25-09-2007, 11:33 AM
|
#6
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
سعيد بن زيد بن عمرو رضي الله عنه
سعيد بن زيد بن عمرو رضي الله عنه
وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيلَ بن عبد الُعزىّ بن رباح بن قُرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، الملقب بأبي الأعور القرشي العدويُّ. صحابي جليل، وأحد المبشرين بالجنة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ومن السابقين الأولين البدرين.
شهد المشاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، بدرا واحدا والخندق والحديبية، وسار مع الجيش الإسلامي لفتح بلاد الشام عبر الأردن فشهد حصار دمشق وفتحها حيث ولاّه أبو عبيدة عامر بن الجراح اثر ذلك ولاية دمشق، وهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الامة.
روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثان في الصحيحين الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (الكلمأة من المنّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين) والثاني: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَن ظلَمَ من الأرض شبرا طوقّةُ من سبع أرضين ومن قتُل دون ماله فهو شهيد).
كان والد سعيد زيد بن عمرو ممن فـَّر من عبادة الأصنام في مكة وساح في أرض الشام يطلب الدين القيّم، فرأى النصارى واليهود فكرة دينهم وقال: اللهـّم إني على دين إبراهيم . ولكنه لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي، ولا رأى من يوقفه عليها . وكان لا يأكل من ذبائح قومه التي تذبحُ على النصُب . وذكر أنه من أهل النجاة فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (يبعثُ أمةَ وحده) وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يُبعث، وتوفي والرسول صلى الله عليه وسلم لم يُبعث كذلك .
وهو ابن عم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في الجاهلية يسند ظهره للكعبة ويقول لقريش: يا معشر قريش والله ما فيكم أحـدٌ على دين إبراهيم غيري، وكان يعارض وأد البنات وهن حيّات، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مه، لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها . وعندما آذاه عمه الخطاب خرج إلى غار حراء ثم إلى الشام والجزيرة والموصل يبحث عن الدين القيمّ .
وروي أن زيد بن عمرو كان بالشام فلما بلغه خبر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة أقبل يريده فقتله في الطريق إلى مكة أهل مَيفعَه بالشام، ( مَيفعة: من أرض البلقاء ).
وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن عمرو: ''مالي أرى قومك قد شنَفوُا لك، أي أبغضوك؟ قال: أما والله إن ذلك مني لغير ثائرة كانت مني إليهم، ولكني أراهم على ضلالة، فخرجت أبتغي الدّين، حتى قدمتُ أحبار أيلة (هي مدينة العقبة بالأردن حاليا) فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فذُللتُ على شيخ بالجزيرة، فقدمت عليه، فأخبرته، فقال: إن كل من رأيت في ضلالة، إنك لتسأل عن دين ''هو دينُ الله وملائكته، وقد خرج في أرضك نبي، أو هو خارج، ارجع إليه واتبعّه فرجعت'' .
اسلم سعيد بن عمرو قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم في مكة، وكانت قد سبقته للإسلام زوجه وابنة عمه فاطمة بنت الخطاب أُخت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن سعيد متأخرا عن مرتبة أهل الشورى الستة الذين عينّهم عمر بن الخطاب، وإنما تركه عمر لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقيل حابى عمر ابن عمه: فأخرج عمر رضي الله عنه من أهل الشورى ولده وعصبته .
روى هشام بن عروة عن أبيه أن اروى بنت أويس ادعتّ أن سعيدا بن زيد أخذ شيئا من أرضها فخاصمته إلى مروان بن عبد الملك والي المدينة المنورة آنذاك، فقال سعيد: أنا كنتُ آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . سمعته يقول: (من أخذ شيئا من الأرض طُوّقه إلى سبع أرضين) . قال مروان: لا أسألك بينّة بعد هذا، فقال سعيد: اللهّمّ إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها في أرضها . فما ماتت حتى عميت، وبينما هي تمشي في أرضها، إذ وقعت في حفرة، وفي رواية بئرا فماتت فيها .
روي عن سعيد بن زيد قال: فقلت يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وأبلغتك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له قال: ( نعم، فاستغفر له، فانه يُبعّثُ أمة وحده ).
وكان سعيد بن زيد قد قدم من الشام بعد بدر فكلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه وأجره .
وكان سعيد بن زيد رضي الله عنه طويلا، أشعر الجسد، روى ثمانية وأربعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على حديثين، وانفرد البخاري بثالث .
وتوفي رضي الله عنه بالعقيق، ودفن بالمدينة المنورة سنة إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة .
رحمه الله رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|