عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-10-2007, 02:02 PM   #17
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عمرو بن العاص رضي الله عنه

عمرو بن العاص رضي الله عنه



هو عمرو بن العاص بن وائل السهمي، ابو عبد الله، داهية قريش الموصوف بأنه داهية في حلّ المعضلات، ومن يُضَربُ به المثل في الفطنة والدهاء والحزم، كان من فرسان قريش في الجاهليه وشاعرا حسن الشعر وهو القائل:
اذا المرُء لم يترك طعاما يُحُّبهُ *** ولم يَنه قلبا غاويا حيث يَمّما قضى
وطرا منه وغادَرَ سّبـــــــــــــةً *** إذا ذُكرت أمثالها تملآ الفمــــــــــــا

تأخرت أستجابته لدعوة الاسلام، وشارك مع المشركين في قتال المسلمين في وقعة بدر وأحُد ولم يحضر صلح الحديبية، وذهب للوهط وهي قرية بالطائف على ثلاثة ايام من وجّ قيل انه عرش فيها ''الف الف عود كرم على الف الف خشبة أبتاع كل خشبة بدرهم''. وُذكرَ انه لما حجَّ سليمان بن عبد الملك مّر بها فقال: هذا اكرم مال وأحسنه لولا أن هذه الحرة في وسطة فقيل له: ليست بحّرة ولكنها مسطاح زبيب''. الحرة الأرض المنبسطة ذات الحجارة السوداء الملساء .
بعد غزوة الخندق التي نصر الله فيها المسلمين، وهزم الاحزاب وحدة، واعتبرت نقطة تحول في مستقبل الدعوة الاسلامية، ذهب عمرو وهو على الشرك الى صديقة النجاشي في الحبشه، واشترى له هدايا من الأدم(الجلد) ليعيد المسلمين المهاجرين للحبشه ويَثنيهم عن دينهم، وجد في الحبشه جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وجرى بينهما وبين النجاشي نقاش حول نبوة الرسول عليه السلام نصحه النجاشي اثرها أن يُسلم، حيث قدم الى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ومعه خالد بن الوليد في السنة الثامنة للهجرة فقال عمرو: يا رسول الله، ابايعك على أن يغفر لي الله ما تقدم من ذنبي؟ ولم يذكر ما تأخر. فقال صلى الله عليه وسلم: (يا عمرو بايع فان الاسلام يُجّبُ ما كان قبله). وأضاف عمرو قائلاً: فوالله إني لأشد الناس حياء من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . فما ملأت عيني منه ولا راجعته .
روي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله عمرا ثلاث مرات وهو في البحرين ولما سئل عليه السلام ما شأنه؟ قال: كنت اذا ندبت الناس الى الصدقه، جاء فأجزل منها فأقول: يا عمرو انى لك هذا؟ فقال: من عند الله وقال صلى الله عليه وسلم: وصدق عمرو، ان له عند الله خيرا كثيرا).
روى عدة أحاديث وروى أيضاً أحاديث عن أم المؤمنين رضي الله عنهما.
وكان قصير القامة، يخُضبُ بالسواد، معروف بفصاحته وبيانه وسداد رأيه وانه نقي السريرة: سره كعلانيته، يكرم جليسه، روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد . وروي أن عَمْراً كان يسرد الصوم، وقلما يصيب من العشاء أول الليل . وقال إنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ''ان فصلا بين صيامنا وصيام اهل الكتاب أكلَةُ السّحر''. وروي أن عمراً قال: ''لا أملُّ ثوبي ما وسعني، ولا أملُّ زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أملُّ دابتي ما حملتني، إن الملال من سيء الأخلاق'' .
أمره الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل لعلمه بمقدرته الحربية، فاصاب الصحابة برد ونهاهم عمرو عن اشعال النار، فلما عادوا شكوه للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عمرو: ''يا نبي الله، كان فيهم قلة، فخشيت أن يرى العدّو قلتّهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدّو مخافة أن يكون لهم كمين'' فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسله في السنة التاسعة للهجرة الى عُمان حيث فاوض حاكميها جَيفر وعباد أبني الجلندي فدخلا الاسلام وكان في عُمان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم للرفيق الاعلى . شهد عمرو يوم اليرموك، وابلى بلاءا حسنا، وكان قائدا على جيش تحت أمرة خالد بن الوليد - رضي الله عنهما - وشارك في أجنادين وفتح دمشق ثم ارسله ابو عبيدة بن الجراح الى أهل حلب وانطاكية فصالح اهلها ثم افتتح قنسرين عنوة، ثم ولاه الخليفه عمر بن الخطاب الاردن وفلسطين نظرا لدوره في فتح هذه المناطق، ثم كتب اليه ليسير الى مصر وأفتتحها بدءا من حصن بابليون سنة عشرين للهجرة وأسس الفسطاط بمصر ثم سار الى الاسكندرية وفتحها سنة احدى وعشرين هجرية ثم فتح طرابلس بعدها بسنة وولاه الخليفة عمر بن الخطاب إمرة مصر وبقي والياً عليها زمن معاوية بن أبي سفيان.
ولم يشارك في الفتنة بداية وبقي معتصما في مكة حينا ثم لجأ الى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وشارك ممثلا له في التحكيم الذي جرى في شعبان سنة ثمان وثلاثين للهجرة، والذي جرى في أذرُح بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أنها بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة، ولا تبعد كثيراً عن الجرباء، فتحت صلحاً في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصولح على مائة دينار جزية، وهي اليوم بلدة عامرة تتبع إدارياً لمحافظة معان وفيها جبل سمي باسم جبل أبو موسى الأشعري أو جبل التحكيم، حيث جرى التحكيم بين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ومعاويه ابن أبي سفيان، وفي التحكيم قّدم عمرو برهانا جديدا على عبقريته السياسيه حيث نجح في اقناع ابي موسى الاشعري ممثل الخليفة علي بن ابي طالب بخلع علي ومعاوية وثبّت معاوية وقال فيه كعب بن جعيل شعراً يصف عبقريته بعبقرية لقمان الحكيم في أذرح قائلاً:
كأن أبا موسى، عشية أذرحٍ يطيف بلقمان الحكيم يواربه
فلما تلاقوا في تراث محمد سمت بابن هندٍ، في قريش مضاربه
الذي كافأه معاوية بن أبي سفيان بتولية مصر . الى ان توفي فيها سنة اثنين واربعين للهجرة سنة (663) ميلادية . رحمـــه الله تعالــــى
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس