[قرن فلفل]

تردي الحالة الصحية للشيخ سعيد بن زعير

24/2/2005



بيان صادر عن
اللجنة العربية لحقوق الإنسان وجمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان

تردت الحالة الصحية للمعتقل السياسي د. سعيد بن زعير بشكل كبير نتيجة سوء المعاملة والعزل وسوء التغذية ، وحينها بدا الضعف العام على جسم الشيخ ، ويعود ذلك لسوء التغذية، ورداءة الرعاية الصحية التي يلقاها المعتقلون في سجن المباحث في الحاير بالرياض

وقد كرر الشيخ بن زعير مطالباته لسلطات السجن بتوفير رعاية صحية، ونقله للعلاج من معاناته المتزايدة ، بيد أن السلطات قابلت طلبه بالتجاهل والرفض مما زاد حالته سوءاً، فاضطرت للكشف عليه ونقله للمستشفى لتلقي العلاج الذي استلزم عدداً من المواعيد الطبية، ولكن السلطات عاودت مواقفها ورفضت استمرار العلاج دون أي مبرر.

منذ اكثر من شهر اتخذت سلطات السجن سلسلة من الإجراءات التعسفية الاستفزازية نتج عن بعضها جروح لبعض السجناء، وقامت بعزلهم عن بعض، ونقلت بعضهم لسجون أخرى، لكن الأشد إيلاماً وغرابة ما قامت به السلطات من حرمان وحظر تام لجميع السجناء دون استثناء من حاجاتهم الضرورية كأغطية النوم، والملابس، وقطع الفرش الصغيرة التي تستر أرضية الزنزانة العارية ، بل وطال المنع أدوات النظافة الشخصية من صابون وشامبو ومعجون أسنان ، ولم تسمح للمعتقل بإبقاء أي اغراض في زنزانته سوى مرتبة إسفنجية للنوم، وثوباً واحداً ، كما انتزعت منهم كل الكتب التي اقتنوها شراءً! بالرغم من شدة وقع الخبر، وافتراض ردة فعل موازية لخبر يتعلق بصحة معتقل سياسي محروم من حقوقه الأساسية في القضاء، وفي المعاملة الإنسانية داخل السجن، بل إن عائلته لم تتمكن من زيارته أو الاتصال به طيلة سجنه سوى بالأمس حينما أبلغ أهله باعتلال صحته، بالرغم من كل هذا لم تقم سلطات السجن بالحد الأدنى من من احترام شروط الاعتقال .

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور بن زعير قد صدر ضده حكم قضائي بالسجن خمس سنوات إثر مشاركته في برنامج بقناة الجزيرة قبل عام؛ إذ اعتقلته السلطات فوراً، ونقلته للسجن، وعلى عكس المتوقع لم تجر معه أي تحقيق حسبما تنص عليه الأنظمة الصادرة من مجلس الوزراء، وبعد مضي ستة اشهر أحالته السلطات الأمنية للمحكمة ليفاجأ بقائمة من المحظورات والمخالفات القانونية كان من أبرزها إصرار القاضي على حرمان بن زعير من توكيل محامي للترافع عنه، فيما أصر القاضي على سرية الجلسات ، إذ أمر أقارب الشيخ بالخروج من مكتبه الذي جرت فيه المحاكمة، وفي تطور مفاجئ أصدر القاضي حكمه بسجن الشيخ خمس سنوات، وأعلن حيثيات الحكم التي لم تتضمن جلسات المحاكمة السؤال أو التثبت منها في تصرف فضائحي لايمكن تمريره في أي نظام قضائي يعترف بالإنسان وحقوقه الشرعية، وقبل أسبوع من اليوم أصدرت محكمة التمييز وهي محكمة تتمتع بقرار نهائي ذي طبيعة نافذ ة ، رغم أنها قد ردت قرار القاضي ثلاث مرات مبدية اعتراضها على طبيعة الإجراءات التي اتخذها القاضي في نظره للقضية.

إن التدهور المريع في صحة الدكتور بن زعير يحدث في ظل تجاهل كامل من السلطات الأمنية والتنفيذية في البلاد, وبالتالي تتحمل هذه السلطات المسؤولية الكاملة عن السلامة النفسية والجسدية للمعتقل السياسي سعيد بن زعير, لذا تطالب اللجنة العربية لحقوق الانسان وجمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الانسان بالإفراج عن المعتقل سعيد بن زعير لضمان معالجته في ظروف إنسانية مقبولة.
http://www.hrinfo.net/mena/achr/2005/pr0224.shtml