (يقطعه من وسطه بالسيف) وأرهب إرهاباً عظيما، وصار يركب في الليل ويطوف بحرمة زائدة عن الحد وصدق في يمينه في السراق، فما وقع له من سارق ممن أطلق ـ وقد كتبت أسماؤهم عنده ـ إلا وسطه, فذعر أهل الفساد منه وانكفوا عن السرقة.
وألزم (دولات خجا) الناس إلزامات لم يعرفوها من قبل، منها: أنه أمرهم بكنس الشوارع ثم رشها بالماء، وبتعليق كل سوقي قنديلاً على دكانه، وعاقب على ذلك خلائق, ثم منع النساء من الخروج إلى التُرَب (المقابر) في أيام الجمع...
وقد سئمه الناس وضجروا منه.



ـ المصلح الاجتماعي ابن منصور الفقير:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 645 وفاة أبي محمد علي بن أبي الحسن بن منصور الدمشقي الفقير.
قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/231) ولد بقرية (بسر) من حوران، ونشأ بدمشق وكثر أتباعه، وهو صاحب الزاوية التي بظاهر دمشق بالشرف الأعلى القبلي، التي يجتمع الناس فيها للسماعات يقال لها (زاوية الحريري).
كان من أمره العجيب أنه حبس في أول حياته في دراهم دين عليه، فبات تلك الليلة في الحبس بلا عشاء، فلما أصبح صلى بالمحتسبين صلاة الصبح وجعل يذكر بهم الى ضحوة، وأمر كل من جاءه شيء من المأكول من أهله أن يشيله، فلما كان وقت الظهر أمرهم أن يمدوا الأكل سماطا فأكل كل من في الحبس، وفضل شيء فأمرهم بشيله وصلى بهم الظهر، وأمرهم أن يناموا ويستريحوا ثم صلى بهم العصر، وجعل يذكر الله بهم إلى المغرب، ثم صلى بهم المغرب وقدم ما حضر.
وبقي على هذا الحال، فلما كان في اليوم الثالث أمرهم أن ينظروا في حال المحتبسين وكل من كان محبوساً على دون المائة، يجبون له من بينهم ويرضون غريمه ويخرجونه، فخرج جماعة، وشرع الذين خرجوا يسعون في خلاص من بقي.
وأقام ابن منصور الدمشقي الفقير ستة أشهر محبوساً، وجبوا له وأخرجوه فصار كل يوم يتجدد له أتباع إلى أن آل أمره إلى ما آل.
وكانت له كرامات ومكاشفات.
ولمامات كانت ليلة وفاته مثلجة فقال فيه أحد الشعراء، وهو نجم الدين بن إسرائيل:
بكت السماء عليه ساعة دفنه *** بمدامع كاللؤلؤ المنثورِ
وأظنها فرحت بمصعد روحه *** لما سمت وتعلقت بالنورِ
أوليس دمع الغيث يهمي بارداً *** وكذا تكون مدامع المسرور.



ـ النجيبي الأندلسي إمام في القراءات كبير:
ومن حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان سنة 519هـ وفاة المقرئ محمد بن أحمد بن عمار التجيبي من أهل لاردا (في الأندلس) (التكملة لكتاب الصلة 1/344).
رحل التجيبي إلى بلنسية إثر استرجاعها من الروم في منتصف رجب سنة 495هـ، ثم عاد إلى بلده (لارده) فأقرأ بها القرآن وأُخذ عنه، ورحل إلى مرسية وتصدر بجامعها للإقراء، ثم انتقل إلى أوريوله وخطب بجامعها، وتمادى إقراؤه بها إلى حين وفاته.
ألف التجيبي في معاني القراءات (روضة المدارس وبهجة المجالس)
توفي في السادس والعشرين من رمضان سنة تسع عشر وخمسمائة، وكان مولده أيضا في رمضان سنة 477.



ـ ابن خلدون مؤرخ وصاحب نظرية اجتماعية :
وممن ولد في رمضان وتوفي في رمضان في السادس والعشرين منه الإمام ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الاشبيلي المالكي المعروف بابن خلدون
ولد يوم الأربعاء أول شهر رمضان سنة 732هـ وقد تقدم.
وتوفي فجأة في دمشق يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر رمضان سنة 808هـ.
برع ابن خلدون في العلوم وتقدم في الفنون ومهر في الأدب والكتابة، تنقل بين دواوين الملوك والأمراء وتعرض للمحنة أكثر من مرة.
اجتمع مع تيمور لنك: وتولى قضاء دمشق وقبلها تولى قضاء القاهرة مراراً وتولى مشيخة المدرسة البيبرسية. وكان لا يتزين بزي القضاة، بل هو مستمر على طريقته في بلاده.

__________________





maher غير متصل