ـ ابن الجزري مقرئ ذو جاه رحالة:
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين ولادة المقرئ الشافعي محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي المعروف بابن الجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل (البدر الطالع 2/257).
كان والد ابن الجزري تاجراً لا يولد له، فشرب من ماء زمزم بنية أن يرزقه الله ولداً عالماً، فولد له محمد هذا في ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة 751هـ.
تلقى ابن الجزري العلوم الشرعية كلها، واشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر ثم الثلاث عشرة، ودخل بلاد الروم واتصل بالسلطان بايزيد، وانتقل في البلدان كثيراً من سمرقند إلى خراسان إلى أصبهان فشيراز فالبصرة، وجاور بمكة والمدينة، ثم رحل إلى دمشق فالقاهرة فاليمن، وأخيراً شيراز.
له تصانيف كثيرة مهمة منها: النشر في القراءات العشر، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة، ونظم طيبة النشر في القراءات العشر في الف بيت. وغير ذلك كثير.
ـ أبو الفضل الميداني صاحب كتاب الأمثال:
وممن توفي في الخامس والعشرين من رمضان أبو الفضل أحمد بن محمد بن احمد الميداني النيسابوري الأديب سنة 518هـ (وفيات الأعيان 1/148)
كان فاضلاً عارفاً باللغة، أتقن منها خاصة أمثال العرب له كتاب: الأمثال مشهور معروف. سمع الحديث ورواه.
توفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين من رمضان.
ـ الفقيه المفسر فخر الدين الرازي عالم كبير:
وممن ولد في الخامس والعشرين من رمضان سنة 544هـ الإمام الفقيه المفسر فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين التميمي البكري الطبرستاني الأصل الرازي المولد.
فاق فخر الدين الرازي أهل زمانه في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل
له التصانيف المفيدة في فنون عديدة، منها: تفسير القرآن الكريم. جمع فيه كل غريب وغريبة، وله كتب أخرى في الفقه والعقائد والطب واللغة.
كان له في الوعظ اليد البيضاء (وفيات الأعيان 4/252) وكان يلحقه الوجد حال الوعظ ويكثر البكاء، ورجع بسببه كثير من الطائفة الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنة. لقب بشيخ الإسلام. من شعره:
نهاية إقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم قد رأينا من رجال ودولة*** فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا.
حضر درسه ذات يوم شرف الدين بن عنين في مدرسته بخوارزم، وكان اليوم شاتياً والثلج كثير، فسقطت بالقرب منه حمامة وقد طردها بعض الجوارح، ولم تقدر على الطيران من خوفها وشدة البرد، فلما قام الإمام فخر الدين الرازي رق لها وأخذها بيده، فأنشد ابن عنين في الحال:
يا ابن الكرام المطعمين إذا شتوا *** في كل مسبغة وثلج خاشفِ
العاصمين إذا النفوس تطايرت *** بين الصوارم والوشيج الراعفِ
من نبّأ الورقاء أن محلكم حرم *** وأنك ملـــجأُ للخائــفِ
وفدت عليك وقد تدانى حتفها *** فحبوتها ببقائها المستأنفِ
ولو أنها تحبى بمال لانثنت *** من راحتيك بنائل متضاعف