27-09-2007, 12:10 PM
|
#10
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزُى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ابن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من زوجته زينب بنت مضعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمُح وكانت من المهاجرات أيضا.
كُنيّ بأبي عبد الرحمن القُرشي العدويُ المكي ثم المدني: اسلم صغيرا قبل البلوغ مع أبيه وأُمه، وهاجر مع أبيه صغيرا وكان عمره نحو عشر سنوات، وكان صغيرا يوم أُحد فكانت أول غزواته غزوة الخندق وكان عمره خمسة عشر عاما، وهو من المبشرين بالجنة.
وكان عالما فقيها، أفتى في الناس لأكثر من ستين سنة، وروى علما نافعا غزيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه عمر بن الخطاب، وعن أبي بكر الصديق وبلال بن رباح، وأُخته أم المؤمنين حفصة بنت عمر، وأُم المؤمنين عائشة وكبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
له في مسند بقيّ ألفين وستمائة وثلاثين حديثا، واتفق له في الصحيحين على مائة وثمانية وستين حديثا وانفرد البخاري بأحد وثمانين، ومُسلم بأحد وثلاثين حديثا.
وقد شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلهّا، وخرج مجاهدا إلى العراق فشهد القادسية، وجلولاء والمدائن، كما شهد في الشام معركة مؤتة بالأردن مع زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وشهد معركة اليرموك على ثرى الأردن، وشهد فتح مصر وروى عنه نحوا من أربعين من أهلها الحديث النبوي الشريف.
وكان رجلا آدما، جسميا ضخما في إزار إلى نصف الساقين، قال رضي الله عنه: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي، والخال انزعُ شيء، وجاءني البضُع من أخوالي فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي رحمه الله، كان أبي ابيض، لا يتزوّج النساء شهوة إلا لطلب الولد). وكان يُصَّفر لحيته بالخُلوق والزعّفران، ويعفيها إلا في حج أو عمره، وشعر رأسه طويل حتى ليبلغ منكبيه، وصُف بأنه من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا، وموصوف بالورع.
كتب رجل لابن عمر: اكتب إليَّ بالعلم كُلَّه، فكتب إليه ابن عمر: ((إن العلم كثيرُ، ولكن إن استطعتَ أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافا لسانك عن أعراضهم لازما لأمر الجماعة، فأفعل، والسلام)).
وعندما مرض مرضه الأخير الذي قُبضَ فيه ذُكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال: أما مالي فالله أعلم ما كنت أفعل فيه، وأما رباعي وأرضي فإني لا أُحبّ أن يشارك ولدي فيها أحد .
وقد بقي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة تفد إليه الوفود من الناس للعلم والإستزاده، وكان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بمكة حيث مات سنة أربع وسبعين وكان عمرة سبعا وثمانين سنة.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لُكّل أمة عالمٌ وعالم هذه الأمة عبد الله بن عمر، ولكل نبيّ خليلٌ وخليلي سعد بن معاذ).
ذكر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوما رؤيا رآها في منامه قال: رأيت كأن بيدي قطعةٌ من إستبرق وليس مكان في الجنّة أريُدهُ إلا طارت بي إليه فقصصُتها على حفصة أم المؤمنين أخته فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن أخاك رجلٌ صالحٌ، لو كان يقوم الليل). قال: فما تركتُ قيام الليل بعد ذلك.
وقد روي أن ابن عمر يتّبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثاره، وحاله ويهّتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك وكان يسأل باستمرار عما ذكره أو أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في غيابه، ولذلك فقد قال ابن المسيب لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدتُ لابن عمر .
وكان ابن عمر إذا قرأ ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلُوبهم لذكر الله الآية (16) من سورة الحديد بكى حتى يغلبه البكاء.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يتوضأ لكل صلاة ويقرأ القرآن الكريم بين كل صلاتين مكتوبتين، وإذا فاتته العشاءُ في جماعة أحيى بقية ليلته، ولم يكن ليصوم في سفر ولا يكاد يفطر في الحضر.
وعن رأي ابن عمر في الفتنه سأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! ما يحملك على أن تحج عاما، وتعتمر عاما، وتترك الجهاد؟ فقال: بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، وصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع قوله تعالي: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) الآية (8) من سورة الحجرات. فقال: لان اعتبر بهذه الآية، فلا أُقاتل أحبُّ إليَّ من أن اعتبر بالآية التي يقول فيها ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)) الآية (92) من سورة النساء فقال: ألا ترى أن الله يقول: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)) الآية (193) من سورة البقرة. قال: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا، وكان الرجلُ يفتن في دينه، إما أن يقتلوه، وإما أن يسترقّوه، حتى كثُر الإسلام فلم تكن فتنه.
قال رجل لابن عمر : يا خير النّاس، أو ابن خير الناس، فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكنيّ عبد من عباد لله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه (يعني بهذا المديح).
وتوفي رحمه الله في مكة ودفن في فخَّ. وقد أوصى أن يدفن خارج الحرم فلم يستطع ورثته ذلك فدفن بمقبرة المهاجرين بفخَّ.
رحمه الله رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|