03-10-2007, 09:53 AM
|
#15
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
خالد بن الوليد رضي الله عنه
خالد بن الوليد رضي الله عنه
هو خالد بن الوليد بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظه بن كعب، الملقب بأبي سليمان القرشي المخزومي المكي، صحابي جليل، كان في الجاهلية من سادة قريش وقائدا لفرسانهم في الحرب تأخر رضي الله عنه في تلبية دعوة الاسلام، وشهد مع المشركين وفي مواجهة المسلمين مواقع بدر وأحُد والخندق، والحديبية .
والده الوليد بن المغيرة (أبو عبد شمس) من قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش، وكان يقال له العدل لآنه كان عدل قريش كلها حيث كانت قريش تكسو الكعبة (البيت) مرة والوليد يكسوه وحده مرة اخرى، وكان ممن حّرم الخمر في الجاهلية، وادرك الاسلام وهو شيخ هرم فعاداه وقاوم دعوته، وتوفي بعد الهجرة بثلاثة أشهر .
هاجر خالد رضي الله عنه مسلماً إلى المدينة المنورة في صفر من السنة الثامنة للهجرة، وهو ابن أخت أم المومنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، شارك في فتح مكة وغزوة حنين، ثم معركة مؤته، حيث تولى قيادة جيش المسلمين في مؤتة بعد ان استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم (زيد بن حارثة، جعفر بن ابي طالب، وعبد الله بن رواحة) .
فاختاره المسلمون قائدا لمتابعة القتال، ثم انه استطاع ببراعته الحربية ان ينسحب بالجيش ويعود به الى المدينة بخسائر قليلة، وقد أبلى بلاءا حسنا في مؤته، عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى امراء مؤته ثم قال: (أصيبوا جميعا ثم اخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد) وكان صلى الله عليه وسلم يحدث الناس وعيناه تذرفان .
ولمّا تولى الخلافة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وجّه خالدا رضي الله عنه لقتال المرتدين، وانتصر عليهم، وقتل مسيلمه الكذاب، وقضى على الردة التي كانت محاولة من القبائل العربية في الجزيره العربية لمقاومة سيطرة قريش على الخلافة الاسلامية في المدينة وضد السيطره السياسية للمدينة المنوره ومكه .
ثم ارسلة ابو بكر لفتح العراق في السنة الثانية عشرة للهجرة ففتح الحيرة، وأماكن مختلفة من العراق ثم طلب اليه ابو بكر ان يتحّول الى بلاد الشام لنجدة جيوش المسلمين فيها وفتح دمشق، فاخترق بادية السماوة، وقطع المفازة من العراق إلى أول بلاد الشام في خمس ليالٍ كان قائداً للجيش، وشهد حروب الشام، وفتح دمشق مع أبي عبيدة، ثم انعزل إلى حمص ومنها اعتمر ثم عاد إليها وتوفي فيها.
وكانت معركة اليرموك معركة فاصلة بين الروم والمسلمين، نصر الله فيها المسلمين، وسار خالد مع ابي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه لفتح دمشق، وكان ان تولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل كتابا بتولية القيادة العامة لجيش المسلمين الى أبي عبيدة، وتنحى خالد رضي الله عنه عن قيادة الجيش كجندي مثالي، وفارس مغوار طائعا ملتزما كجندي تحت قيادة ابي عبيدة، رغم كل الانتصارات التي حققها، مؤكدا من جديد وبصورة عملية انه كان ولا يزال سيف من سيوف الله .
رويَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال في حادثة عزل خالد عن قيادة الجيش : لانزّعن خالدا حتى يعلم ان الله انما ينصر دينه يعني بغير خالد قال القعقاع بن عمرو في معركة اليرموك: وجئنا الى بصرى وبصرى مقيمة فألقت الينا بالحشا والمعاذر فضضنا بها ابوابها ثم قابلت بنا العيُس في اليرموك جمع العشائر
ثم ولي خالد بن الوليد دمشق لآبي عبيدة ومن بعده في عهد عياض بن غنم حتى مات ثم انعزل خالد الى حمص، واستقربه المقام في مدينة حمص الى ان وافته المنية سنة احدى وعشرين هجرية، رويَ عنه انه لما دنا اجله قال: (لقيت كذا وكذا زحفا وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف او رمية بسهم، وها أنا اموت على فراشي حتف انفي كما يموت البعير، فلا نامت اعيُن الجبناء) وتوفي رضي الله عنه عن ستين سنة .
قال عنه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاته: كان والله سّدادا لنحر العدو، ميمون النقيبة وعندما رأى عمر النسوة يبكين خالدا في المدينة المنوره قال: ما على آل الوليد ان يسَفحن على خالد من دموعهن، ما لم يكن نقعا او لقلقة .
والنقع: حث التراب على الرؤوس، واللقلقه: الصراخ .
فيما قال خالد رضي الله عنه عن نفسه ما من ليلة يهدي الّي فيها عروس أنا لها محّب أحب الي من ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد في سرية أصّبحُ فيها العدو .
روى خالد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث قليلة، وله في كتب الحديث أحاديث كثيرة منها حديثين في (الصحيحين)، ومها ما أخرجه أحمد في مسنده عن خالد بن الوليد أنه سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائلاً: يا رسول إن كائداً من الجن يكيدوني فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر ما يعرجُ في السماء وما ينزل منها، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمان، قال ففعلت فأذهبه الله عني. ومنها أيضاً ما رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب من أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث خالداً إلى بني جذيمة فقتل وأسر (منهم الكثير)، فرفع النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: اللهم إني أبرأُ إليك مما صنع خالد، وكررها مرتين، كناية عن عدم رضا الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن هذه الأفعال .
وذكر خالد ان انشغالة الدائم في الجهاد منعة من الاكثار من قراءة القران الكريم ولم يترك من ميراثه سوى سيفه ودرعة وفرسة وقد احتسبها في سبيل الله تعالى، وله مقام على باب حمص ويجري دراسة وتدريس اساليبة وخططه العسكرية في كل المعاهد العسكرية والاستراتيجية حتى يومنا هذا .
رحم الله خالد بن الوليد رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|