26-09-2007, 12:45 PM
|
#3
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
وهي أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة القرشية التّيميّه، والدها هو أبو بكر الصديق: صّديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وأمُها قتيلة بنت عبد العزى العامرية . وأُخت عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي اصغر منها بعشر سنين، تزوجت الزبير بن العوام وكنيت بأم عبد الله، ورزقت بعبد الله، وعروة بن الزبير، وهي وأبوها وجدّها، وابنها عبد الله ابن الزبير أربعتهم صحابيون .
وقد لقبها الرسول صلى الله عليه وسلم بذات النطاقين لأنها لم تجد ذات يوم ما تربط به سفرة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الهجرة إلى المدينة فاستأذنت أباها أن تقسم من نطاقها ما تشّد به سفرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لها . فلقبها عليه السلام بذات النطاقين .
هاجرت إلى المدينة المنورة وكانت حاملا بابنها عبد الله، وقد شهدت معركة اليرموك على ثرى الأردن مع زوجها الزبير بن العوام، وروي عنها أنها كانت موصوفة بسخاء النفس حتى كانت لا تدخّر شيئا لغدها وكانت في مرضها تعتق مملوكها .
روت عن جدّها لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة مهاجرا. قالت: حمل والدها أبو بكر معه جميع ماله - نحو خمسة أو ستة آلاف فأتاها جدها أبو قحافة وكان على الشرك وقد عُمي فقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه . فقالت: كلا، قد ترك لنا خيرا كثيرا فعمدت إلى أحجار فجعلتهن في كوة البيت، وغطت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب . فقالت: هذا تركه لنا، فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم .
وعن ابن الزبير قال: نزلت هذه الآية الكريمة في أسماء وكانت أُمها يقال لها قُتيله جاءَتها بهدايا، فلم تَقَبلها، حتى إذا سألت النبي صلى الله عليه وسلم نزلت الآية (لاَ ينهاكُم اللهُ عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية (8) من سورة الممتحنه. وفي صحيح البخاري قالت أسماء: يا رسولَ الله! إن أُمي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصُلها؟ قال: (نعم صلي أُمكَّ).
روي أن أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها: (يا بُنيّ عش كريما، وُمت كريما، لا يأخذك القوم أسيرا)، وذُكر أنه لما كثر اللصوص في المدينة المنورة زمن ولاية سعيد بن العاص اتخذت أسماء خنجرا كانت تجعله تحت رأسها.
قال عروة بن الزبير: دخلت أنا وأخي (يقصد عبد الله بن الزبير الذي ثار في مكة مطالبا بالخلافة زمن الأمويين)، قبل أن يُقتل على أُمنا بعشر ليال، وهي وجعهٌ فقال عبد الله: كيف تجدينكَ؟ قالت: وجَعَةٌ . قال: إن في الموت لعافية . قالت لعلَك تشتهي موتي، فلا تفعل، وضحكت، وقالت: والله، ما أشتهي أن أموت، حتى تأتي على أحد طرفيك: أما أن تُقتَل فأحتسبكَ، وإما أن تظَفَر فتقّر عيني . إياك أن تعرض على خطُه فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت). قال: إنما عنى أخي أن يقُتل، فيحزنها ذلك، وكان عمرها مائة سنة .
ولما قَتَلَ الحجاج عبد الله ابن الزبير في مكة دخل الحجاج على أسماء أُمه فقال لها: يا أُمه! إن أمير المؤمنين وصاني بك، فهل لك من حاجة؟ قالت: لستُ لك بأُم، ولكني أُم المصلوب على رأس التـّنيَة، ومالي من حاجة، ولكن أُحدثك! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرُجُ في ثقيف كذاب ومبُير) فأما الكذّاب فقد رأيناه - تعني المختار بن عبيد الثقفي الذي قام بثورة في الكوفـــة مطالباُ بالخلافة لشيعة علي كرم الله وجهه وأُما المبيرُ فأنت. فقال لها : مبيُرُ المنافقين .
وقد قتل ابنها عبد الله بن الزبير في جمادي الأول سنة ثلاث وسبعين للهجرة وماتت هي بعده بليال فقط.
وفي رواية أخرى أنه لما دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر بعد قتله ابنها عبد الله فقال: إنهّ ابنك ألحدَ في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب اليم . قالت: كَذبتَ! كان بّرا بوالدته، صواماً، قواماً . ولكن اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم '' أنه سيخرج من ثقيف كذابان: الآخر منهما شّـٌر من الأول وهو مُبيرُ) تعني الحجاج بن يوسف الثقفي والأول منهما هو نفسه المختار بن عبيد الثقفي الذي أشرنا اليه.
رحم الله أسماء بنت أبى بكر رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|